نشجع الرأسمال الوطني في الولوج والاستثمار في مجال الفن
الفنان يتطرق لبعض الأحداث حتى قبل حدوثها ويصيغها فنا”
إمتاز صوته المشوب بالحنين للوطن كما هو الحال لبيئته، انتشرت اغنياته في البوادي والحضر ، رددها الصغير قبل الكبير ، أغنيات وطنية ، وغيرها من تلك التي تدعو الى ترابط الوشائج الإجتماعية ..عمر إحساس مطرب سوداني من جيل التجديد في الأغنية السودانية المستندة على التراث الإقليمي المحلي وقدم لونية غنائية تقوم على الايقاعات الدافورية. وهو واحد من الفنانين السودانيين القلائل جابوا العالم كرسل للموسيقى السودانية المعاصرة ونقلها الي خارج نطاقها المحلي وتميز بمحاولاته في استيعاب موسيقى الراب والريجي ضمن أعماله الغنائية.
(سودانية نيوز) جلست للأستاذ عمر إحساس في لقاء تفاكري لسبر أغوار الكثير من القضايا الفنية ، فإلى مضابط الحوار :
حوار : منى أبراهيم عبد الرحمن
*أستاذ عمر بداية حدثنا عن الميلاد والنشاة؟
_ الاسم عمر أحمد محمد مصطفى الميلاد والنشاة بمدينة نيالا وبها درست كل المراحل الدراسية ثم أنتقلت الي العاصمة للدراسة بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح في 1981
وايضا كانت البداية الفنية بمدينة نيالا وتغيت اولا بالغناء الشعبي بتقديم أغنيات الحقيبة بآلة الرق ومصاحبة الكورس قبل أن امتلك بعضا” من تلك الآلات وتعلمت العزف عليها فإنتهى بي المطاف لتقديم الأغنيات الحديثة في عمر الصبا 15 و16 سنة
* وما هو دور الفنان في معالجة قضايا الأمة الاجتماعية والثقافية والسياسية؟
_ الفنان يعد أحد مكونات المجتمع السوداني ولكن بخصوصية القيادة الوجدانية والاستشعار المبكر وتلك صفة حباها الله للفنان درامي أو تشكيلي أو مغني بهذه الخاصية ، إذ نجد الفنان يتطرق لبعض الأحداث حتى قبل حدوثها ويصيغها فنا” ونجد في مجتمعات الدول المتحضرة الاهتمام المطلق بالمؤلفات الفنية وما تحمله من مضامين ويعمل بها بشكل جاد باعتبار الفنان هو ناقوس المجتمع عكس ما يحدث هنا في السودان من تجاهل وعدم التمعن فيما يطرحه الفنان بعمق يكفي لفهم الرسائل المضمنة في العمل المنتج ونخلص الى ان الفنان السوداني يقوم بدوره على الوجه الأكمل في تناول قضايا مجمتعة ولكن للأسف لا يعمل بها
عمر إحساس لونية مختلفة في تاريخ الأغنية السودانية عبر توغله في التراث الدارفوري وتراث دار حمر بأغنياته ذات الإيقاع الراقص.. ثم اتجه إلى أغنية الوسط الأمدرماني الأمر الذي أوجد أصوات ناقدة كيف ترى هذا النقد؟
_ اولا هذا النقد لا أساس له لكون من قدمه ليس لديه خلفية بمسيرة عمر إحساس الفنية لأنني وكما ذكرت في مطلع حديثي انني بدأت بكل مراحل الأغنية السودانية تغنيت بالحقيبة ثم الأغنية الأمدرمانية حتى نلت الدرجة الأولى ثم مؤخرا قدمت لونية الأغنية السودانية من منطقة دارفور والتي تنامى طرحي له بتقديم أغنية سودانية حديثة ترتكز على ايقاع سوداني أصيل لان أغنية الوسط غفلت عن توظيف الايقاعات السودانية الأصيلة في المؤلفات الغنائية ونحتاج بشدة لوقف تصنيف الاغنيات المرتكزة على ايقاعات سودانية على انها تراثية وتصنيفها علي الدرجة الأقل في حين هي الأصل
في اعتصام القيادة العامة كانت أغنية دارفور بلدنا تتردد على المسامع على مدار اليوم .. ما هو إحساسك حيال هذه الخطوة؟
إحساسي ان أغنية دارفور بلدنا التي كتبت كلماتها ولحنتها عام 1991 قد خدمت غرضها في تعزيز انتماء الشعب السوداني لمنطقة دارفور ولهذا السبب كانت صياغتي للمقطع والعنوان والنداء (دارفور بلدنا)
ما هو تقييمك لدور اتحاد الفنانين في الدفع بمسيرة الغناء السوداني
مقارنة بالحكومات المتعاقبة والاتحادات نجد اتحاد الفنانين قام ولازال يقوم بدور عظيم في صياغة الوجدان السوداني والهوية السودانية واحد أهم ممسكات الوحدة والضامن الوجداني للشعب السوداني فمثلا في واقع انفصال الجنوب التواصل الأقوى الان ما بين الشعبين هو الأغنية السودانية فالرحلات الفنية لجنوب السودان أكثر من السياسية انا في العام المنصرم وحده قمت باربعة رحلات فنية لدولة جنوب السودان.
وخلال المتحولات السياسية الآن ظلت الأغنية وجلها بأصوات أعضاء اتحاد الفنانين ظلت هي الوحيدة المتسيدة الساحة وهكذا عندما تضيق تكون الهرولة الي الفنون وأهلها
علاقة عمر إحساس بالفنانين الشباب،وهل يدشنون بداياتهم بأعمالهم الخاصة أم يرددون أغاني الحقيبة؟
علاقتي جيدة بالمطربين الشباب، وأغلب الفنانين الشباب يرددون أغنياتي ولا أمنعهم بل ظهرت مع بعضهم في مناسبات مختلفة وهم بداياتهم مثل بداية كل كبار الفنانين يرددون أغنيات رواد الغناء السوداني ولكن للأسف بعضهم الان نجوم في الساحة ولم يفطموا انفسهم من الرضع من ثدي إنتاج غيرهم في حين ان هذا هو الوقت المناسب لتقديم انتاجهم الخاص وهم في اوج شهرتهم
تجاوزت شهرتك حدود الوطن .. ما هو المطلوب لتصل الأغنية السودانية للعالمية؟
المطلوب كثير ولكن لا بأس من ذكر بعضها اولا لابد من اهتمام المبدع بتجويد المادة الفنية جيدا من توزيع وتنفيذ، ثم واجب على عاتق الدولة الاهتمام بالمشاركات الخارجية والتي تبدا بتنشيط الفعل الثقافي والفني بعمل مهرجانات داخلية محلية وأخرى داخلية عالمية باستجلاب مشاركين من خارج السودان لخلق إحتكاك تتبادل فيه الخبرات وايضا تلبية الدعوات والكثيرة التي تقدم عبر وزارة الخارجية و وزارة الثقافة ويتم تجاهلها
أيضا انشاء ودعم الملحقيات الثقافية بالسفارات السودانية وتفعيل تواصل جهاز المغتربين مع الجالياتلما لهم من أدوار مهمة مغيبة في نشر الفن والثقافة السودانية ولكن مع مراعاة عدم المحاباة في اختيار المشاركات الخارجية بعيدا عن العلاقات الشخصية إنما اختيار المادة المناسبة للجهة المناسبة
إذا ما جئنا أن نعقد مقارنة بين الأغاني السودانية و العربية، فيما تتجلى الفوارق والمفاضلات؟
الأغنية العربية متوفر لها حكومات واعية بدور الفنون في خلق المناخ المناسب والصحي لهذه الفنون أيضا سن القوانين التي تشجع الرأسمال الوطني في الولوج والاستثمار في المجال
وايضا توفر الاستقرار السياسي والاقتصادي لهذه الشعوب تجعل الجمهور في حالة نهم طبيعي للتعاطي مع الفنون،اما هنا فالعكس يسيطر على الساحة
عمر إحساس مع الشعراء والملحنين .. حدثنا عن هذه العلاقة؟
علاقة حميمة يحكمها الاحترام المتبادل والهدف ونتقاسم ظروف الغياب المؤسس الذي به يمكن أن نعتمد على منتوجنا الفني كمورد ثابت للرزق لنا وأسرنا
عمر إحساس في المنزل بعيدا عن الأضواء كيف تراه؟
_ عمر في المنزل مثل أي اب سوداني وأسرة سودانية فقط أمارس حياتي الفنية خارج المنزل
فنيا”.. ما جديد عمر إحساس؟
_ لدي العديد من الأعمال الجديدة وانا في منتصف العمر فاي توفق عن الإنتاج سيكون تاريخ بداية التوقف
عن الجديد أيضا لدي أسطوانة انتجتها بدولة النمسا تحوي 11 عمل وكنت اسعى لعمل حفل تدشين منذ عامين ولكن الثورة والكورونا أثرتا في تحديد مواعيد مناسبة للتدشين
رسالة توجهها إلى الأمة السودانية وإلى جمهورك بصفة خاصة
رسالتي لجميع الشعب السوداني ان نجتمع جميعا تحت مظلة اسمها السودان دون قبلية ولا جهورية ولا حزبية اكيد تعرضنا لأحداث و مصائب كثيرة عمقت بعض الجراحات لدي البعض وشردت البعض بمعسكرات لجوء ونزوح وهجرت البعض في دول العالم
ورحيل نفر كريم من الحياة أبناء وبنات الوطن تحت ظروف مختلفة وللخروج من هذة البقعة السوداء لابد من تجاوز كل هذة الاحاسيس من أجل بناء مستقبل آمن لأبنائنا ومستقبل زاهر للسودان وبايدنا يمكن أن نشكل مستقبلنا الذي نريد