حوازم مقدم
في لحظة فارقة من تاريخ الوطن، تعالت صرخة الوعي من عمق أرض الحوازمة، لتقول بصوتٍ جهور: كفى شتاتًا، كفى تمردًا، آن أوان العودة. لقد أثبت أبناء الحوازمة أن الحكمة لا تغيب عن صدور الرجال، وأن صوت العقل فيهم أقوى من رصاص الطيش.
لم يكن كل الحوازمة في دروب التمرد، بل كانت فيهم قلوب مؤمنة بالوطن، عقول راشدة، وضمائر لم تنطفئ فيها جذوة الانتماء. واليوم، تسطّر الإمارة صفحةً ناصعة في تاريخ السودان الحديث، عنوانها: العودة إلى الوطن لا تُعاب، بل تُشاد وتُكرم.
نُثمن عاليًا هذا الموقف التاريخي الذي يُعبر عن وعيٍ عميق بمآلات الأمور، وحرصٍ على وحدة الأرض والشعب. فالحوازمة ليسوا وقودًا لصراعات عبثية، بل هم درع من دروع الوطن وسياجه الاجتماعي والسياسي. وإننا لننظر بعين الاحترام والإجلال إلى هذه الوقفة التي تُعيد رسم المشهد، وتفتح باب الأمل أمام الكثيرين ممن ضلوا الطريق.
عودًا حميدًا يا أبناء الحوازمة، فالوطن يسع الجميع، والحق أبلج، والتاريخ لا ينسى من وقف مع الحق ساعة العسرة. إنها لحظة للتصالح، للتكافل، للبناء من جديد، ولرسم مستقبل لا مكان فيه للتمرد، بل للسلام والكرامة.