عندما صرخ سائق حافلة في وجه مواطن : بدهسك وشركة التأمين بتدفع ديتك
الإرشادات المرورية مابين سندان التوعية ومطرقة السلوك الإنساني
تحقيق : أيمن كونتا
في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة العامة للمرور بإطلاق حزم إحترازية بشأن ضبط شركاء الطريق ومستخدميه ،كما هو الحال بالنسبة للمركبات الخاصة منها والعامة وصلاحيتها وتوفيق أوضاعها ميكانيكياً وقانونياً ، نجد ان القوانيين والتشريعات التي تردع من تسؤل له نفسه مخالفة نجد أن الكثيرين منهم يتخذونها معبراً وجسراً للتمادي في الخطاء نفسه و(بقلب قوي).
الرادار.. العثور على كنز علي بابا !!
في إطار سعيها للحد من حوادث السير التي حصدت الكثير من الأرواح خاصة في خطوط السير السريع ، شرعت إدارة المرور في عدة إجراءات إحترازية كان آخرها الإستعانة بالرادار الذي حجّم من السرعة الزائدة بصورة تؤدي إلى تحريك ألسُن المواطنيين لتعجّل وتلهج بالشكر لهذه الإدارة .
مرت إجراءات الحد من السرعة الزائدة بعدة وسائل ، منها المنفستو الذي يوضح زمن القيام والوصول ، وبه يتم مسألة حساب الزمن والسرعة ، ولكن هذه الطريقة لم تأتي اُكلها، وتمرحلت الحلول الى أن وصلت إلى الرادار والذي يمكن أن نصفه بأنه سلاح ذو حدين، فاذا سلمنا ايجابيا” دوره في ردع منفلتي عدم التقيد بالسرعة ، فإن الذي لا يعيه القائمين بالأمر إن الرادار أسقط الوصية المرورية التي ترمي بأن (لا تنشغل بغير الطريق) كما هو الحال في استخدام الموبايل ، فسائقي المركبات أضحت أعينهم زائغة وموزعة ما بين عداد السرعة القابعة أمامه في الطبلون ومابين جانبي الطريق أملا” في رؤية الرادار فضلا” عن الإكتراث لإشارات شركاء الطريق من سائقي المركبات الأخرى القادمة من الإتجاه المعاكس ليزودونهم بالنباء العظيم بأن أمامهم رادار بإشارة متفق عليها وغالبا” ما تكون بأصبع الإبهام من اليد اليمنى في حركة ميكانيكية رأسية لأعلى ولأسفل فيعمل المستفيد من الإشارة على إستعادة السرعة المناسبة حتى يتخطى (كمين) الرادار، والطريف في الأمر إن سائقي المركبات يتنبأون بمكان الرادار وما أن يتحقق حدسهم حتى يطلقوا ضحكة مجلجلة وكأنهم عثروا على كنز علي بابا”
فطالما توجد أشارات متفق ومتعارف عليها من قبل سائقي المركبات ترمي وتوضح أمكنة وأكمنة الرادارات لتشفع في إجتياز الرادار بشئ من الإطمئنان على أمل أن يسير على هواه فيما بعد فبالتأكيد أن الغرض الذي من أجله صمّم الرادار لا يجدي نفعاً.
طفاية الحريق مابين المخالفة والمخافة!!
لا شك أن وجود طفاية الحريق بالمنزل أو المكتب أو السيارة هو أمر في غاية الأهمية حتى إن ظلت الطفاية دون إستخدام لسنوات عديدة , فقد يأتي الوقت أو اللحظة التي تصبح فيها طفاية الحريق بمثابة طوق النجاة والدرع الواقي لمكافحة الحريق أو لإنقاذ حياة إنسان أجارنا الله وإياكم من النار .
غير أن الكثيرين من مواطني بلادي لا سيما سائقي المركبات العامة درجوا علي الاستحواذ على طفاية الحريق مخافة أن (يعتر) فيهم رجل مرور إتجاة واحد ، فيحرر لهم مخالفة تعتبر خصماً (للفردة المعدلة) وأن ثقافة اللجوء للطفاية في حال نشب حريق هي آخر دعواهم، بل ولا يضعون في حساباتهم ذلك وأن حدث فإنهم يستهدون بمقولة (المغطي الله) على حد قول بعض من أستطلعتهم الصحيفة.
في شارع أفريقيا قبالة المطار شب حريق في سيارة بصورة مفاجئة جعلت صاحبها يفقز منها كالمجنون وهو نفس التصرف الجنوني في سعيه لإطفائها فظل يهرول يمنة ويسرة أملاً في إيجاد وسيلة تسعفه في إخماد النيران فلم يجد وسيلة كأن يهيل كميات من (الأتربة) لإنتشار الإنترلوك علي تخوم شارع الأسفلت ، فما كان من أحد سائقي المركبات الا وأن يترجل من سيارته مدعوماً بطفاية فأعمل بها مكافحة للنيران، وإن لم يحدث هذا لأمتدت النيران لبقية السيارات التي تتراص في إنتظار إشارة الأستوب الخضراء.
الإيصالات .. جواز مرور للتمادي في الخطاء!!
أرتفع صوتاً جهورياً في الموقف العام يهيب ويوجه المواطنين لمسار خط الحافلة، وبعد برهة من الزمن تحركت الحافلة صوب مبتغاها، وشرع الكمساري في تحصيل قيمة التذكرة وفي منتصف المسافة أوضح أحد الركاب بوصوله لمحطته، وهذا ما كان له، بيد أن الكمساري آثر بأن يجعل باب الحافلة موارباً أملاً في إلتقاط راكب آخر وهذا ما لم يروق لفرد المرور المرابط بشارع العرضة فأطلق صافرته وأوقف الحافلة وبعد مداولات قطع فرد المرور أيصال، وعندها فقط أرغى سائق الحافلة وأزبد وظل يقود المركبة بطريقة أقلقت مضجع الركاب وحاول الكمساري أن يوصد باب الحافلة (المعصلج) فصرخ فيه السائق (خليه فاتح) نحن قاطعين الإيصال … لا تعليق
التأمين بوليصة (للسرح والمرَح)!!
ما دفعني إلى الزج بالتأمين في تلك الإشارات هو ما تناهى إلى مسامعي عبارات أطلقها أحد سائقي المركبات العامة لمواطن كاد أن يدهسه بالقرب من أحد المواقف وفي خضم إحتدام نقاسهم صرخ في وجه المواطن بقوله : (انا بدهسك وشركة التأمين بتدفع ديتك)، في إشارة واضحة وجلية بأن أضحي التامين (سبلة) ووثيقة لضمان حرية مالكه بأن (يسرح و يمرح)، طالما ان بوليصة شحن كروت الضمان والأمان لمغترف أي ذنب صالحة للتدوال ومبرئة للذمة.
فلا مخافة أصحاب المركبات من (جرجرة) التامين، ولا ضعف الثقافات أو السلوكيات شفعت بأن ياخذ سائق المركبة في الحسبان بإن التامين يصير آخر دعواه في تجسير هوة الضرر.
المحافظة على(فردة الحافلة) في الموقف!!
درج بعض كماسرة الحافلات بأن يقودوا السيارة بين كل فينة والأخري الي الأمام للمحافظة علي دور الحافلة في الخط ، في الوقت الذي يكون فيه سائق المركبة في استراحة هجعة زول بعد ترحال فنجدة متكئ بالقرب من بائعات الشاي يرتشف كوباً من القهوة ويتجاذب أطراف الحديث مع زملاء المهنة وهو لا يعي بأنه قد قام بتسليم (مفتاح) أكبر جريمة لمساعدة ، بالرغم من أنه يعلم علم اليقين بأنه خطر داهم لا يتم العلاج منه الا بما يسمي في أدب علم النفس ب(الصدمة).
محمد علي سائق حافلة أبان أن الكماسرة (ما كلهم واحد) ففيهم من يعي تماماً قيادة الحافلة وبل نجد أن سائق الحافلة يمنحه المفتاح بإطمئنان لا لشئ لئلا إيمانه التام بمقدرة الكمساري في القيادة ، غير انني أرجع وأقول أن المسئولية الكاملة في النهاية تتوقف على السائق.
الهادي صديق سائق حافلة ، وصف تلك الخطوة بالخطأ الجسيم، لكون الكمساري لا يمتلك رخصة عامة، وإن حدث مالم يكن في الحسبان فإن المسئولية والمحاسبة على السائق سواء كان من قبل المرور أو صاحب السيارة الذي لا يعرف الكمساري لا اسمه لا مكان إقامته.
ففي سابقة مماثلة لقى مواطن مصرعه دهساً بواسطة عربة بموقف خرطومي وذلك أثناء عبوره لإحدى الممرات ويذكر في تفاصيل الحادث الذي شهده الموقف ان المواطن الذي خرج من مستشفى الخرطوم بعد أن أُجريت له عملية وبعد شفائه ومكوثه عدة أيام بالمستشفى خرج منها متجهاً الى ذويه بالحصاحيصا وعند توجهه الى الموقف لإستقلال المركبة المتجهة الى الميناء البري قام أحد الكماسرة بقيادة أحد المركبات العامة في محاولة منه لإلحاقها بالنمرة وفي أثناء قيادته دهس المواطن قبل أن يلوذ بالفرار
الإرشادات المرورية مابين سندان التوعية ومطرقة السلوك الإنساني!!
وإذا ما جئنا ان نعرف التوعية المرورية نجدها جعل جميع مستخدمي الطرق من سائقين ومشاة على علم وإقتناع بقواعد وتعاليم وأصول وآداب السير والمرور التي تكفل لهم السلامة إذا تصرفوا واستعملوا الطريق إستعمالاً سليماً وفق هذه القواعد والأصول والآداب بل أن يذهب المواطنيين الى أبعد من ذلك عندما يقتنعوا بها وأن يستعملوا الطريق على أساسها فبالتأكيد ستكفل له السلامة والأمان لذا فإنه يقوم بتنفيذها، خاصة إن أستهدوا بالحملات التوعية المرورية التي تقوم بها الشرطة ، وفي استطلاع قمنا به في أوساط سائقي المركبات العامة عن الإرشاد المروري خرجنا بتلك الإفادات:
تفرَس عبد الباقي سائق حافلة في خط الخرطوم – الحتانة في وجهي ملياً قبل ان يجيب على سؤالنا بخصوص الإرشاد والتوعية المرورية هل تطغي على الإيصالات فرد بقوله : لا أذيعك سراً عندما أفيدك بأن فرد المرور هو من يصنع زحمة السير بعد أن ينهي إجراء المخالفة في وقت تكون فيه المركبة في منتصف الطريق وأبان (بقه) أو كما يحلو لزملائه أن ينادوه، الشوارع والطرق تخلو من العلامات ،لم نرى أو نسمع بأب محاضرة من أعلام المرور فى الشوارع
في نظري أن أفراد المرور غالباً ما يسدون النصح والأرشاد، هكذا أبتدر عثمان محمد سليمان – سائق تاكسي حديثه قبل أن يكمل، غير ان قطع الإيصالات تتأتي جراء إغتراف مخالفة تنم عن عدم دراية بعض سائقي المركبات وأضاف عثمان نحن أصحاب التأكسي لا نذكي أنفسنا على الغير فمعروف عنا بالإلتزام الكامل والشامل بأدبيات المرور وذاد بقوله الناس ليها نظرة وحسابات