كم دمعة سالت فوق خدود الشمعة .. جدية عثمان ترثي الكابلي 

جدية عثمان : لندن

عندما اعزف يا قلبي الأناشيد القديمة ويطل الفجر في قلبي على اجنح غيمة سأغني اخر المقطع للأرض الحميمة
رحم الله الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي
….


كم دمعة سالت فوق خدود الشمعة… الكثير من الدموع سالت على خدودنا اليوم.. لن تكلمنا المرايا، بل ستعكس حزنها… دقت الدلوكة قلنا الدنيا مازالت بخير… ستظل الدنيا كذلك بالإرث الفني الذي تركته لنا… حسنك فاح مشاعر ..وفاتح مشاعرنا اليوم حزنًا عليك.. زينة وعاجباني… لم يعجبنا رحيلك أبدا…

هل نستطيع أن نعدد ما قدمه الكابلي على مر السنين؟ ليس من إجابة لهذا السؤال فما قدمه تعرفه الأجيال السابقة واللاحقة فهو كورال موسيقى يدوزن الالحان والكلمات تخرج من فمه عذبة واضحة نقية تداعب الوجدان.رحيله من عالمنا اليوم رحيل جسدي فقط لأنه سيظل حيًا يحلق عاليا في سماء الفن وكأنه يعيش بيننا، يبعث فينا كعادته رسائل حب بالغة الشفافية والرومانسية رغم أن الزمن لم يعد كما هو، حيث الانقلاب والفوضى واعتصام القصر ولغة الانفصال وغناء القونات (الجبلية والدولية وغيرهن)…
لكن الراحل العملاق كابلي له مكانة عالية وبصمة واضحة في تاريخ الفن وقيمة إنسانية بالإضافة إلى قيمته الفنية الكبيرة التي تزيل عنا القليل من غبار العراك السياسي وتناطح ثيران الأحزاب… فقد تمكن من التسلل إلى وجدان وإحساس وشعور وقلب كل السودانيين عبر الأجيال وذلك لقربه من الناس وفنه المميز وطريقة أدائه التي يعرفها الجميع.. كابلي لم يكن سجين الأماكن فقد تخطى القارات برائعة الشاعر تاج السر الحسن أسيا وأفريقيا فكانت سيمفونية في قمة الإنسانية…

أي حوار تلفزيوني اجريته معه كان يملاني شعور لا أستطيع وصفه أبدًا فكثيرًا كنت أحلق معه في دوائر متشابكة من النشوى والطرب والانفعال الجميل والأجمل من ذلك كان يعطيني الإحساس كأني واحدة من أفراد عائلته أو صديقته وهنا تكمن قيمة الفنان صاحب الرسالة.
رحم الله العملاق عبد الكريم الكابلي رحمة واسعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.