البحث عن الطاقات البديلة .. هل أعيت الطبيب المداويا

 

بقلم : علي أحمد ابوسالمة

عندما عقدت دول العشرين إجتماعها الطارئ في أكتوبر الماضي 2021 بفرنسا ، حول التغيرات المناخية التي أدت الى أرتفاع في درجات الحرارة ، أعقبه مؤتمر أعدته ونظمته الأمم المتحدة في اسكتلندا ، ليأتي هو الأخر يضع علي منضدته نفس الموضوع ، تناولت نفس الأسباب والتي أجمع مشاركوها أن النشاط البشري على الكرة الأرضية هو الذي ألحق الضرر على العالم وسبب إعتماد بعض دول العالم إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري المستخرج من باطن الأرض، إضافة إلى قطع أشجار الغابات وغيرها. وفي الأخير خرج المؤتمر واضعا توصياته الإستراتيجية لحل هذه المعضلة ليستغرق تنفيذها سنوات طوال لإنقاذ العالم وإعطاء مهلة للدول الأعضاء للتقليل من إستخدام الوقود المسبب للإنبعاث الغازات الدفيئة والبحث عن مصادر أخرى للطاقة ، وكلنا يعلم أن العالم يبحث عن مصادر أخرى للطاقات البديلة هدفها أولا هو تقليل تكلفة الإنتاج من أجل استفادة منها لأغراض الصناعة وإنتاج الكهرباء ، وقد أنفقت دول عديدة أموال طائلة في الأبحاث العلمية والدراسات لكي تعتمد أولا علي إنتاجها الذاتي والتقليل من اعتمادها علي المستورد.
ولكن كل هذا بالتأكيد له أبعاد أكبر من أن نستوعب فكرة إنقاذ العالم ، ولا نستبعد نظرية المؤامرة التي تحيكها الدول العظمى لتحاول إيقاف تقدم دول أخرى الصاعدة في مجال الصناعة والتجارة الدولية ، وقد سجلت دول مثل الصين والهند وتركيا والبرازيل وماليزيا وإندونيسيا أرقام قياسية محققة إرتفاع في معدلات النمو الاقتصادية ، وقد تكون مهددة لدول أخرى ، وقد تفقدها السيطرة علي الدول النامية وهو شكل من أشكال الأستعمار الإقتصادي الحديث على العالم من لا يملك زاده وقوته لا يملك قراره.
ولكن دعونا نقف قليلاً لنرى ماذا يحدث لعالمنا الحقيقي وليس الإفتراضي من تغيرات جيولوجية وبيئة ، في الأعوام الأخيرة تم رصد وتسجيل أكثر من 70 بركان نشط حول العالم. وفي العام 2021 فقط تم رصد نشاط 8 براكين تقع أغلبها في المناطق الوسطى حول العالم ، فقد سببت حممها وغازاتها المنبعثة كوارث أدت أحداث السيول والأمطار وتداخل المواسم بعضها مع بعض ، فقد احتفل المكسيكيون هذا العام بأعياد الميلاد علي موجة حارة بدلا عن شتاء يملأ شوارعها بالثلوج.
فقد تم رصد نشاط العديد من البراكين منذ شهر ابريل الماضي ومنها بركان كيلاوي وهو يقع في جزر هاواي وبركان لاسوفرير ويقع في سان فينيست جزر الكاريبي ، وبركان ايسلندا ويقع في شبة جزيرة ريكيانيس جنوب غرب ايسلندا ، وبركان إتنا يقع في ايطاليا ، وبركان جواتيمالا يقع في أمريكا الوسطى ، وبركان سينابونج يقع في اندونيسيا ، وبركان لابالما في جزر إسبانيا ، وبركان سيميرو يقع في إندونيسيا.
في تقديري أن ما أخرجته هذه البراكين من أعماقها من غازات والرماد إستمرت لأيام وأسابيع ، كفيلة لكي تسبب زيادة في الإحتباس الحراري وبذلك تزيد من تفاقم الأزمة ، ومازال بركان لابالما يستمر في إخراج حممه حتى اليوم بإسبانيا ، وما تخفيه الصفائح الأرضية في أعماق المحيطات ينذر بالخطر ، فقد أظهر باحثون مختصون في علم الأرض وجود نشاط لهزات أرضية متفرقة سجلت في المحيط الهندي والهادي قد تحدث تسونامي آخر.
وأخيرا ما نشاهده علي التلفاز من الأخبار حول العالم من كوارث بفعل السيول والفيضانات والجفاف الأنهار وظهور إنشقاقات أرضية كل هذه الأحداث تنذر العالم لوجود مجاعة وما خفى أعظم نسأل الله اللطف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.