بقلم كنده غبوش الامام _ عضو هيئة علماء السودان
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا والصلاة والسلام على رسول الله الأمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين قال تعالى : (إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ {11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ {12}) سورة البقرة الأية 11و12
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) صدق رسول الله الكريم لا شك أنكم تعلمون أن العلماء هم ورثة الأنبياء اللذين يقدمون المناصحة للحكام للعدل بين الناس جميعاً وكذلك الإصلاح ما بينهم حول النزاعات المختلفة من أجل اقامة حكم راشد في السودان وفي ذلك قال تعالى ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {18}) سورة آل عمران الآية 18 وقال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) سورة فاطر 28 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيناً مكانة العلماء في الأمة (العلماء ورثة الأنبياء ) ولهذا وذاك فقد أكرمني الله سبحانه وتعالى وجعلني من فضله عضواً بهيئة علماء السودان عن ولاية جنوب كردفان منذ تأسيسها وحتى الآن وبالرغم من أنني لست عالماً مثل السادة العلماء الأجلاء الأعضاء الهيئة وأكثرهم من بروفيسرات وغيرهم من حملة الدكتوراة والماجستير ومن خلال عضويتي وسط هؤلاء العلماء اكتسبت خبرات عديدة وخاصة من العلوم الإسلامية وحفظت القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الشريفة كما حظيت بحب الناس بولايات السودان المختلفة وخارجها وخاصة بولاية جنوب كردفان وبذلك ظللنا نقدم المناصحة للحكام وخاصة للرئيس البشير عندما كان رئيساً للسودان والذي كان يتواضع ويستقبلني ويسمع لمنصاحتنا وخاصة فيما كان يتعلق حول قضايا السلام وايقاف الحرب بجبال النوبة وكان يستجيب لها وكذلك كان الشيخ د/ الترابي يستقبلني وهو حافي القدمين ويستمع لنا حول قضايا الدعوة إلي لله في جبال النوبة وطيلة هذه المدة التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً وأنا أعمل من أجل الدعوة إلي الله وخاصة الإصلاح بين الناس ومع ذلك تعرضت من خلالها لأبشع أنواع الظلم والتهميش وعلى سبيل المثال لا الحصر تم الإعتداء علينا بالضرب حتى سالت الدماء من رأسي كان ذلك في احدى مقرات حكومة ولاية جنوب كردفان بالخرطوم وأخرين هددوني بالتصفية الجسدية وخاصة من معتمد الدلنج الأسبق الأردب الذي كان قد شكل لي محكمة طوارئ لمحاكمتي ولولا تدخل الأمير نبيل وضباط الأمن أنذاك بلول ويوسف كنت الآن من أعداد الأموات وأخرين إعتقلوني وتم إرسالي إلي سجن شالا بالفاشر والبعض هددوني بالقتل بإشهار مسدساتهم في وجهي ومنهم من صادروا منزل أسرتي بالدلنج لصالح أحد التجارفي عهد حكومة اللواء الحسيني عندما كان حاكماً لاقليم كردفان قبل قيام نظام الولايات وكنت أنذاك قد إعترضت على فتوى الإسلاميين بمسجد الأبيض العتيق بهدر دماء النوبة باعتبارهم من الخوارج ونشرنا نداء للبشير عبر جريدة الحياة الندية أنذاك والتمسنا منه إلغاء الفتوى بإقالة الحسيني والحمد لله استجاب وقام بإلغاء الفتوى وإقالة الحسيني وبرغم ذلك تعرضنا للانتقادات حادة واظلم والغبن من بعض أهل عشيرتي النوبة اللذين كانوا يعتقدون بأنني مناصراً للبشير والترابي واحتسبنا كل ذلك لوجه الله تعالى وأمري لله وفي هذا الإطار حضرنا إلي الدلنج منذ أكثر من خمسة أشهر للمساهمة في معالجة قضية النزاع بين القضاة وأصحاب الدكاكين المصادرة منهم بواسطة محكمة الدلنج لصالح خدمات القضاة دون أي حكم قضائي وفي خلال تلك المدة ونحن نسعى للإصلاح بين الطرفين وتم تكوين لجنة من الطرفين بقرار من رئيس الجهاز القضائي بالولاية مولانا جيمس سليمان أنجلو لايجاد صيغة توافقية بينهما ولكن للأسف لجنة القضاة رفضت التنازل عن مصادرة هذه الدكاكين بحجة انها اقيمت على أرض السلطة القضائية بالدلنج ولا نريد الدخول في التفاصيل لانها صادمة لأصحاب الدكاكين وأغلبهم من أسر الشهداء والأرامل وأرباب المعاشات من القوات النظامية والخدمة المدنية علماً أن هذه الدكاكين كانت قد شيدت بدعم من منظمة الأمم المتحدة المعروفة باسم التنمية الصناعية (يونيدو) دعماً لهذه الشرائح الضعيفة في عهد مديرها بجنوب كردفان الشهيد د فيصل بشير رحمه الله ونحن على ذلك من الشاهدين لذلك كتبنا تقريراً مفصلاً بهذا الشأن لرئيس الجهاز القضائي بالولاية بصورة لكم وأخرى للمدير التنفيذي بمحلية الدلنج وسنقدم تقريراً مماثلاً لرئيس السلطة القضائية بالخرطوم مولانا عبد العزيز فتح الرحمن عندما أعود إلي الخرطوم لاتخاذ القرار المناسب أما لصالح القضاة أو لصالح أصحاب الدكاكين ولا يوجد حلاً ثالثاً حسب متابعتنا لهذه القضية ونمتنع عن التفاصيل الأخرى أخي الوالي موسى جبر محمود عرفناكم منذ أكثر من ثلاثين عاماً وحتى الآن وأنت عفيف اللسان واليد ولم تحم حولكم شبهات الفساد ونحنا على ذلك من الشاهدين وشهادتنا غير مجروحة ختاماً نناشد عبركم قائد القوات المسلحة بالفرقة 14 مشاه بولاية جنوب كردفان بالتدخل السريع لوقف استثمارات عربات القوات المسلحة بنقل البضائع والركاب إلي الأسواق المختلفة بمحلية الدلنج الكبرى وكذلك لوقف المظاهر السالبة للذين يرتدون زي القوات النظامية ويتجولون في الأسواق وأماكن بيع الشاي وغير ذلك من الأماكن المشبوهة حفاظاً على سمعة قوات الشعب المسلحة الباسلة المشهود لها عبر التاريخ بالانضباط وحسن المظهر في خدمة الوطن والعباد ونتعهد بتصعيد قضية إسحقاقات العاملين بالولاية إلي مجلسي السيادة والوزراء والتي أدت لأكثر من خمسة أشهر إلي توقف الخدمات الأساسية للمواطنين الولاية لذلك هذه مناصحتنا لكم أخي الوالي بإقالة حكومتكم الموقرة وتشكيل حكومة جديدة من أجل اعادة الولاية لأجواء السلام والإستقرار والتعايش السلمي بين كل مكوناتها وتتطلع لمهام معاش الناس ووقف العدائيات بين بعض القبائل وخاصة بالمحليات الشرقية والإسراع لايجاد حلول عاجلة لاستحقاقات العاملين وتقديم الخدمات الإنسانية للإخوة من أبناء جبال النوبة العائدين إلي الولاية ويعيشون ظروف حياتية ومناخية قاسيية .قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا {58}) سورة النساء 58الآية اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد وكفى بالله شهيدا والله من وراء القصد