تجدوني اتفق مع الزميلة الإعلامية “داليا الياس” في التساؤلات التي أطلقتها وهي تستعرض حال الأسر الضعيفة وكيف سيكون حالهم خلال شهر رمضان، وذلك عبر (لايف) انتشر علي مواقع التواصل الإجتماعي ووجد ردود أفعال واسعة وتجاوب منقطع النظير.
وما ذهبت إليه داليا هو الحاصل تماما فبينما الميسورين ومتوسطي الدخل يفكرون في أمور وأشياء خلال الشهر الكريم لا تمت للقمة العيش بصلة رغما عن الضيق الذي انتظم السواد الأعظم من المجتمع السوداني، بالمقابل تجد من المعسرين والذين بلغ بهم الكفاف مبلغا غاية همهم هو توفير لقمة الإفطار، ويتفاقم وضعهم عندما يتحالف المرض مع الفاقة.
وتساؤلات “داليا” مشروعة في ظل مجتمع تسوده الفوارق الطبقية، بيد أن البون شاسع بين كليهما كون نسبة الفقر في البلاد تجاوزت ال 60% بحسب منظمات أجنبية. ورغم أن عدد مقدر يشكو كذلك من سوء الأوضاع الاقتصادية المتردية يوم عن آخر إذن فلابد من يد طولى تمتد لهؤلاء المستضعفين َ، ولأن عدد من المنظمات التي كانت تعمل في جانب المساعدات الإنسانية عملت على إغلاقها الحكمومة الإنتقالية دون وضع بدائل من لدنها أصبح أمر دعم هؤلاء من المشقة بمكان كون المحتاجين للدعم َالمؤازرة كثر.
قلت ان المنظمات المدنية التي تعمل في الشأن الإنساني تم إغلاقها دون توفير بدائل معتمدة من الحكومة ليصبح الأمر بعدها خاضع للجانب الإنساني ومسئولية بعض المؤسسات نحو المجتمع وهذا ما قد كان.
فما أن أطلقت الإعلامية “داليا الياس” مناشدتها التي وجهتها لعدد من مؤسسات الدولة ومن بينها جهاز المخابرات العامة الا وسرعان ما التقط الأخير المناشدة ولبى النداء عندما أعلن مسؤوليته تحمل نفقات المبادرة التي أطلق عليها (ساري الليل) وهي تستهدف الأسر المتعففة والتي تكالب عليها المرض في آن.
حسبما علمت أن المبادرة قد تنطلق الخميس الثالث من رمضان برعاية كاملة من جهاز المخابرات وستجوب الأسر المستهدفة في العاصمة والأطراف وتلبي حاجة أكبر قدر منهم.
وللحق فهذه ليست المرة الأولى التي يلتقط فيها الجهاز هكذا مناشدات واذنه المرهفة ظلت ابدا تسترق السمع وتبادر على الفور وعلى وجه السرعة، وهو لا يفعل ذلك من باب الشوو مثلا فهناك من الأعمال التي قدمتها يمينه ولا تعلم بها يساره إنما ذلك من صميم المسؤلية نحو المجتمع وهي _ اي المسؤولية المجتمعية _ تتوفر في عدد من المؤسسات لكن سرعة الاستجابة والترصد للمناشدات تصنع الفارق.
قام جهاز المخابرات العامة بتولى شأن عدد من الأسر تمتد على مدى أيام رمضان لكن ولأن نسبة الفقر كما اسلفت كبيرة ف(اليد الواحدة ما بتصفق) او كما يقول المثل الشعبي، لذا فالحاجة لمثل هذه المبادرات كبيرة. صحيح أن هناك دعم لا بأس قدم خلال الشهر من سلال رمضانية وغيره الا ان جله من منطمات عربية وسفارات أجنبية اللهم الا الأوقاف الإسلامية برعاية من ولاية الخرطوم كجهات حكومية.
أتساءل أين رجال الأعمال من ذلك اقول هذا ولا أنكر دور عدد منهم بينما فضل البعض ايثار الصمت والتزام السرية، لكن هناك كثر وراسمالية كنزوا من البلد (شي وشويات) ولم نسمع لهم بأي مبادرة إنسانية.
المعروف أن الصوم الغرض منه أن يتساوى الجميع ويستشعروا الجوع معا لكن يظل الفرق في سد الرمق وكيفيته والذي يتباين ما بين التخمة والتضور جوعا بعد أن يحين ابتلال العروق.
نتمنى أن تجد مبادرة (ساري الليل) التي قد تكفكف بعضا من تلكم الدموع وتخفف من آلام المرض ووطأة الجوع تجد حظها من النجاح بتحقيق أكبر قدر من المستهدفين. كما نتمنى أن تحذو بقية المؤسسات حذوهم. وفي ميزان حسنات جميع القائمين على أمر المبادرة.