رحل الأمير بقادي أيقونة أهل كردفان

بقلم كنده غبوش الامام_ عضوهيئه علماء السودان

قال تعالى( ولنبلونكم بشى من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين) قال تعالى( الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا إليه راجعون) قال تعالى ( اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه واولئك هم المهتدون )سوره البقره الايات155_ 156_ 157 صدق الله العظيم : انتقل الى رحمه الله تعالى الامير بقادى محمد حماد اسوسا أثر معاناه مع المرض لم يستمر طويلا وبذلك خيم سحابه حزن عميقه على ملامح اهل ولايات مكتول هواك ياكردفان وكست قمم ،،99 جبال النوبه التى توشحت بالسواد والعتمه كماساعه الخسوف وبالرغم علمنا بقدومه نتفاجا به انه الموت والموت حق ذلك المصير الحتمى لكل اجل كتاب وبالرغم من ذلك فهو يفجعنا عندما يختار من بيننا خيارنا فيعاود فينا مطر الحزن المهطول لك درك يازعيم أمه كردفان الغره ام خيرا جوه وبره وناظر عموم الحوازمه فى الزمن الجميل وليس أولاد عبدالعال كماكتبوا الاخرين موخرا كنت خير خلف لخير سلف فقد بدأت مسيره الحكم بالعدل بين الناس جميعا بمركز الدلنج عروس الجبال انذاك قال تعالى ( واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) النساء 58 هكذا عرفنا الامير بقادى على خطى الصالحين الصادقين مسيرته حيث ترتاح خطاها وقد ارتحت ايها الامير فى لحدك بمشيئه الله كنت رجل بحجم أمه شكلت فارقا ملموسا فى حياتنا نحن اهل مكتول هواك ياكردفان وخاصه بولايتى جنوب وغرب كردفان والدليل على ذلك استضافتكم لاهل لقاوه النازحين فى محليه القوز بالكرم السودان الاصيل ان وفاه الامير بقادى فقد جلل وهى بلاشك نهايه صعبه لكل اهل جنوب كردفان الذين يواجهون الان ظروف حياتيه قاسيه فى ظل فقدانهم الامن والسلام الإجتماعية …الخ وفى غياب هذا الامير وبلاشك سوف تزيد معاناتهم الى الاسوا وبرغم من ايمانى مع كثير من محبيه واهل اماره الحوازمه الا ان الموت هادم الذات لا شك فى ذلك وعندما علمنا بمرضه بمستشفى يستبشرون بالخرطوم سارعت الخطى إليه ولكن ولسوء حظى عندما دخلت المستشفى علمت انه غادر الى القاهره وقبل يومين سمعت بخير وفاته فقد حزنت وبكيت وانا ساجد فى صلواتى ندعو له الله بالرحمه والمغفره وكان اخا عزيزا لنا فهو احد الهامات الكبيره التى تبكى من اجلها العيون وتدمى لها القلوب الرحيمه لانه وفوق هذا وذلك كان الامير بقادى احد فرسان الاداره الاهليه فى كردفان الكبرى قبل تقسيمها الى ثلاثه ولايات وبذلك تم ايضا تقسيم اماره الحوازمه التى كانت موحده الى امارات متعدده التسميات لقد تعرفت عليه منذ اكثر من 40عاما وكان ذلك بواسطه استاذى وناظر مدرستى سلارا انذاك المرحوم الأستاذ بشرى بقادى الذى اصبح بعد ذلك قطب من اقطاب حزب الامه فى كردفان الكبرى عندما كانت موحده وتوطت علاقتنا مع كثير من اهل القوز وعلى راسهم المرحوم بروف التجانى حسن الامين وايضا المرحوم بروف غبوش الضاى والمرحوم الدكتور عبدالله بدر واخرين لا يتسع المجال هنا لذكر اسمائهم جميعا ونذكر هنا موقف لاتنسى فى ذاكرتي ابدا حتى الى ان اموت وفى الموتمر التاسيسى لهيئه علماء السودان تم تقسيم عضويه مجلس العلماء على الولايات لكى يكونوا ممثلين لولاياتهم وتم اختيار بروف التجانى حسن الامين بلاجماع من الموتمر العام ليكون رئيسا لهيئه علماء السودان عن ولايه جنوب كردفان وقام البروف والقى كلمه رصينه ذكر من خلالها بان مناطق جبال النوبه بجنوب كردفان منارات دعويه تحتاج لنشر الدعوه الاسلاميه وسط القبائل العربيه وليس العكس بذلك قال انه وبتواضع العلماء تنازله عن رئاسه الهيئه لصالح بروف كنده غبوش الامام وسط دهشه الحضور ولهذه واقعه مواقف عديده بالنسبه لنا والان اجد نفسى اقل شانا من ان اكتب عن الامير الراحل بقادى وبالرغم ان البروف التجانى كان طلب منى بان لا اخشى فى الحق لومه لائم وكان الامير بقادى كما عرفته عن قرب بمثابه رقم كبير فى حياتنا ربنا ان يتكرر كثيرا من التواضع والبساطه سمتاه كان لا يرى نفسه عليا كان يتعامل مع الاخرين كاساتذه ملهمين وهو الأستاذ المهلم اختتم هذه السياحه فى حياه الامير بقادى لا نزكيه على الله ولكن نزكيه على الناس فقدحمل هموم اهل جنوب كردفان ومن اعظم انجازته ادخل الكهرباء من الشبكه القوميه الى المحطه التحوليه بمدينه الدبيبات ونور القوز والدلنج عروس الجبال وكنت مرافقا له عندما قابل البشير المخلوع الان بهذا والخصوص وصدق على الفور بتوصيل الكهرباء من الأبيض الى كل مناطق ولايه جنوب كردفان واخيرا ترحل هذا الفارس الامير بقادى الى رحمه الله وبقيت صفحته مفتوحه وذكره يعطر المجالس متى ما اجتعوا بجنوب كردفان اللهم ارحم عبدك بقادى واخلفه فى اهله وعقبه وافسح له فى قبره ونورله فيه وعبر تداعيات الرحيل المر لاميرنا بقادى نلتمس من رئيس السلطه القضائيه مولانا عبدالعزيز بان ينصف مظاليم قضاه الدلنج وايضا تطلب من القائد عبدالعزيز الحلو بتاجيل قتلنا بواسطه اهل عشيرتى النيمق بالمنطقه الغربيه بمحليه الدلنج حتى نشهد نجاح مجهودتنا بعوده دكاكين مظاليم قضاه الدلنج الى أصحابها قال تعالى ( فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وأنتم الاعلون والله معكم ولن يتركم اعمالكم )سوره محمد 35 اللهم إنى قد بلغت اللهم فاشهد وكفى بالله شهيدا والله من وراء القصد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.