كتب : مرتضى العالم
ما إن وطأت قدماه قرية الفقراء فى زيارة ميمونة حتى حلت بشارة مقدمه سعدا ولاحت تباشير مغنمه وعدا وبانت أصالة معدنه تواضعا وزهدا ورغما عن أن اللبيب بالإشارة يفهم ونجيب الفكر بالإجابة يلهم فإنى أستبق التلميح بالتصريح أفصاحا عن صاحب هذه البشارة عن إستحقاق وحصرية وجدارة إنه الأستاذ محمد البشرى الإمام الرجل الهمام رجل الصعاب وعظيم المهام المدير التنفيذى لمحلية الحصاحيصا الرجل الإدارى المحنك والناشط الإجتماعى من الطراز الفريد تجده مشاركا من الدرجة الأولى فى المناسبات واللقاءات الإجتماعية فى الأفراح والأتراح فقد أبت نفسه إلا ان يغبر أقدامه فى سبيل الله معزيا ومواسيا ومتفقدا أهالى قرية الفقراء بعد نازلة حلت بهم ومحنة المت بهم بتعرض بعضهم فى طريق عودتهم من مدينة الحصاحيصا لهجوم شرس وضارى لأسراب من النحل الغادر أسفر عن إستشهاد الأستاذ نجم الدين صالح مربي الأجيال الرجل الخلوق الصالح نسأل الله له الرحمة والمغفرة*
*جاءنا ود البشرى يسوق البشرى يمنة ويسرى فقد راينا قى شخصه حكمة وحنكة يفصحان عن صفات القائد وكارزيما القيادة التى تمتع بها وتوافرت فيه مطلوباتها بعدما جاءت إليه تجرجر أذيالها متدرجا فى مراتبها ومتقلبا فى مراحلها ضابطا إداريا محكنا فذا لا يشق له غبار خبر دروبها ونازل فى حلبات سلمها وحروبها فتحمل الأمانة التى عجزت عن حملها السموات والأرض فقد أبصر بعين الراع الذى تقع على عاتقة تحقيق مصالح الرعية ما ألت إليه حال المؤوسسات التعليمية بالقرية بعد إصراره على زيارتها وتفقدها فقد وجد حالها يغنى عن سؤالها إنهيار كامل لسور مدارس الأساس وفصول تحتاج لعمليات ترميم عاجلة أرضيات وسقوف وحمامات ودورات مياه آيلة للسقوط حالها حال جميع المدارس بعموم البلاد التى لم تطالها أيادى التعمير والصيانة لاعوام شداد مضت من تاريخ هذا الوطن ملئت بالقحط والرماد والسواد أكلن ما قدم لهن من خيرات هذه البلاد وقضين على أخضرها ويابسها فهل لنا من عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون*
*أصر البشرى بهذه الروح الوثابة والعزيمة الماضية التى لا تلين بالوقوف على حال هذه المدارس الأمر الذى لم يكن فى الحسبان ولم يكن ضمن برنامج الزيارة ولكن ذلك كان فى فكره كان هاجسا يؤرقه كان إحساسا يخالجه وسوء حال يتوقعه من منطلق مسؤوليته وإهتمامه بتحسين الخدمات للمواطنين فصدق حدسه وما خاب ظنه بحال مزرية وواقع أليم خصوصا ما ألت اليه هذه المؤوسسات التعليمية لا سيما مع إكتظاظها بالنازحين من المواطنين الذين هجروا قسرا تحت بطش وسطوة المليشيات المتمردة عن أوطانهم وديارهم*
*ومثلما كانت حرارة اللقاء إلتهبت لحظات الوداع والأكف تتضرع له بالإبتهال والدعاء وألسن المواطنين تلهج له بالشكر والثناء فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله هكذا إنتهت الزيارة ولم تنتهى اثارها الباقية الشاهدة عليها وغادر ود البشرى القرية تاركا خلفة أجمل اللحظات وأسعد الأوقات التى إنطلقت من خلالها نهضة عمرانية غير مسبوقة إرتكزت على دعمه وتبرعه بمبلغ ثلاثة مليون جنيه فى تشييد سور مدارس الأساس بالقرية لتنطلق صافرة النفرة معلنة ضربة البداية لعمليات البناء والتعمير شملت أسوار جميع المدارس بشقيها الثانوى والأساس وبأنهرها البنين والبنات تزامنا مع الشروع فى تشييد وبناء عدد فصلين ومكتبين لإتمام فصول المرحلة المتوسطة فى إنجاز غير مسبوق يحكى عن عظمة مواطنى قرية الفقراء الذين تدافعوا شيبا وشيابا رجالا ونساءا أطفالا وأشبالا لدعم نفرة البناء والتعمير خفافا وثقالا مجاهدة وصبرا ومصابرة ومرابطة تحشيدا وإستنفارا للجهود وإستنهاضا للهمم فكانوا خفافا عند الفزع ثقالا عند المغنم فزعوا وتداعوا من كل حدب وصوب تلبية لنداء القرية بالداخل والخارج فغنموا محققين إنجازات ومشاريع تتحدث عن نفسها عزة وفخرا تمثلت بتركيب الطاقة الشمسية لبيارة المياه وللمسجدين بالقرية وتشجير المدارس الثانوية البنين والبنات وفى الطريق اتمام تشييد وبناء المسجد العتيق ومن قبل هذا مشروع القرن المتمثل فى سفلتة الطريق الذى يربط القرية بمدينة الحصاحيصا والذى بدأ العمل فيه بالجهد الشعبى وقطع شوطا مقدرا نسال الله أن يقيض بفضله وكرمه أهل خير وبر وإحسان لإتمام هذه المشاريع التنموية إنه ولى ذلك والقادر عليه