المهندس زراعي/ محمد عبدالله إدريس يكتب : مشاكل الزراعة بالسودان قضايا الهامش الأخرى

من المعلوم ان السودان يفتقر إلي إحصائيات دقيقة عن عدد العمال الزراعيين، وواقع دراسي في القطاع الزراعي يشير إلي أن أكثرهم داخل المشاريع الزراعية المرورية “الجزيرة-الرهد-السوكي-حلفا الجديدة” يعملون في ظل مخاطر عمل كثيرة وأحوال خدمية محدودة.
إذ تتعرض هذه الفئة المنتجة ﻷنواع كثيرة من المخاطر المتعلقة بالزراعة منها؛ إصابات ، تسمم بالمبيدات ، مشاكل في الجهاز التنفسي ، إضطرابات عضلية ، وأمراض أخري .
تتمثل اضرارها بشكل مباشر وذلك بوصول المبيد الحشري أو أجزاء منه عن طريق اللمس أو الاستنشاق أو عن طريق الفم أو العين، وفي الاغلب في الأماكن القريبة من إستخدام المبيد. أو بطرق غير مباشرة عن طريق إستهلاك ( المواد الغذائية والماء والهواء ) الملوثة بآثار المبيدات، بالاستنشاق وبذلك تدخل إلى جسم الإنسان جزيئات المبيد الحشري على شكل غازات يحملها الهواء عن طريق التنفس ، مما يؤدى إلى الإصابة بالتهابات حادة ، تشكل على حركة الإنتاج والانتاجية للمزارع أما الغازات التي تذوب في الدهون فإنها تمر من خلال الرئة و تصل إلى الأعضاء التي توجد بها من خلال مجرى الدم مسببة العديد من الأمراض الحادة للكلية والكبد .و إن ما يصل عن طريق بلع أبخرة وغازات المبيد إلى الجهاز الهضمي في البلغم فإنه يسبب مرض الدرن.- عن طريق الجلد والجهاز الهضمي تخترق المبيدات السامة الجلد عند ملامستها له أو تدخل إلى الجهاز الهضمي عن طريق الخضار والفواكه الملوثة التي تحمل الآثار المتبقية من هذه السموم ومن ثم تصل إلى الدم و إلى كافة أعضاء الجسم و تستقر فيها وتسبب له العديد من الأمراض الخطيرة ومنها ( أمراض الكبد والفشل الكلوي والسرطانات).
حين تقع اﻹصابة ، كثير من المناطق تكون معزولة وبعيدة عن أماكن توافر الخدمات الصحية اللازمة لمعالجة اﻹصابات الخطرة . كذلك تفتقر إلي وجود أشخاص مدربين يحسنون معالجة الاصابات مهما كانت طفيفة.
باﻹضافة الي ذلك قد يلجأ الكثير من المصابين الي تأجيل أو حتي تجاهل علاجهم وهذا يسبب تدهور الحالة الصحية للفرد.
بجانب ان خطورة المشكلة تقع علي الفئات الضعيفة التي تعاني نقصا في الرعاية اﻹجتماعية ، كذلك تجد صعوبة في الوصول إلي الخدمات الحكومية والطبية واﻹجتماعية.
من دون هذه الخدمات في الغالب يعتمد هؤلاء علي العلاج البلدي ما يفاقم إضطراباتهم الصحية ويجعلها تتطور إلي ظروف تهدد حياتهم . بالمقابل قلما تستهدف التوعية الصحية والتدابير الوقائية اللازمة، ولابد على جهات الاختصاص التطرق لقضايا المزارعين بمناطق الإنتاج، لكشف المشكلات التي تعيق ذلك القطاع الأكثر إنتاجا،
في سبيل تحقيق تطلعات المواطنين في مناطق مختلفة من الهامش السوداني، بعد فشل الحكومات أو المافيات المتعاقبة وأزمه المشكلات والإبقاء على الإقصاء والتمييز، وفقدت الغالبية العظمى من السودانيين لأبسط أنواع الخدمات كالماء الصافي أو حتى العكر والكهرباء، الغذاء، والدواء في الوقت الذي تشير فيه الميزانيات العامة إلى تخصيص المليارات على هذه الخدمات.
يمكن أن يقوم المرشد الزراعي بدور فعال في توعية أهالي الريف بالمخاطر وفي تنمية الدخل الزراعي للأسر الريفية، عن طريق إدخال ونشر الحرف والصناعات الريفية الزراعية التي يعتمد تصنيعها على المنتجات الزراعية المتاحة، لا يقتصر دور الإرشاد الزراعي على زيادة الإنتاج فحسب، وإنما يسعى أيضاً إلى رفع الكفاءة والجدارة في تطبيق أفضل الطرق في الإدارة المزرعية،وضرورة تنظيم حملات توعية حول مخاطر الإستخدام السيئ للمبيدات الحشرية بدون ضوابط، والعمل على مواجهة خطرها لضمان حق المواطنين في العيش في بيئة نظيفة ومنتجات غذائية خالية من المبيدات والسموم، إضافة إلى حماية المزارعين أنفسهم من مخاطرها.

التعليقات مغلقة.