تقرير : عيسى جديد
تمر اليوم الذكرى الثانية لمليونية السادس من ابريل والشعب السوداني يستلهم ذلك اليوم التاريخي الذى انتصر فيه على النظام البائد وطغاته ولعل اختيار تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير معه ليوم السادس من أبريل 2019م لإعلان المليونية الكبرى التي توجهت الى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، كان يحمل دلالات كثيرة ورسائل مهمة منها رمزية اليوم للشعب السوداني الثائر ومنها تذكير القوات المسلحة بموقفها السابق في الانتفاضة في محاولة ذكية منهم لضم القوات المسلحة الى صف الثوار ضد نظام الانقاذ ، مستلهمين من ذكرى انتفاضة 6 أبريل 1985 حيث وقف الجيش الى جانب المنتفضين ضد نظام الرئيس الأسبق الراحل جعفر نميري واعلنت قيادته في تلك الحقبة موقفًا واضحًا لا لبث فيه ووفت بوعدها من خلال تنظيم انتخابات ديمقراطية اعقبت فترة انتقالية.وهكذا من ذاكرة التاريخ المهلم التقط تجمع المهنيين القفاز وهو الذى قاد كل الإحتجاجات الشعبية والثورية طوال الاشهر السابقة لابريل والتي وصلت ذروتها فى ذاك التاريخ ليحدث الانتصار الكبير وتتحول المليونية الى نهاية عهد الانقاذ وسقوط البشير لكن بعد قيادته العظيمة للثوار والآن بعد مرور عامين يتبادر سؤال فى اذهان الكثيرين اين تاهت بالخطوات بتجمع المهنين؟؟؟
تجمع المهنيين ..القائد الملهم
هكذا كان تجمع المهنيين السودانيين قائدا ملهما للإحتجاجات الشعبية الثورية وهو التجمع ضم عدداً من النقابات المهنية المطلبية، ودعا للإحتجاج والتظاهر عبر بينات كانت تصدر من قيادته وجداول للمواكب الثورية التي تخرج من الاحياء والمدن في السودان وكنت تحمل هدفا واحدة لكل موكب وهو تتجه نحو القصر لتسلم مذكرة تطالب النظام ورئيسه بالتنحي الفوري في 25 ديسمبر، ورغم قمع أجهزة أمن النظام والمواجهة للاحتجاجات بعنف واطلاق نار وبمبان لم تتوقف ومن خلفها تجمع المهنيين حتي ظهرت القوي السياسية حيث اعلنت إعلان تحالف الحرية والتغيير الذي تبنته أغلب القوى السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني ..!!
هدير المواكب
في ذلك اليوم المضروب بالتوقيت الشهير (الساعة الواحدة والنص) شعار الثورة بخروج ثوارها الي الشوارع ملبية لنداء التجمع البعبع الذى ازعج واقلق كثيرا النظام البائد كعدو غير مرئي استطاع استلهام روح القيادة للشباب الثوري حتى وصل به الى مرحلة الذروة حين خرج في مسيرات ضخمة لم يشهدها النظام البائد فى ذلك اليوم المختلف فعلا وتاريخا من قبل ، فكان الفرق عبر هدير المواكب التي وصلت مقر القيادة العامة وانحازت لها قوات الجيش وكان الالتحام ما بين الجيش والشعب الذى هتف بالشعار المحبب شعار ثورة أبريل (شعب واحد، جيش واحد ) فالشاهد ان مليونية السادس من أبريل 2019م لم تكون كما كانت الملونيات التي قامت قبلها فقد اوضحت بشكل جلي حجم الشارع ومقدرته على التغيير ،حيث اعقبها قرار الاعتصام امام القيادة حتى تم التغيير الشامل كما ان تلك المليوتية بينت لكل الساخريين من النظام البائد وحتى المتفرجين والذين كانوا يعلقون سلبا على قيادة تجمع المهنيين ونعته بالجسم الهلامي على عدم قدرته على النجاح بعد كل قيادته لتلك الاحتجاجات لعدة شهور توجها بميلونية السادس من ابريل وانتصر على أولئك الذين سخروا منه وعلى مقدرته على تحشيد الشارع وقيادته وفق برنامج واضح الى اهدافه المنشودة..!!
انقسام وتيه
وتمر الذكرى الثانية لذلك اليوم التاريخي وفي دفتر تجمع المهنيين الكثير من علامات الإستفهام عن الخلافات التي ضربته وتسبب في انقسامه وخروجه عن التاثير في الأحداث وقيادة الثورة رغم دوره الكبير في تنظيمها وقيادتها الى حيث انتصارها على النظام البائد ومن جانبه تقول عضو تجمع المهنيين قمرية عمر لصحيفة الجريدة نأسف على دماء الشهداء وتحقيق شعارات الثورة بعد هذه الثورة بعد تسلقوها اصحاب الهبوط الناعم ونحن في التجمع بعد ذلك طالتنا يد الإنقسام لأننا الفصيل القوي وكان مقصودة اضعفانا لضرب التجمع وتم استغلالتنا الانتماءات الحزبية والانتهازية البعض وعدم الدراية والعرفة للخبرات السياسية والآن ليس لنا غير إستعادة الثقة لدي الشارع السوداني وتتكون اجسام مقاومة ولتكون قيادة للثورة واعتقد ان اصحاب الهبوط الناعم هم وراء الإنقسام والضعف الذي اصاب التجمع لكن كما يبدو فى التاريخ ان الثورة دائما تتعرض لمثل هذه الأحداث وسيعود التجمع من جديد للعمل من أجل الثورة والشهداء والوطن ؟؟