جودة التعليم العالي في السودان .. إطلالة على دفاتر الإرادة

سحر أبو ريش : كلية الجزيرة التقنية

إن تطوير التعليم الجامعي يعد ضرورة حتمية في ظل العصر الرقمي والعولمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة لا مكان فيها لمن لا يتجاوب مع متغيرات العصر السريعة ، التي ألزمت مؤسسات التعليم الجامعي على ضرورة مواجهة التحديات التي يطرحها العصر الرقمي ، لذا كان لابد من التوجه نحو تحقيق جودة التعليم الجامعي ، ومؤسساته وبرامجه كونه متطلباً ضرورياً لتطويره ، وما يؤكد ذلك كثرة المؤتمرات والندوات والدراسات التي تناولت جودة التعليم الجامعي وكيفية تحسينه، فضلاً عن حرص اغلب مؤسسات التعليم الجامعي على ترخيص برامجها للحصول على شهادات الاعتماد التي تؤكد تميزها ، وتعزز ثقة المجتمع بها أفراداً ومؤسسات
و تقوم الهيئة العليا لتقويم واعتماد مؤسسات التعليم العالي و هي _ مؤسسة علمية حكومية مستقلة _ بمهام تقويم واعتماد مؤسسات التعليم العالي لتعزيزجودة أدائها.
و قد قامت الهيئة بوضع المعايير القياسية للتقويم و الاعتماد المؤسسي لمؤسسات التعليم العالي ، تختص تلك المعايير بالتقويم المؤسسي الشامل لمؤسسات التعليم العالي من جامعات و كليات ومدارس ومعاهد وأكاديميات ومر اكز، حكومية و أهلية و خاصة . بنيت هذه المعايير بصورة عامة على ممارسات جيدة متعارف عليها في قطاع التعليم العالي على مستوى عالمي، بعدمواءمتها مع طبيعة التعليم العالي في السودان، والمعايير هي : – الحوكمة والإدارة ، البنى التحتية ومعينات التعليم ، التعليم والتعلم ومصادرهما ، برامج الإجازة الجامعية ،البحث العلمي والدراسات العليا و أخيراً المسؤولية المجتمعية .


وصفت هذه المعايير بمستويات متدرجة ؛ أولاً “معايير”أساسية مدعومة بمبررات اختيارها،وعددها سبعة. ثانياً ؛وصف كل معيار بعدد من “المحاور”،يختلف عددها باختلاف طبيعة المعيار. ثالثاً ؛”مؤشرات” لكل محور تدلل على الممارسات الجيدة التي ينبغي استيفاءها لتحقيق مستويات الجودة.
و للقيام بعملية تقويم الأداء، على المؤسسة التعليمية البحث في مدى تطبيقها لهذه الممارسات الجيدة، و جودة تطبيقها. في سبيل ذلك أعدت الهيئة لكل محور مجموعة من”الشواهد والأدلة”التي تمثل المرجعيةالتي تصبو الهيئة لتحقيقها تعزيزاً لمستويات الجودة العالية.

التعليقات مغلقة.