السعودية ومنظمة التعاون الاسلامي ..العمل على توحيد الامة الاسلامية

الخرطوم سودانية نيوز

تعتبرمنظمة التعاون الإسلامي التى تتاخذ من المملكة العربية السعودية مقرا لها ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات.وتُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي والمظلة الرسمية للدول الأعضاء وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعماً للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.وتم إنشاء المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط بالمملكة المغربية ومنظمة التعاون الاسلامي هي المرجعية لتنظيم وعقد المؤتمرات للدول الاسلامية الاعضاء في المنظمة وشهد العام 1970 عقد أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في جدة بالمملكة العربية السعودية، وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها جدة

رأي اسلامي موحد بعيدا عن سياسة المحاور

ودأبت المملكةً العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز ؛ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ؛ حفظه الله ؛ على تدارس هموم الأمة الإسلامية؛ والسعى الحثيث على تعزيز التضامن الاسلامي؛ ورأب الصدع؛ وايجاد حلول عادلة وشاملة لقضايا الامة الاسلامية وفق قرارات الشرعية الدولية والقرارات الصادرة من القمم الاسلامية ووزراء خارجية الدول الاسلامية تحت مظلة منظمة التعاون الاسلامي ؛ التي تعتبر المرجعية الاساسية لعقد اي مؤتمرات اسلامية ؛ فضلا عن الخروج برأي اسلامي موحد مشترك بعيدا عن سياسة المحاور والتشتت ؛ بما يسهم في خدمة مسيرة التضامن الإسلامي الذي تقف فيه المملكة العربية السعودية رائدة وقائدة لتعزيز العمل الاسلامي المشترك.

تفاعل مع القضايا الاسلامية

وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله ؛ على التفاعل مع قضايا الاسلامية والسعى الحثيث لايجاد حلول لها حيث ساهم بفعالية في طرح هذه القضايا في المؤتمرات الخارجية وفي جولاته العالمية ؛ واجتماعات الامم المتحدة : كون المملكة كانت ولاتزال قائدة الامة الاسلامية فضلا عن حرص الملك سلمان ؛ الشديد على التخفيف من الام الامة ومداواة جروحها من خلال الدعم الانساني والاغاثي والسياسي .

تعزيز التضامن الاسلامي

وتنطلق حكومة خادم الحرمين الشريفين حيال تعاملها مع قضايا الامة الاسلامية ؛ من مفهوم راسخ ووثيق؛يتمحور في تعزيز التضامن الاسلامي والعمل وفق مرجعيات قرارات القمم الاسلامية وقرارات وزراء خارجية الدول الاسلامية الصادرة بالاجماع من منظمة التعاون الاسلامي ؛ الى جانب الالتزام الكامل بما تتفق عليه الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي وهذا يؤكد عمق رؤية المملكةً لمفهوم التضامن الإسلامي ودعمها لتكثيف التشاور بين الدول الاعضاء والعمل وفق فكر استراتيجي جماعي واضح المعالم يعتمد على حل مشكلات وقضايا الأمة الإسلامية، والارتقاء بمستواها المعيشي والحضاري لتقوم بدورها المؤمل على خريطة السياسة الدولية المعاصرة.

تحقيق الوحدة والوئام والاتفاق

ولم تتوقف هذه المبادرات الرائدة من خادم الحرمين الشريفين على هذه القضايا فقط، بل لتقريب وجهات النظر بين قادة العالم الاسلامي وكان هاجسه على الدوام ؛ تحقيق الوحدة والوئام والاتفاق بعيداً عن الاختلاف و التشرذم وتشجيع الاحترام والتفاهم والتعاون المشترك ودعم العدل والسلام والتصدي للتطرف والكراهية ونشر ثقافة الحوار، والسعي للتعايش السلمي ونشر قيم الوسطية والاعتدال ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه الامة الاسلامية والدليل استضافة المملكةً لاجتماع المصالحة بين الفرقاء في الصومال والفصائل الفلسطينة واجتماع الفرقاء في الافغان .

تحقيق الوحدة بين الدول والشعوب الإسلامية

المملكةً حرصت منذ توحيدها على حمل هموم الامة الإسلامية حيث انبثقت في عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – نواة الوحدة الإسلامية عام 1926 عندما دعا المغفور له الملك عبدالعزيز إلى عقد قمة إسلامية في مكة المكرمة بهدف السعى إلى تحقيق الوحدة بين الدول والشعوب الإسلامية، وتوصل المؤتمر إلى عدد من القرارات التي تهم المسلمين وتخدم الإسلام وتمهد للوحدة الإسلامية.واستمر هذا الدور الرائد في عهد الملك سعود – رحمه الله – بظهور أول ميثاق إسلامي عام 1375ه والذي ترك آثارًا إيجابية على العلاقات الإسلامية بين الدول والمنظمات، وزاد من دواعي التضامن والوحدة بين الشعوب والمنظمات الإسلامية.وهكذا في عهد الملك فيصل – رحمه الله – الذي ساند الدول العربية والإسلامية وأصبح رائدًا للتضامن الإسلامي الذي دعمه سياسيًا وماليًا حيث كان له الفضل الأكبر في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي (التعاون الإسلامي حاليًا)، وقيام أول مؤسسة عالمية إسلامية شعبية عام 1382ه المتمثلة في رابطة العالم الإسلامي التي أصبح لها دور في خدمة الإسلام والأقليات الإسلامية.

استمرار الادوار

واستمر هذا الاهتمام بقضايا وهموم الأمة الإسلامية في عهد الملك خالد – رحمه الله – حيث يعد انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي الثالث في مكة المكرمة والطائف سنة 1401ه – الذي أصدر “بلاغ مكة المكرمة ومن الانجازات الإسلامية المهمة؛ في عهد الملك فهد – رحمه الله – مساعدة الإقليات المسلمة، واستمرت المملكة ايضا في مواقفها التاريخية، ومبادراتها الحميدة، تنطلق في كل ذلك من التزام عميق بالحق والخير والسلام للإنسانية جمعاء.

دعم العمل الاسلامي

والمملكةً لا تتوقف مبادراتها ودعمها لوحدة مصير العالم الإسلامي بل إنها تدعم العمل الإسلامي بكل أوجهه في مختلف أنحاء العالم، فتقدم المساعدات المالية والعينية إلى المنظمات والجمعيات والمراكز الثقافية والمعاهد وهيئات الإغاثة والوكالات الإنسانية المتخصصة في مساعدة المسلمين الذين يتعرضون للأزمات في شتى بقاع الأرض،وحرصت المملكةً على دعم منظمة التعاون الاسلامي لتمكين المنظمة لاداء دورها بشكل فعال تجاه القضايا العربية والإسلامية بعيدا عن سياسة المحاور حيث دوراً إستراتيجياً رائداً وبارزاً في تعزيز التضامن الإسلامي وذلك انطلاقاً من مكانتها الكبيرة كدولة محورية في العالم ولها دورها المؤثر على المستوى العالمي

محور التوازن

وظلت المملكة العربية السعودية تمثل محور التوازن من خلال الأدوار الكبيرة التي تقوم بها، وبخاصة فيما يتعلق بمساهمتها في حل العديد من القضايا والخلافات ، وتفويت الفرصة على من يسعون للتدخل المباشر وغير المباشر في البلدان العربية والإسلامية، وضعت الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عُقدت في مكة المكرمة في ديسمبر 2005، خطة عمل عشري يهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول الأعضاء. وبحلول نهاية عام 2015، استُكملت عملية تنفيذ مضامين برنامج العمل العشري لمنظمة التعاون الإسلامي بنجاح، وقامت المنظمة بصياغة برنامجٍ جديدٍ للعشرية القادمة الممتدة بين عامي 2016 و2025.وهكذا لعبت المملكة العربية السعودية ادوار عظيمة وكبيرة عبر منظمة التعاون الاسلامي من اجل لم شمل الدول الاسلامية في اطار العمل الاسلامي الموحد بين الدول الاعضاء من اجل رؤية اسلامية تخدم القضايا الاسلامية في كل بلدان العالم

التعليقات مغلقة.