كافي سلام للحلو

بقلم: كندة غبوش الإمام
إذا طغت القوة على أمة ودفعتها إلى الاستهانة بالضعفاء ، وحملتها على هضم حقوقهم الوطنية ، والاستخفاف بعقائدهم وحرماتهم ، وجرأتهم على إذلالهم ، واحتلال بلادهم واستعمار أهلها ، ونهب أموالهم وممتلكاتهم المختلفة ، وتشريدهم من ديارهم قسراً ، نازحين إلى مناطق أخرى ، فإذا رفع الضعفاء أصواتهم بالشكوى لوقف قتلهم أو حركوا أيديهم لحل قيودهم وتحطيم أغلالهم أذاقوهم ألواناً من العذاب ومن الغبن أشكالاً ، ألا فليعلم الظالمون أن للمظلومين رباً ينصرهم وإلهاً يدافع عنهم ، هو قادر على أن يقضى على قوة الظالمين ، ويجعل من ضعف الضعفاء قوة ، ينتقم به منهم في الدنيا كما يعذبهم في الآخرة ، ولعذاب الآخرة أشد وأخزى.
كتبنا هذه المقدمة على هامش انهيار اتفاقية وقف العدائيات والتعايش السلمي بين النوبة والحوازمة ، الموقعة في مؤتمر عُقد مؤخراً بقاعة الصداقة بالخرطوم بتاريخ 15/8/2020م لمدة ثلاثة أشهر برعاية الفريق أول محمد حمدان دقلو (حمدتي) ، وبحضور عضوي مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي والبروفسيور صديق تاور ، ولجنة الوساطة المكونة من الإدارات الأهلية بالسودان برئاسة السلطان صديق ودعة ، ولكن للأسف حكومة ولاية جنوب كردفان لم تنفذ مخرجات المؤتمر على أرض الواقع ، وذلك بالقبض على الجناة الذين ارتكبوا تلك الجرائم ضد النوبة والتمثيل بجثثهم ، وكذلك نهب أموالهم المختلفة ، وحرق قراهم وتشريدهم ، وعلى ضوء ذلك تجددت تلك الأحداث الدامية بين الطرفين بعد انتهاء فترة الاتفاقية الأولى ، لذلك بادر الأمير عميد كافي طيار البدين بتكوين كيان باسم وحدة النوبة من الأمراء والمكوك والعُمد وبعض الأعيان للحضور للخرطوم بقيادته لعرض هذه القضية للحكومة المركزية ، وكنت مشاهداً ومتابعاً وكاتباً لاستقبالات هذا الوفد بالخرطوم ، حيث شاهدت بداية الرحلة من كادقلي للخرطوم وكيف بدت وكيف انتهت ، بلا بيان للناس وبلا مؤتمر صحافي وبلا توصيات وبلا ورشة عمل ، بالرغم من الاستقبالات الرائعة التي حُظي بها الوفد بدايةً من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حمدتي) وعضوي مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي والفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا ، كما حُظي الوفد باستقبال رئيس هيئة الأركان بالقوات المسلحة الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين ، ومدير الأمن والمخابرات العامة الفريق أول ونائبه ، ومدير هيئة الاستخبارات العسكرية بالقوات المسلحة اللواء ركن ياسر محمد عثمان ، ومدير قوات الأمن القبلي ، كما شملت استقبالات الوفد السادة قادة الإدارة الأهلية بالخرطوم وعلى رأسهم مك قبائل الجموعية غرب أم درمان المك محمد ناصر ، وأمير قبائل شمال بحري الأمير محمد سرور ود رملي ، وأمير قبائل (البطاحين) شرق النيل الأمير منتصر طلحة ، وبعض رموز وقيادات أبناء النوبة بالخرطوم ، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية المهندس مبارك أردول ، ومدير ثلاث شركات من مجموعة شركات الملياردير السعودي الشيخ الراجحي بالسودان رجل الأعمال المعروف كباشي ناصر هجاني ، ومستشار السلام السابق بمكتب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك البروفسيور جمعة كندة ، ومدير جامعة الدلنج بروفسيور شمسون ، وهذا الكيان كان برعاية كريمة من الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي والذي أحسن الرعاية لهذا الكيان في كل شاردة وواردة في هذه الاستقبالات الرائعة والنوعية ، وأرسل رسالة سلام إلى الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة الحلو ، ولكل أهل السودان وخاصةً لأهل ولايات مقتول هواك يا كردفان جنوباً وشرقاً وغرباً وفي كل زمان ومكان حيث وجد هذا الكيان وحدة النوبة الترحاب المنقطع النظير وسط فعاليات أبناء النوبة الموجودين بولاية الخرطوم ، الذين شملتهم زيارات الوفد في المناطق الطرفية بولاية الخرطوم

وفي المقابل وجد انتقادات حادة ومسيئة بعبارات غير لائقة وغير أخلاقية وغير مألوفة من أهل جبال النوبة ، وذلك من بعض فعاليات أبناء جلدتهم في الداخل والخارج ، ولكن الكيان بالحكمة والصبر الجميل تجاوز تلك الانتقادات ؛ لأنهم حضروا يحملون راية السلام من جبال النوبة بولاية جنوب كردفان والحكومة المركزية لمساعدتهم حتى يتمكنوا من رفع هذه الراية على قمم شطري جبال النوبة الأوتاد الراسيات الشامخات التي ظلت مغلقة لمدة ثلاثون عاماً ، ولم يتمكنوا من تجاوز المتاريس التي وضعت في طريقهم لمقابلة رئيس مجلس الوزراء د. حمدوك وقادة قوى الحرية والتغيير ، وكذلك بعض قادة شركاء سلام جوبا ومواصلة لقاءاتهم مع فعاليات أبناء النوبة بالخرطوم ، وتم اخراجهم من الفندق بصورة منافية للكرم السوداني الأصيل ، ومن هذا وذاك بعون الله سنقوم في مقبل الأيام القادمات بتوفير المال اللازم لإعداد صفحات تسجيلية عبر الصحف ، نبين من خلالها نجاحات ومكاسب هذه الزيارة من أجل تحقيق السلام بين كل مكونات أهل الولاية ، وتوحيد أبناء النوبة لتكون نبراساً لكل كيانات أهل السودان بمعالجة آثار الحروبات في ولاياتهم.
وأخيراً من الأمير العميد كافي سلام للحركة الشعبية بقيادة القائد عبد العزيز الحلو فهل يستجيب لسلام كافي؟ نأمل ذلك .. والله من وراء القصد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.