ظلمتني الحكومة السودانية … فأنصفني خادم الحرمين (1-2)

بقلم: كندة غبوش الامام


عضو هيئة علماء السودان المصادرة

لقد اثنى الله على العلم واهله ومن اكرام الله للعلماء استشهاده بهم وهو توحيده وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) آل عمران، قال الامام القرطبي فى هذه الايه دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم فإنه لو كان احد اشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه وباسم ملائكته كما قرن العلماء،قال رسول الله (ص) مبيناً مكانة العلماء فى الامة الاسلامية (العلماء ورثة الانبياء) ومعلوم انه لا رتبة فوق النبوية ولا شرف فوق الوراثة لتلك الرتبة وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر: وبذلك قال ابن رجب رحمه الله يعني انهم ورثوا ما جاء به الانبياء من العلم فهم خلفوا الانبياء فى اممهم بالدعوة الى الله والذود عن دين الله، كتبنا هذه المقدمة وقد تعرضنا لابشع انواع الظلم والتهميش والغبن طيلة عضويتي بهيئة علماء السودان منذ عهد حكومة البشير حتى فى عهد حكومة البرهان الحالية وكانت مواقفنا دايماً مناصرة عن قضايا الدعوة الاسلامية وعن شعب النوبة المظلوم وخاصةً عندما كنت رئيساً لهيئة علماء السودان فى امانة جنوب كردفان كل ذلك بالادلة من القران الكريم ومن سنة الرسول الهدي صلي الله عليه وسلم بشهادة كل اهل السودان ولكن للاسف تعرضنا للاعتقالات المتعددة والى الشتائم البذيئة وبالتهديد بالتصفية الجسدية وحُرمت الحياة الكريمة خاصة فى موطني الاصلى الدلنج عندما تم مصادرة منزل الاسرة بالمدينة بحى اقوز شرق لصالح احد تجار المدينه وكذلك تمت مصادرة قطعتى السكنية بحى المحلج وايضا لصالح احد ضباط الحركة الشعبية ثم تم عزلي من رئاسة امانة الهيئة الولائية ونقلي الى مقر الهيئة الاتحادية بالخرطوم وبلا اعباء وبلا مرتب وذلك عندما كتبنا واعترضنا عن اتفاقية نفياشا حول ولاية جنوب كردفان والتى نصت بتقسيم السلطة والثروة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حصريا بنسب (55%) للمؤتمر الوطني و(45%) للحركة الشعبية وحرمان بقية مكونات اهل الولاية الاخرى وخاصة ابناء جبال النوبة اصحاب القضايا الحقيقية وإسناد حكم الولاية بالمناصفة بين الشريكين وخاصة عندما اسند حكم الولاية لمولانا هارون عن المؤتمر الوطني ولنائبه عبد العزيز الحلو عن الحركة الشعبية والغريب فى الامر انهما ليسوا من اهل الولاية ناهيك عن جبال النوبة ومع ذلك واصلت كتاباتي حول قضايا الدعوة وقضايا جبال النوبة بالرغم من ان بعض القيادات اهل عشيرتي النوبة اعتدوا علينا بالضرب واخيريين بالشتائم وبالتهديدات بالقتل احياناً، حيث كنا نقدم لهم المناصحة لمشاركتهم فى السلطة ولكنهم كانوا لا يحبون الناصحين ومن الجانب الاخر تم إعتقالى بواسطة محافظ آنذاك المدعو بالاردب، وشُكلت لى محكمة عسكرية عاجلة بجريمة التخابر والتعاون مع الحركة الشعبية ولكن جهاز الامن الوطني بالدلنج آنذاك بالاضافة الى امير الكواليب نبيل سعيد وفردى الامن من اهل عشيرتي عادل ورشة، وابوزيد بركة انقذوني من التصفية الجسدية التى كانت سائدة فى ذلك الزمان فى الدلنج، وذلك عندما كتبنا مقالاً ضد المحافظ لتصرفه فى اموال الزكاة لمصلحته الشخصية وتوزيع محلات تجارية بسوق الدلنج لصالح الوافدين الجدد من دارفور الى المدينه وغيرهم من مناطق السودان الاخرى دون اهل المدينه بالاضافة الى انه قام ببيع معدات وآليات وعربات مؤسسة الطرق والكباري فرع الدلنج وفى ذلك كنت قد طلبت من والى الولاية آنذاك مولانا سومى زيدان عطية بتقدم المحتافظ للمحاكمة لكنه اكتفى بنقله الى رئاسة الولاية بكادوقلى ويتواصل الظلم ضدنا فى مواقف متعددة لا تحصى ولا تعد منذ بداية نظام الانقاذ عام 1989 الى ان قامت ثورة ديسمبر وخاصة عندما ترشحت لمنصب رئيس الجمهورية فى الانتخابات الرئاسية فى عام 2015 ترشحت مستقلا لا انتمي لاى حزب من الاحزاب المختلفة وحتى الان ،ترشحت ضد البشير واعلنت فى ذلك الوقت فى برنامجي الانتخابي بأنني اذا قدر الله وفزنا برئاسة الجمهورية سوف اقوم بحل كل الاحزاب السياسية بما فيها حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت، وتعرضت لتهديدات من بعض الموالين للبشير وبادر صديقي بروفسير حربي وطلب مني الانسحاب حفاظاً على حياتي وبالفعل انسحبت بلا مقابل وكفى بالله شهيداً بيني وبين الذين اتهموني انني اخذت نصف مليار جنيه مقابل الانسحاب وهذا ما لم يحدث فقد انسحبت بناء على طلب ومناصحة صديقي البروف حربي، قال تعالى (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) آل عمران، وعند قيام ثورة ديسمبر قامت بمصادرة المنظمات الاسلامية التى كانت تعمل فى جبال النوبة بمختلف المجالات وخاصة فى التعليم والصحة والمياه والايواء والكساء والخدمات الاخرى لا تحصى ولا تعد وعلى راس تلك المنظمات منظمة الدعوة الاسلامية ولجنة مسلمي افريقيا (العون الكويتي المباشر) وبادرنا وكتبنا مناشدة لرئيس المجلس العسكري فى ذلك الوقت بالتدخل السريع وإعادة هذه المنظمات للعمل الانساني بالجبال وإقالة وزير الاوقاف والشؤون الدينية تحسباً من غضب الله على اهل القبلة بالسودان ولكنه للاسف لم يستجيب بل قام وزير الاوقاف بمصادرة هيئة علماء السودان وطرد السادة العلماء من مقر الهيئة قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعانوا على الاثم والعدوان) وقال الرسول (ص) الساكت عن الحق شيطان اخرص وكنت فى ذلك الوقت بالدلنج وعندما حضرت ذهبت لمقر الهيئة لاخذ ممتلكاتى الخاصة من جهاز الكمبيوتر وجهاز اللاب توب وغير ذلك من اشياء اخرى كانت امانات بمخزن مقر الهيئة وللاسف لم اجد هذه الممتلكات واحتسبت تلك الاشياء لوجه الله تعالى ولا حولا لنا ولا قوة الا بالله العلى العظيم، هكذا انتهت رحلتى فى هيئة علماء السودان وخاصة بعد انتهاكات حقوق الانسان بجبال النوبة بصفة خاصة حقوق الانسان المسلم التى لا تحصى ولا تعد. ختاماً هذه الدعوة للسيد البرهان بأن ينصفني وينصف اهل جبال النوبة بصفة عامة وخاصة اصحاب (44 دكاناً) بسوق الدلنج المصادرة من المواطنين لصالح خدمات اسر القضاة بالدلنج وبعون الله سنعود فى الحلقة الثانية لنبين كيف انصفتني حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وكذلك دولة الكويت بقيادة اسرة آل الصباح الحاكمة والشعب الكويتي الشقيق ودولة الكويت بمثابة اسماء فى حياتنا بجبال النوبة اهل الحضارة السودانية. قال تعالى: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (الجمعة : 4) اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد وكفى بالله شهيداً والله من وراء القصد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.