فاسدون خلف ستار (التطوع)

بكري خليفة
لم تيأس المجموعات الفاسدة التي كانت تعمل في جمعية الهلال الأحمر السوداني من طرح نفسها مرة أخرى دون حياء أو خجل بالرغم من التاريخ المخزي لهؤلاء في العمل التطوعي الذي يفترض فيه النزاهة وعفة اليد واللسان وخدمة المحتاجين من أبناء الشعب لكن من يستحل اموال (المانحين) ويوظفها لنفسة لا يفقد الحياء فقط ولكن فقدوا حتى خشية الخوف من الله عز وجل التي لم تعد في أدنى حساباتهم .
وحتى يعرف القارئ العزيز أن من يحاولون التدليس والتغبيش على عمل لجنة التسيير الحالية لجمعية الهلال الأحمر السوداني واتهامها بعدم الشرعية فإن من يقف وراء هذا العمل الجبان معظمهم تم فصلهم في قضايا فساد واضحة هي موجودة الآن على منصة القضاء أما الآخرون فكانوا يعملون بالجمعية من غير شهادات ولا أدنى تأهيل وظلوا ينتفعون من الأموال والإعانات التي تجود بها الجمعية عبر شركائها من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الآحمر حول العالم والتي كان يفترض أن تذهب إلى المحتاجين ولكنهم حولوها إلى جيوبهم الخاصة .
الأدارة التنفيذية في الرئاسة والفروع بقيادة الأمين العام للجمعية الدكتورة عفاف أحمد يحى استطاعت أن تعيد دعم المانحين الذين أهتزت ثقتهم في الجمعية وتوقفوا عن دعمها منذ عهد النظام البائد نتيجة الفساد الذي شاب عملها وقتها واستطاعت في فترة وجيزة ان تكسب ثقتهم من خلال الجولات التي قامت بها حول العالم وعادت الجمعية للعمل في خدمة ومساعدة الشعب السوداني حتى اللاجئين من الدول المجاورة كما حققت بالارقام نجاحا باهرا ابان جائحة (كورونا ) مرورا بكوارث الفيضانات والسيول والتي استطاعت أن تسير عشرات القوافل إلى شتى ولايات السودان كان أخرها القوافل التي مولتها المعونة الأمريكية بالاضافة إلى نشاطها في مكافحة التصحر الذي يضرب العديد من الولايات بالبلاد كما لم تغفل جانب التدريب في مجال الإسعافات الأولية والسينما المتجولة وعدد من الجوانب الأخرى والتي صرف عليها الآلاف الدولارات .
الإنجازات الكبيرة للجمعية خلال الأعوام الماضية أشعلت النار في قلوب من لفظتهم جمعية الهلال الأحمر كما أسلفت لفساد بعضهم وعدم تأهيل البعض الآخر فحشدوا بعض (متطوعي) الجمعية من البسطاء المغرر بهم بالإضافة إلى حشد لنساء ورجال لا علاقة لهم بعمل الهلال الأحمر السوداني ليتظاهروا نيابة عنهم وظلوا فى الخفاء في ممارسة قبيحة واستغلال سي لهذه الفئات لتضخيم حجم الاعتصام الذي تستنكره كل اللوائح والقوانين في منظومة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ومكوناتها الأخرى والتي استنكارها المتطوعين الشرفاء أنفسهم في مؤتمر صحفي نظم في فرع الجمعية بام درمان حضره العشرات من المتطوعين بمدن العاصمة الثلاث ، يديرون معركتهم الخاسرة ويظنون أن مجلس السيادة الذي تتبع له لجمعية التي تم تعينها في عهد رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك سيعمل على تغيير قيادتها شأنها شأن بقية الوزارات والمؤسسات الحكومية التي شهدت إحلال وأبدال عقب قرارات (25 ) اكتوبر فسال لعاب فلول النظام المباد وتجار الإغاثات فقد حرموا من فرصة المتاجرة بها في الخفاء وظنوا أن بدفعهم لبعض المتطوعين الشرفاء والذين تم حشهدهم (الكومبارس ) بالتظاهر والاعتصام أمام الجمعية و بتحريض رخيص منهم لمجلس السيادة أوحي لهم خيالهم المريض بأنهم سيعود للعمل مجددا للاستيلاء على الجمعية ومكتسباتها التي تحققت في السنوات الماضية وبالتالي التحكم في اموال المانحين كما كان يحصل إبان النظام المباد لكن فالهم سيخيب فمجلس السيادة يعرف كل تاريخ هؤلاء المتامرين الذين ظلوا نقطة سوداء في العمل التطوعي وظلت في عدهم الاغاثات إلى أرفف المحلات التجارية وعاثوا فسادا في أموال المناحين التي يفترض أن تصل إلى مستحقيها في شتي بقاع السودان .
نقول لهؤلاء أتقوا الله في هذا الشعب الذي يعاني هذه الأيام من كوارث السيول والفيضانات ودعوا الجمعية تقوم بعملها في مساعدة المتضررين وعلى مجلس السيادة أن يكون حازما في التعامل مع من يعطل دولاب عمل الدولة التي تحتاج إلى كل ثانية في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعرفها القاصي والداني .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.