الخرطوم : سودانية نيوز
لم تكن تتوقع صباح عبد الحليم حسين والتي اشتهرت فيما بعد فى الأوساط الاعلامية بصباح حسين أن يأخذها الزواج من شغفها في التعليم ، إذ تزوجت فى سن مبكرة حتى أنها لم تجلس لإمتحان الأساس فى ذلك الوقت بضاحية حلفا الجديدة المربعات.
وبالرغم من ذلك لم يفارق مخيلتها التعليم لكونها تعشقه بجنون ولا يمكنها تصور واقعها دون إتمام الدراسة
ومضت الأيام وانجبت صباح ابنتها البكر في وقت كان فيه هاجس الدراسة يراودها على الدوام، فآثرت الالتحاق بإمتحانات شهادة الأساس فامتحنت وعبرت وتقادمت السنين وانتهى بها المطاف بالخرطوم واستقرت بها
وانجبت ابنها، ولم يثنيها عن عزمها للتعليم فانجابها اعتبرته (حمى خفيفه) على حد قولها لا تصارعها بان تواصل تعليمها بالرغم من عمليات الشد والجذب من قبل باقة العائلة و الأصدقاء عندما رفضوا الفكرة تماما متحجيين بمقولات عفى عنها الزمن (بعد شاب دخلوا الكتاب) ومنهم من ذهب الى ابعد من ذلك مستخدما” عطف الأمومة بأن الأولاد سيتضرروا كثيرا” جراء اهمالك لهم بدواعي مواصلة تعليمك؛ ومن الذي سيرعاهم؟ ، ولكن كل هذا وذاك هزمته باصرارها وعزيمتها فأستطاعت تخطي تلك المرحلة الصعبة
فاستسلمت وقبعت بالمنزل، وما يزال هوس الدراسة والتعليم لا يفارقها فآثرت ان تتخذ من ما يسمى (باستراحة محارب) وقودا” لها يلهب حماسها قبل مواصلة مسيرتها التعليمية وهذا ما كان، فقد عادت صباح مجددا” لمقاعد الدراسة كيف لا وهي من أسرة بسيطة كحال معظم الأسر السودانية التي تستمد قوتها من رفعة شأن ابنائها عقب تخرجهم وتوظيفهم
امتحنت صباح الشهادة السودانية فى العام 2005 علما” بانها لم تدرس الثانوي نظرا” لطول الفارق الزمني بين الأساس والثانوى، ححقبة زمنية لامست ال (5) سنوات، امتحنت صباح وبمساعدة زوجها وتقبله واحترامه لشغفها للعلم كان له بالغ الأثر في نجاحها وتميزها فتم قبولها بجامعة الخرطوم كلية الاداب
فصارت نقلة نوعية كبيرة فى حياتها على جميع الأصعدة والمستويات
درست صباح وتخرجت في كلية الآداب قسم الاعلام والدراسات الإسلامية ففى جامعة الخرطوم كان التخرج باتنين من التخصصات المختلفة شرطا” ان تكون من ضمن الدراسات الخاصة بالكلية، لم تشعر صباح بانها انهت مشوارها التعليمي حتى هذه اللحظة فهي مؤمنة تماما” بحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (أطلبوا العلم من المهد الى اللحد )،.
طورت صباح نفسها بكثافة الكورسات والدورات التدريبية فى مجال الاعلام خاصة فى الاعداد فصلا” عن الاخراج. وآخر أعمالها اعداد برنامج قدم فى رمضان على شاشة سودانية 24 يحمل أسم( أنوصيك يا أختى ) فكرة واخراج الاستاذ معاوية قمر الشريف بمساعدة صباح نفسها والتي مازالت تعتلي سلم التعليم بدراستها للماجستير فى ادارة الأزمات والكوارث بجامعة افريقيا العالمية والتي تعتقد ان بهذا التخصص ستقلب كل توقعاتها وللأفضل لكونه سيبقيها الي جانب عشقها الأساسى وهو الدراسات البيئية
التعليقات مغلقة.