رصد التصعيد الثوري.. مابين المطالبة بالحقوق والتخوين

تجمع المهنيين :  دعوتنا للتصعيد الثوري سلمية،  لتحقيق أهداف الثورة

لجان المقاومة : لن نترك الفرصة للثورة المضادة لشيطنة لجان المقاومة فثورتنا سلمية سليمة ورصدنا المخربين

محلل سياسي : الحكومة الانتقالية فشلت في إيجاد حلول وهنالك من يصطاد في الماء العكر

تقرير : عيسي جديد

اسبوع ساخن بدأ بالتتريس وتقفيل الشوارع والتصعيد الثوري وذلك بكل أحياء الخرطوم وبعض مدن الولايات

وهكذا نجد  أن  الشارع يخرج   مضطراً في كل مرة لتذكير الحكومة الانتقالية بمطالب الثورة بالمقابل النتيجة كانت ولا تزال لم تحرز  أي تقدم في أي أذمة سواء كانت سياسية ام اقتصادية  او عدالية و التي تأخرت كثيراً، وبعد مرور عامين  لا تزال مطالب الثورة بعيدة عن التحقق، ولا تزال أسباب الخروج للشارع ماثلة مع اتساع دائرة الإحباط العام والتزمر والشاهد أن  لا  خلاف في فشل الحكومة الانتقالية بإقرار كافة مكوناتها.

لكن السؤال مع كل تصعيد في الشارع هو الجدل الدائر الان حول من هم المترسين والمحتجين وكيف يكون شكل التصعيد والاحتجاج ومن يصطاد في الماء العكر؟

بيان التجمع

من جانبه بعد أن أعلن التصعيد الثوري جدد تجمع المهنيين السودانيين دعوته للتصعيد الثوري السلمي  ضد السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة  الانتقالية والتي وصفها بأنها  تتعارض واهداف وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة، فالعدالة الاجتماعية والسلام الذي صدحت به الحناجر وقال في بيان اخير له أنه لابد من   تفعيل أشكال المقاومة السلمية بكل أدوات الشعب  الناجعة والمجربة لأنها هي الطريق لفرض سياسات جديدة وثورية وعادلة وان يكون التصعيد  الثوري امتدادًا لالتزام ثورة ديسمبر بالسلمية والنأي عن التخريب أو الاعتداء على المواطنين، معلنين التمسك  بالسلمية الكاملة  والحماية الكاملة لممتلكات المواطنين ضد كل استهداف من المخربين والمغرضين ضرورة ملحة، موضحين أن رسالة  الثوار المقاومة والسلمية موجهة للسياسات الغاشمة التي تتبناها السلطة الانتقالية

صمت الحكومة

وفي وسط هذه التداعيات المتسارعة والاحتجاجات التي أصبحت شبه يوميات مع تفاقم الأئمة الاقتصادية وعدم وجود أفق للحل ومع صمت الحكومة وعدم مخاطبتها للمواطنين بأي تفسير أو حديث عن أسباب استمرارية مشكلات انقطاع الكهرباء وندرة الوقود أو القمح والخبز رغم التسعيرة الجديدة وكذلك عدم طرح حلول لهذه المشاكل ابدا المصير من المحللين استغرابهم من الصمت الحكومي تجاه ما يحدث رغم تحركات رئيس الوزارء عبدالله حمدوك الأخيرة ولقاءه مع وزراء الاقتصاد والمالية والطاقة للحديث عن الاذمة وإيجاد الحل لها والشاهد أن هنالك لجنة اقتصادية حكومية تم تكوينها من قبل لمعالجة ذات المشاكل ولكن حتى الآن هي أيضا في حالة صمت غريب وفي تصريحات صحفية طالب  رئيس حزب المؤتمر السوداني؛ عمر الدقير ي الحكومة أن تتحدث إلى شعبها.بسفافية وتكشف عن أسباب هذا الفشل وتفصخ عن حلولها ومن جانبها دعت عضو تجمع المهنيين قمرية عمر الحكومة الانتقالية  بالخروج عن دائرة الصمت  ومواجهة الشعب والكلام بكل شفافية وتوضيح ما يحدث محذرة بأن  الطاولة سوف تنقلب عليهم بما  فيها وان البلاد سوف  تدخل مرة أخرى   في الحلقة الشريرة ويكون الأوان قد فات حيث لا ينفع الندم منوهة  بأنه حتى الآن يمكن تدارك الأمر فقط بالرجوع الي الشعب لانه هو السند الحقيقي للثورة وهو الذي قام بها وله المقدرة على الحفاظ

بينما يرى مراقبون سياسيون أن التصعيد الثوري وغضب المواطنين قد يقود البلاد إلى فوضوي عارمة في ظل عدم قدرة الحكومة في السيطرة على جموح الأسعار والغلاء مع الندوة للسلع الضرورية

ظلال  الحركة الإسلامية

وفي ذات التوقيت للتصعيد الثوري عادت الحركة الإسلامية للظهور مرة أخرى لتلقي بظلالها  على المشهد السياسي مستغلا الأحداث والاحتجاجات في الشارع وذلك عبر قولها بانها تعود إلى محاضنها في المجتمع، داعية كوادرها إلى النهوض لنصرة الحق وقهر الباطل وقد جاءت هذه الدعوة والتوجيه عبر  رسالة صوتية بعث بها  الأمين العام المكلف للحركة على أحمد كرتي وانتشرت تزامنا مع الاحتجاجات ودعا  كرتي كوادر  الحركة الإسلامية في التسجيل الذي تم بثه عبر مواقع التواصل إلى النهوض   لنصرة الحق وقهر الباطل وإصلاح حال البلاد وأهلها، و السباق  في طريق الخيرات وتوحيد الصفوف والإرادة   وتحريك  كوامن القوة لاقتلاع الباطل دونما تردد في إشارة واضحة لكوارر الحركة في الاشتراك في الاحتجاجات مما يدعم الحديث عن وجود من يريد أن يعبث بالثورة مستغلا الأحداث بأخلاق الشغب والفوضى  منوها بالقول بأن الحركة تعود كوادرها و  محاضنها في المجتمع ومواقفها للمدافعة عن الحق وأهله وصمودها في وجه” من سماهم “أعداء الله والوطن والعملاء والمأجورين”، الذين “يسوقون البلاد كل يوم من فشل إلى فشل، ولا يأبهون بعيش المواطن، بل يعبرون به من حالة الكفاف إلى حالة العوز والمهانة”.ومضى كرتي قائلا: “عمدوا على تخريب الاقتصاد وتشريد العمالة، وتمزيق المجتمع وتدمير التعليم وتخريب مرافق الصحة بعد أن استهدفوا عقيدة الأمة وأخلاقها”.والشاهد انه في  بيانات إعلامية سابقة، وجهت الحركة الإسلامية اتهامات للحكومة الانتقالية ، بأنها تضم “عناصر علمانية تنفذ أجندة خارجية”، ودعت إلى ضرورة اقتلاع النظام الحالي، خاصة بعد التطبيع مع إسرائيل، والتضييق على التيارات الإسلامية في البلاد.  وحلا مراقبون هذه الرسالة المباشرة بعودة الحركة الإسلامية إلى حواضنها بأن هذه  الخطوة تأتي خيارا استراتيجيا لمواجهة الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها، مثل الاعتقالات في صفوف قيادتها، وللحفاظ على حيوتها في بنية المجتمع السوداني. مستغلة الأوضاع الاقتصادية السيئة لتياوم على إسقاط الحكومة الانتقالية وعودتها مرة أخرى للمشاركة ففي الحكم عبر شراكة مع العسكر أو قيام انتخابات مبكرة

شيطنة لجان المقاومة

أحمد الخير من لجان مقاومة أمدرمان قال للجريدة أن هذه الاحتجاجات حق ديمقراطي مشروع للتعبير عن رفض المواطنين والثوار لفشل ادادءها التنفيذي وتحقيقها لأهداف الثورة من تحقيق استقرار وتطبيق العدالة وكذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة ويضيف الخير رغم ذلك فنحن مازلنا في التعبير السلمي الذي حرصنا عليه منذ ١٩ ديسمبر ضد نظام الإنقاذ وما يحدث من فوضى وانفلات ورفع شعارات مختلفة فنحن نقول هؤلاء هم ثورة مضادة تستغل في الأوضاع لتحدث  ارتباك وتشيطن لجان المقاومة مثل كل مرة مع اننا يقول الخير لسنا ضد الحريات  وهي ما ثورنا من أجلها عبر المواكب السلمية التي رسخت مفهوم جديد دون عنف أو تخريب ممتلكات رغم ما قابلته من قمع وقتل واعتقال إبان النظام البائد وهذا مكسب لن نحيد عنه و لكن ما يحدث هو فوضى مقصودة لتأجيج الشارع ضد الثورة والحكومة الانتقالية واقول ان بيانات لجان المقاومة في كل أحياء الخرطوم أوضحت بأنها رصدت مخربين ومندسين يعملون على رشق السيارات بالحجارة وصفت بأنهم ليس لجان مقاومة بل ثورة مضادة والدليل ان لجان المقاومة عدم السلمية ليش من أعمالها وأثبتت ذلك طيلة فترة الثورة إلى أن انتصرت،ورصدت الجريدة بيانات عديدة للجان المقاومة منها بيان لجنة الجريف غرب الذي أدان وشجب الفوضى التي ارتكبها البعض في لفة المرين ورشقهم بالحجارة على سيارات المواطنين وأكدوا بأن هؤلاء الشباب ليس من لجان المقاومة بالمنطقة وكذلك بيان لجان مقاومة أمدرمان الذي شجب الاعتداءات على المواطنين

فشل حكومي

المحلل السياسي عبد الرحمن أبو خريس قال للجريدة أن ما يجري الآن في الساحة  السياسية وما تموج به من احتجاجات هو ناتج من فشل الحكومة الانتقالية في تحقيق الثورة السودانية، وفي تقديري الشعب الان يهتم باحتياجاته العادية والخدمات والان يواجه نفس الأشكال والشاهد أن الذين خرجوا اليوم هم ذات الشباب الثوار والذين ينادوا بأن هؤلاء هم الثورة المضادة أيضا هذا صحيح لأن هذه فرصتهم للتحرك ولكن أيضا هنالك مواطنين عاديون في النص يطالبون باحتياجتهم بدون انتماءات سياسية فلذلك يجب عدم شيطنتهم وتسيسهم ولذلك اقول ان على الحكومة الانتقالية الاهتمام بمعاش الناس لأنهم تلقوا مساعدات خارجية لكنهم انشغلوا بالمحاصات والكراسي ولذلك أرى الجدل الدائري ينبغي أن يقرأ في سياقه وان لا يتم شيطنته والا ستخسر الحكومة الانتقالية هؤلاء الشباب ومعاش الناس بقدر اهتمامها بالمحاصصات والوظائف

الصيد في الماء العكر

من جانبه وصف المحلل السياسي بجامعة أم درمان الإسلامية راشد التجاني الاحتجاجات الأخيرة هو تعبير عن ضائقة معيشية حقيقية يعاني منها الشعب الذي حاول أن يتحمل في الأوقات السابقة لكن الوضع اذداد سوء وهؤلاء المحتجون هم المواطنين  وفي قراءتي أيضا فشل الحكومة في إيجاد الحلول لاذمات دفع الكثيرين لاستغلال ذلك و هناك من يحاول من يصطاد في الماء العكر ويوجه هذه الاحتجاجات لكسب سياسي  لكن أكرر أن الذي يحدث هو تعبير عن وضع حقيقي للمعاناة يحتاج إلى انتباه الحكومة إلى ضرورة تحسين أحوال الاقتصاد ومعاش الناس باعتبار أنها أولوية قصوى ومواجته بسياسات حقيقية قبل تستفحل الأوضاع فتثتمرها الثورة المضادة إلى مسارات أخرى قد لا تحمد عقباها…!!

التعليقات مغلقة.