الزبير سعيد:  تدهور (اللياقة الجمالية )لدى المجتمع وراء تراجع الفنون

الزبير سعيد ل( اكشن كورة ) : تعلمت من الغناء ان انتقد كل مطرب بمحبة واجتهد في دعم كل موهبة حقيقية .

*كنت فنان ( عديل ) ولكن (الغناء ) هو الذي (تركني) ولم اكن من( تركه)…

*القونات _شكل من اشكال الهروب الذي يمارسه المجتمع بدلا من مواجهة(القبح )

*كل شيء اليوم اصبح (سلعة)؛ حتى (الحب) يباع على قارعة (الاستهبال).

*يطربني لقب أمير الصحافة رغم مجئ جيل بعدنا به الكثير من( الامراء)؛

*المبدع الحقيقي لا ينظر للوطن كجغرافيا وانما كتاريخ ثقافي وانساني كبير ..

** لا يجب أن ينخفض صوت الفنون او يتراجع دور الثقافة

*لست (مختفيا) ولكنه (ابتعاد) عن الصخب والضوضاء القاتلة

*تبقى لنا (حب الوطن ) والامل في الغد لانه الاجمل

*اتجهت للعمل التلفزيوني بدعم كبير من (نسرين النمر وياسر عركي)

*صحيفة الخرطوم كانت بيتي واسرتي ولقد تعلمت منها الكثير

*لن تعود الصحافة الورقية لمضمار التنافس للخضوع لسلطة (الرقمنة)

*سعدت بالعمل مع شباب مبدعين لانهم (انقياء) في زمن يسوده التلوث.

حوار _شذى الشيخ _تصوير أيمن نور الدائم

قال الناقد الفني والأعلامى والشاعر والقاص الزبير سعيد ان المجتمع يلعب دورا سلبيا ويسهم في (تلوث) الساحة الفنية وارجع ذلك لأن البعض يجعل ( باب احساسه) مفتوحا لذلك(الهبوط الاضطراري )؛ واضاف بقوله من يترك باب بيته (مفتوحا) لا يجب أن يشكو من فقدان ممتلكاته. وتابع (لصوص الاحساس) اخطر من الذين يسرقون ممتلكاتنا. وعن التراجع بالساحة الفنية أكد بأن التراجع آصاب كل اوجه الحياة في السودان ولكن تراجع الفنون عادة يكون بسبب تدهور (اللياقة الجمالية )لدى المجتمع؛( والقونات ) شكل من اشكال الهروب الذي يمارسه المجتمع بدلا من مواجهة(القبح ) الذي أصبح يحاصرنا من جميع الاتجاهات وراهن على عدم عودة الصحافة الورقية إلى التنافس وقطع على أن الصحافة الورقية ) لن تعود لمضمار التنافس من جديد لان كل شيء اصبح اليوم خاضع لسلطة (الرقمنة) ؛

( اكشن كورة ) جلست اليه فى حوار استثنائي وخرجت بالمثير إلى ما ورد فيه من افادات :

أين اختفى الزبير سعيد ؟

لا اسميه (اختفاء) ؛ بقدر ما ارى انه (ابتعاد ) عن مشهد تسوده الضوضاء والصخب القاتل ربما

يتفق معك البعض بأنني (مختفي) ولكن في الواقع أنا (مكتفي)…..

ماذا تبقى لنا من واقعنا الثقافي؟

تبقى لنا (حب الوطن) بالرغم من الجراح وصدى النواح تبقي لنا (الامل) في غد نثق تماما بانه الاجمل .

ماهو اثر الحرب على واقع الفنون والثقافة ؟

الحرب اثرت على كل شيء؛ ولكن لا يجب أن ينخفض صوت الفنون او يتراجع دور الثقافة؛ لاننا بالفنون والثقافة نستطيع ان نتحاور و نتجاوز آثار هذه الحرب المدمرة والتي اضعفت نسيجنا الاجتماعي وجعلت صوت القبلية والجهوية والعنصرية يعلو على صوت التسامح والتعايش السلمي .

هل تستطيع الصحافة الورقية تجاوز التحديات الراهنة ؟

الصحافة الإلكترونية تطور طبيعي يجب للاعتراف به من الصعب على (الصحافة الورقية ) ان تعود لمضمار التنافس من جديد لان كل شيء اصبح اليوم خاضع لسلطة (الرقمنة) ؛ ولكن من الأفضل النظر الى الواقع الجديد على انه (اب قاسي) لا على انه (زوج ام) فرضته ظروف الحياة ؛ وقديما قالوا في المثل الشعبي (راجل امك ما ببقى ابوك ..لكن بربيك).

ماهو سر نجاح الصحفيين في الفضائيات والاذاعات ؟

لان الصحافة المقروءة اصعب من كل انواع الصحافة المرئية والمسموعة.ولكن للانصاف نقول ان بعض الزملاء والزميلات من العاملين في الاذاعة والتلفزيون برعوا جدا في الكتابة الصحفية.

تراجع الساحة الفنية وسيطرة (القونات ) على المشهد الفني؟

التراجع آصاب كل اوجه الحياة في السودان ؛ ولكن تراجع الفنون عادة يكون بسبب تدهور (اللياقة الجمالية )لدى المجتمع؛( والقونات ) شكل من اشكال الهروب الذي يمارسه المجتمع بدلا من مواجهة(القبح ) الذي أصبح يحاصرنا من جميع الاتجاهات المجتمع يلعب دورا سلبيا ويسهم في (تلوث) الساحة الفنية لان بعضنا يجعل ( باب احساسه) مفتوحا لذلك(الهبوط الاضطراري )؛ ومن يترك باب بيته (مفتوحا) لا يجب أن يشكو من فقدان ممتلكاته…بالمناسبة (لصوص الاحساس) اخطر من الذين يسرقون ممتلكاتنا.

النظرة التجارية وتسليع الغناء ؟

كل شيء اليوم اصبح (سلعة)؛ حتى (الحب) يباع على قارعة (الاستهبال). وهل الغناء الا ارقى أشكال التعبير عن الحب بمعناه الاشمل والاجمل ..؟؟.

اثر وجود النخب من المبدعين خارج الوطن ؟

المبدع الحقيقي لا ينظر للوطن كجغرافيا وانما كتاريخ ثقافي وانساني كبير .هذا الابتعاد المادي عن الوطن يجعلهم أقرب الى الوطن باحساسهم وتلك الغربة القسرية فرصة جيدة لنعرف كلنا (عظمة هذا الوطن ).

الزبير سعيد لاعب كرة جيد اختطفته الصحافة ؟

الله يجازي الاستاذ ( صلاح شعيب) لانه السبب ولكني ( اشكره ) ايضا؛ لانه من اكتشفني وانار لي الطريق لاكون في المكان الذي انتمي له .في نفس العام الذي انتقل فيه باكمبا للمريخ كان من المفروض ان انتقل لفريق ابوعنجة بعد رفضت اللعب في اشبال الهلال والانتظار لمدة عام ليتم تصعيدي الفريق الاول؛ فقد كنت (مغرورا) بعض الشيء وذلك ربما لصغر سني وضعف خبرتي المهم انني تعرضت لاصابة كانت السبب الأول في ابتعادي عن كرة القدم

يقال انك صاحب صوت جميل …ماهو اثر الغناء على تجربتك الصحفية ؟

كنت فنان عديييل ولا زلت على قناعة تامة بأن اجمل شيء أستطيع فعله باستمتاع هو (الغناء )؛ ولكن (الغناء ) هو الذي (تركني) ولم اكن من ( تركه)…لقد تعلمت من الغناء ان انتقد كل مطرب بمحبة وان اجتهد في دعم كل موهبة حقيقية .

انت متهم بانك (كسول )ابداعيا ..واهملت الزبير سعيد الشاعر والكاتب الروائي؟

اتهام صحيح الى حد ما ؛ خاصة فيما يتعلق بكتابة الرواية والقصة القصيرة جدا؛ ولكن بالنسبة للشعر فإنني وبالرغم من ضغوط العمل الصحفي فقد اصدرته ديواني الأول (الحد الفاصل) في العام 2005؛ وخلال هذا العام صدر لي عن دار عزة للنشر ديوان (اسئلة الاحتراق الأخير ) والذي كان ضمن الاصدارات التي شاركت في معرض الدوحة الدولي للكتاب في مارس وشارك في معرض الشارقة الدولي للكتابة الشهر الماضي اما القصة القصيرة فان اول ما نشرته في الصحف كان قصة قصيرة جدا بعنوان (امرأة في حضن الشيطان). احاول جمع كل القصص ونشرها قريبا .

لقب أمير الصحافة الفنية ماذا يعني لك؟

يطربني هذا اللقب جدا ؛ وان كنت ارى ان الجيل الذي جاء بعدنا به الكثير من( الامراء)؛ فلهم التحية ..و قول لأول مرة انني فخور اكثر بلقب (الفتي الابنوسي) لان من اطلقه علي هو استاذي الراحل (حمدي بدر الدين).

ذكرياتك نجم على التلفون ؟

نجم على التلفون كان من افكار استاذنا الراحل محمد احمد دسوقي عليه رحمة الله وكان من اشهر الأشكال الصحفية بصحيفة نجوم الرياضة ولقد أشرف عليه عدد من الزملاء الاعزاء وانا كنت امتدادا لهم .هذا الباب استضفت من خلال اشهر نجوم الفن والرياضة ابرزهم الراحل محمود عبد العزيز والاستاذة هبة المهندس والراحل والي الدين محمدعبدالله و الاعلامي النجم الطيب عبد الماجد والفنان جمال فرفور والفنانة الراحل نادر خضر عليه رحمة الله وغيرهم من النجوم الذين كانوا وقتها في بداية المشوار .

تجربتك مع صحيفة الخرطوم (مدرسة الاستاذ فضل الله محمد )؟

صحيفة الخرطوم كانت بيتي واسرتي ولقد تعلمت منها الكثير ويكفي انني ظللت أعمل بها لمدة( 15) سنة بلا انقطاع او إجازة سنوبة استاذنا الراحل فضل الله محمد تعلمنا منه الكثير جدا فهو مدرسة في الإلتزام المهني والاخلاقي ولابد من تحية لاسرة صحيفة الخرطوم وعلى راسها الدكتور الباقر احمد عبد الله والاستاذة ابتسام عفان وكل الذين زاملتهم في تلك التجربة المضيئة في حياتي المهنية.

اتجاهك للعمل التلفزيوني وتجربتك مع الفنانة شادن محمد حسين لها الرحمة؟

اتجاهي للعمل التلفزيوني يعود الفضل فيه بعد المولى عز وجل الى الاستاذة الصديقة (نسرين النمر) وصديقي وتلميذي الشاطر (ياسر عركي) فقد كان لهما الدور الابرز في اقناعي بذلك التحول المهم ..فقد امتحنت لقناة النيل الأزرق برنامج (اصحاب المقام الرفيع)؛ ومن ثم قمت بإعداد مجموعة برامج مع شركة (ارت ميديا ) ابرزها(الثورة بالنص) ..بفتح (الباء والنون) وقدمته الفنانة التشكيلية ماريا النمر وبرنامج (قدم خير) الذي كان عن ولاية غرب كردفان وقدمته المرحومة شادن محمد حسين في اول تجربة لها مع تقديم البرامج التلفزيونية وبرنامج (عرق جبين) الذي قدمه النجم المسرحي محمد مهدي الفادني. وبعدها انتقلت لقناة الشروق الفضائية كمعد برامج ولكن بعد فترة وجيزة تم تعييني مشرفا عاما على البرامج بقرارمن مديرها الاستاذ عاطف الياس له ولاسرة قناة الشروق التحية واتمنى عودة تلك القناة المؤثرة للعمل بذات التوهج والابداع الطريف ان (نسرين وعركي) يقولا انني استاذهما في الصحافة ؛ ولكني تلميذهما في العمل التلفزيوني (يعني واحدة بواحدة ).

تجربتك مع الشعر الغنائي ؟

تشرفت بالتعاون مع الفنان الكبير الطيب عبد الله في اغنية بعنوان (اضحك اذن) باللغة العربية الفصحى وهناك عمل مع استاذي المبدع أبو عركي البخيت بعنوان (التباس)…وتغني لي المطرب الشاب هاني عابدين باغنية (بيوتنا) الحان الاستاذ بكري الانصاري ؛ وهناك عمل بعنوان (وجع الرجعة) الحان وغناء الفنان الجميل عصام محمد نور وتجربة مختلفة ستكون مع الفنان المبدع سيف الجامعة بالاضافة إلى عدد من الأعمال التي لحنها الموسيقار المرهف عماد يوسف والتي سيقدمها عدد من المطربين الشباب.

من هم أبرز تلاميذك ؟

من ابرز تلاميذي سمير النيل في الامم المتحدة واشرف عبد الباقي في قناة الحدث) بالاضافة إلى عدد كبير من الصحفيين والصحفيات الذين اكدوا تميزهم وجدارتهم.

آخر اعمالك التلفزيونية؟

استعد لتقديم برنامج (مفاهيم) الذي يقوم باخراجه الشاب الفنان مهند بلال وهو من انتاج منصة (المدار) بقيادة الشاب الخلاق والطموح مصعب عثمان ومجموعة من الشباب المبدعين جدا الذين اسعدني العمل معهم لانهم (انقياء) في زمن يسوده التلوث.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.