لطفاً ولاة الأمر .. نعتذر عن مساهمتكم

 

بقلم: كنده غبوش الامام
الحمد لله رب العالمين الذى انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً والصلاة والسلام على رسول الله الامين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين اما بعد، لكم تحية من عند الله مباركة طيبة أخي الكريم الاستاذ بخاري رئيس تحرير صحيفة الإنتباهة اولاً لكم الشكر والتقدير على مناشدتكم الكريمة للإخوة ولاة الأمر وعلى رأسهم الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي والفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا والفريق أحمد ابراهيم مفضل والاستاذ موسى جبر والي جنوب كردفان والمهندس مبارك أردول المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنيه وذلك من أجل مساهمتهم لنا لعلاج زوجتي المريضة بالقاهرة قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة/60} ومن فوائد هذه الآية انما الزكوات الواجبة يجب ان تصرف للفقراء وهم المحتاجون الذين لديهم مال من مهنة أو وظيفة لكنه لا يكفيهم ولا ينتبه لحالهم الأغنياء واما المساكين الذين لا يكادون يملكون شيئاً ولا يخفون على الناس بسبب ما حالهم وتصرف للعاملين عليها الذين يرسلهم الامام لجمعها (الجباية) وللكفار الذين يتألفون بها ليسلموا أو لضعف ايمانهم ليقوي ايمانهم او لمن يدفع بها شره، وتصرف للإرقاء ليعتقوا بها وللمدينين فى غير اسراف ولا معصية ان لم وفاء لما عليهم من دين وتصرف أيضا لتجهيز الدعاة فى سبيل نشر الدعوة الى الله وكذلك المسافر الذى إنقطعت نفقته قُصر صرف الزكوات أو الصدقات على هؤلاء المذكورين فريضة من الله والله عليم بمصالح عباده حكيم فى تدبيره وشرعه وبالمقابل قال رسول (ص) (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفواً الا عزاً وما تواضع احد لله الا رفعه الله) صدق الرسول الكريم يفهم من هذا الحديث الشريف ان ما تتصدق به ايها المسلم المحسن وما تنفقه من خير فى سبيل لا ينقص من مالك شيئاً بل يزيده وينميه قال تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {البقرة/261} واذا عفوت عن أخيك او غفرت له زلته زادك الله عزاً ما تواضعت لله وخشعت اليه وتنزهت عن التكبر على خلقه الا رفعك الله وكل من اراد ان ينال الرفعة والعظمة فى اذلال الناس وإستخفافهم اذله الله لذلك على ولاة الامر على أمتهم حقوق عظمى ولهم فى أعناقهم أمانات كبرى وواجبات جُلى وعليهم ان يحكموا بينهم بالعدل والحق ويسوسهم بالرحمة والإنصاف ويعملوا جميع أفراد الأمة سوياً فلا يخص بالمنافع فئة دون الأخرى ولا يفضل حزباً على حزب وعليهم ان يسهروا على منافهم ومصالحهم ويعملوا على نشر الأمن والسلام والوحدة بين كل المجتمعات المدنية ويبث فى نفوس الشباب الدين والخلق الحميد وعليهم ان لا يحملون عليهم من الضرائب ما لا يطيقونه وان لا يأكلوا اموالهم بالباطل قال تعالى (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة/188} وان لا يتصرفوا فى اموالهم لأغراض سياسية الا في ما يعود اليهم بالنفع والرفاهية فى الدنيا والإخرة وان لم يقم ولاة الأمر بهذه الواجبات المفروضة عليهم من الله فهم غاشين لأمتهم وقد حرم الله عليهم الجنة. كتبنا هذه الخواطر على هامش نداء الأخ بخاري للأخوة المذكورين اعلاه بأن يقدموا لنا مساهمات فى علاج زوجتي التى تواصل علاجها بالقاهرة وكنت قد ذهبت الى مقر الجريدة أمس الأول من أجل وداع اسرة التحرير بمناسبة سفري الى القاهرة واعتذرت بالتوقف عن الكتابة الراتبة فى الجريدة بسبب سفري وبعد إلحاح سألوني عن أسباب السفر أوضحت لهم بأن زوجتي مريضة هناك على نفقتنا الخاصة مع أحد بناتي التي تقيم هناك مع أسرتها وظروفنا المادية لا تسمح بأن تبقى زوجتي هناك بالرغم من انها لم تُكمل فترة علاجها هناك لذلك قررنا إعادتها الى السودان نتوكل على الله وهو الشافي قال تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ {الشعراء/80} وودعناهم بحضور المدير العام للصحيفة الاستاذ أحمد فاروق بالاضافة لرئيس التحرير الاستاذ بخاري بشير وسكرتير التحرير مزمل عابدين وأسرة التحرير من الجنسيين وتفأجت بالأمس بالرسائل عبر البريد الالكتروني وعبر الواتساب وايضا عبر الهاتف الذى ظل يرن من الصباح حتى المساء والكل يطلب مني بأن امده برقم حساب بنكك لمساهمتهم ولعلاج زوجتي واستغربت من الأمر لانني لم أطلب شيئا كهذا وعندما دخلت فى موقع الجريدة فى الشبكة العنكبوتية تفأجات بالمناشدة من رئيس التحرير بهذا الشأن وخاصة ان أحد كبار ضباط جهاز المخابرات العامة اتصل بي وفضل عدم ذكر اسمه بأن امده ايضا بحساب بنكك حسب طلب المدير العام الفريق مفضل واعتذرت له وتوالت الاتصالات وخاصة من الدكتور اسماعيل عبد الله بدر من منظمة مسلمي بريطانيا بالسودان وكذلك من الأخ الأكبر كباشي ناصر هجاني المدير لأحد مجموعة شركات الشيخ الراجحي بالسودان وآخرين لا يتسع المجال لذكر اسمائهم جميعاً ونشكرهم على هذه الاتصالات كما نشكر أسرة تحرير صحيفة الإنتباهة والإخوة الذين ناشدوهم ونعتذر للجميع على عدم قبولي مساهمات الأخوة ولاة الأمر وكما تعلمون وانا عضو هيئة علماء السودان والحمد لله الذى جعلني من أهل العلم الذين يدعون من ضل للهدي ويصبرون منهم على الآذى فما أحسن أثرهم على الناس وما اقبح أثر الناس عليهم قال تعالى : (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {آل عمران/18} قال رسول الله (ص) (العلماء ورثة الانبياء) قال بن رجب (يعني انهم ورثوا ما جاء به الانبياء من العلم وهم خلفوا الانبياء فى اممهم فى الدعوة والزود عن دين الله والنهي عن معاصي الله. اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد والله من وراء القصد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.