قبيل الأزمة المائية الطاحنة التي تشهدها الأزهري غرب هذه الأيام طالعنا في إحدى الصحف اليومية منذ شهر تقريبا ، تحقيق صحفي مفاده مياه جنوب الحزام لا تصلح للشرب ووصف المقال سوء المياه ودرجة ملوحتها وتسببها في أحداث أضرار وخسائر كبيرة أثرت علي صحة سكان المنطقة وممتلكاتهم ولم تقف بذلك وحسب بل ساهمت بشكل واضح في تقليل أسعار المنازل والإيجارات.
أن أزمة مياه الأزهري ، ظلت هاجساً ثقيلاً تركه النظام السابق علي كاهل أهالي المنطقة دون أدنى حل يذكر ليلقى بظلاله كل مسؤول بهيئة مياه الخرطوم حمله الي مسؤولاً بعده.
لقد تواصلت مع أحد سكان الحي الأزهري بمربع 21 ، له علاقات مع مدراء ومسؤولين بإدارة مياه الخرطوم جنوب ، وقال لي بأنه قد رفع ثلاث بلاغات لأعطال تسببت في إنقطاع المياه واتصل بخدمة طوارئ هيئة المياه وأخبرني أنه بعد يومين من البلاغ وردته رسائل ذكر فيها معالجة البلاغ ، مع العلم بأنه لم يأتي أحد إطلاقاً الي مواقع البلاغات ، الامر الذي جعلنا نتصل لمعرفة السبب ، وبكل بساطة رد علينا موظف البلاغات بعد المراجعة مع في تاريخ البلاغ الذي وجده بعد صعوبة وقال بأنه تم إصلاح وصيانة مواقع البلاغات ، مما جعلنا ننبهه بأنه لم يتم الإصلاح علي إطلاق ووعد باعطائنا وقت آخر لإتمام الصيانة ، والتي للأسف هي أيضاً أخذت أيام أخر لإتمام الصيانة وبعد صبراً تمت معالجة موقعين فقط وترك أهم موقع كان لابد العمل به بأسرع وقت ممكن هو كما ذكر مسؤول الآبار عطل في طلمبة بئر مربع 20 الأزهري وتحتاج إلى أسبير للتشغيل وهذه البئر تغطي إمداد 80% من منازل الحي وتوقفت أكثر من ثمانية أيام دون اهتمام يذكر أو حس للمسؤولية تجاه سكان الأزهري الذين تكبدوا الخسائر المالية بشرائهم المياه من الباعة المتجولة (أصحاب الكواري) واجهادهم البدني وهم يحملون الأواني شباب أطفالا ونساء ليبدأ كل منهم رحلة البحث عن المياه لإتمام اليوم والتفكير بيوم آخر.
كيف يعقل أن يحدث هذا ونحن نتوسط الخرطوم عاصمة النهرين وسكانها عطشى لا يجدون ريح نيلها ولا طعمها العذبة ، بل ويتجرعون الماء المالح بكل صبر وفي دواخلهم أمل بتغيير هذا الحال الذي سببه لهم أحد رموز النظام الفاسد المؤتمر الوطني ووعده لهم أن يشربوا ماء عذب من محطات مياه الخرطوم في إحدى الحملات الإنتخابية المطبوخة مقابل ترشيحه لدائرة الخرطوم جنوب وقد كان بالفعل ، وللأسف ذاب ثلج الوعد في مياه السراب ووجدوا أنفسهم قد وقعوا في أكبر خدعة بعد قفل بئرهم المالحة بمربع 21 الأزهري ليشربوا من بئر آخرى مالحة تركها سكانها بعد إدخالهم مياه شرب عذبة من محطة المياه النيل ، وقد علمنا أن أغلب سكانها جنرالات في الجيش والأمن والبقية الباقية من ذوي علاقات الواسعة مع كبار المسؤولين في العهد البائد.
نعم لقد غيرنا نظام وأتينا بالثورة من أجل إسترداد الحقوق وإتمام الواجب الذي عشنا نحلم لأجله هو العيش بصدق والعمل بكد ومحاسبة الفاسدين المتهاونيين بحق الشعب وإي كان هو كوز أو منتفع أو ثوري تجرأ علي أن يمس حق المواطن والوطن.
واقولها بكل صدق ، لبناء وطن جديد لابد من ازالة الركام القديم ، والتغيير لا يأتي إلا بالحساب وإنزال العقوبة القاسية علي المفسدين.
وأخيراً أن المواطن السوداني كريم لا يقبل إلا كريم فحذاري أن تخدعوه فقد يأتي يوماً لطالب بحقه كالعاصفة بعد السكون.