حينما عدت أدراجي للبلاد عقب رحلة دراسية بالخارج، لم تحظى بإكتمال سنواتها، فظللت قابعة لفترة ليست بالقصيرة ضاعت حيالها عدة سنوات في رحلة البحث عن أفضل كلية للإعلام أملا” في الإنضواء تحت لوائها، فكانت أكاديمية السودان لعلوم الإتصال الوجهة المقصد .. وحسب قوانين التعليم العالي يتعين علي التقهقر عاما” للوراء قبيل إعتلائي سلالم الفصول الدراسة، (سنة دراسية) كاملة كانت خصما” من عمري، غير إنها كانت إضافة وتعضيد لتجويد فنون الأعلام ورافده، وهذا ما كان عندما وجدت نفسي في المستوى الثاني بدلا” عن الثالث
على مقاعد الدراسة زملاء يصبون جام ثنائهم على أستاذهم د.عبد المطلب الفحل، ممتدحين روعة تدريسه وسلاسة إيصاله للمعلومة
لكم كنت أتتوق وأتحرق أملا” لأن أتتلمذ على يده، غير أنه غادر الأكاديمية، مأسوفا” عليه في وقت لم أحظى فيه بمحاضرة واحدة له حتى تخرجي
ألتقيته عدة مرات في ممرات وردهات الأكاديمية أثناء زياراته للمقر
وظل حلمي يراودني في الطيف والصحيان فبعد ان حرمت من إستقاء العلم على يديه، ذهب حلمي إلى أبعد من ءلك عندما تمنيت العمل معه في أيا” من المؤسسات الإعلامية
ظروف إبتعادي عن الوطن منذ نعومة أظافري، لم يتثنى لي الإحتكاك بنجوم الاعلام الا من الفئة التي زاملتهم والدتي إبان عملها بالمجال فكنت أتتبع خطى مسيرته الإعلامية
كنت وما زلت أتمنى ان ألتقيه وأتعلم منه المزيد ولكن دائما” ما تكشر الأقدار عن أنيابها معلنة الصدود، فتباعد بيننا وهذه المرة الى الابد …
اللهم أرحم عبدك عبد المطلب الفحل واحشره مع الشهداء والصديقين وطيب مرقده
انا لله وانا اليه راجعون