بقلم: كندة غبوش الإمام
قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة/60} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو الا عزاً وما تواضع احداً الا رفعه الله) صدق الرسول الكريم. وأما بعد الزكاة او الصدقات عبادة مالية أهتم بها الاسلام ان يمد الغني يده الى الفقير بما يسد حاجته وهى واجبة على الأغنياء فيما يفضل عن حاجته وحاجة من ينفق عليهم، ولعل هذا ما يوحى به القران الكريم قال تعالى: (وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُم) (النور/33) وحين يقول بوجه عام قال تعالى: (وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ {الحديد/7}) ويوحى به كذلك قول الرسول الكريم (ص) فيما قاله لمعاذ (إن الله إفترض عليهم صدقة فى أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد الى فقرائهم) ومن هنا كانت وصية رسول الله (ص) لمعاذ حينما بعثه والياً على اليمن (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعوهم الى شهادة الا لا اله الا الله فإن هم اطاعوك لذلك فعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم وترد الى فقرائهم فإن هم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم، واتقى الله دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) صدق الرسول الكريم، كتبنا هذه المقدمة لنذكركم إن نفعت الذكري اخى مولانا ابراهيم موسي عيسي الامين العام لديوان الزكاة الإتحادي وبهذه المناشدة من أهل لقاوة بأن تقدموا لهم الدعم الإنساني وإغاثتهم من وسط الدموع والآهات والحسرات وخاصة النازحين منهم فى مدينتي الدلنج وكادوقلي وهى مناشدة نرسلها اليكم التى تأججت مرارتها ليالي حالكة فى نفوسهم لتصل الى قلوبكم الرحيمة لن نقول لكم ما شاهدته اعيننا من ماسأة أهل لقاوة وغيرهم تفتت قلب الحجر، ولم نصور لكم حال نساء النوبة الثُكالى ولا حال أطفالهم اليتامي فقد أدمت احداقهم دموعاً وتقطعت اكبادهم جوعاً وعطشاً وبرداً …الخ، والرجال من كبار السن لا يدرون ماذا يفعلون والى اين سيذهبون وامامهم نيران وخلفهم نيران اطلقتها صواريخ القوات المعادية لهم، هدمت بيوتهم وممتلكاتهم المختلفة وتقطعت بهم السُبل الا سبيلاً واحداً وهو سبيل الرحمن يستصرخ نفوسهم ويستجدي نعمة من الله ورضوانه ومنكم أخى الكريم من بعد الله حينما امتنعت الامة الاسلامية فى السودان والحكومة المركزية بالاضافة الى حكومتي جنوب وغرب كردفان ان يمدوا العون الانساني لأهل النوبة المنكوبين من حرب لقاوة فقد رفعوا اكففهم الى رب السموات والارض ليفك عنهم حصار الألم واللوعة والعذاب والظلمة لعل شمس الحرية تشرق من جديد على قمم جبال النوبة بلقاوة ويعود أهلها الى ديارهم بعون الله تعالى، قال تعالى:( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {آل عمران/173} ومع ذلك تفأجئهم نيران الأحقاد وتبتر أطرافهم وتقتل اطفالهم دون رحمة الذين ينظرون اليهم وهم يصارعون سكرات الموت وعينيهم معلقة بهم وبالسماء يتوسلون الى من حولهم من الاباء والامهات ليدفعوا عنهم الموت الذى يحيط بهم من كل جانب ولكن للأسف لا يجدون غير ضعفهم وقلة حيلتهم وبكائهم المرير على حال اطفالهم وهم يموتون وقد فقدوا معني الحياة الكريمة فى وطنهم بجبال النوبة ومدينتهم التاريخية لقاوة، ولكنهم ايضاً لم يفقدوا نصراً من الله قال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {الأنفال/10} وفى لجُة الهموم والغموم ابصروا ايادي بيضاء تمتد اليهم لتعانق وجدانهم وتمسح على وجوههم الاحزان وتبادلهم المشاعر والدموع فسألوا بشغف ايادي من هذه؟ فأخبرهم على استحياء انها اياديكم ايادي إخوانكم من أهل الدلنج وكادوقلي لتنشر فيكم الخير والمساندة الاخوية فى الله، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الحجرات/10} قال الرسول (ص) (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحتقره ومن كان فى حاجة اخيه كان الله فى حاجته) صدق الرسول الكريم. ختاماً هذه مناشدتنا الانسانية نجددها للأمين العام لديوان الزكاة ونقول له اغيثوا أهل لقاوة بالدلنج وكادوقلي وايضا أهل لقاوة من المسيرية فى منطقة كيلك وأن يسمح لنا بالاقامة فى استراحة الزكاة بالدلنج وتزويدنا بميزانيات وبعربة من أجل متابعة الجهود المبذولة من بعض أهل الخير والاحسان فى الاصلاح بين النوبة والمسيرية وغيرهم من أهل لقاوة حتى تعود لقاوة حلاوة لاجواء السلام والاستقرار والتعايش السلمي بين كافة مكونات أهلها والى سيرتها الاولى بعون الله تعالى وفى هذا الاطار لابد لنا ان نشيد بوزير الداخلية المكلف المدير العام لقوات الشرطة الفريق اول شرطة حقوقي حامد عنان الذى اصدر توجيهات مشددة لمديري الشرطة بولايتى جنوب وغرب كردفان بالمحافظة على أمن المواطنين وخاصة أهل لقاوة فى معسكرات النازخين بالدلنج وكادوقلي وغيرها، قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران/104}. الله انى قد بلغت اللهم فأشهد وكفى بالله شهيداً والله من وراء القصد.