متابعات : أيمن كونتا
إنطلقت اليوم بمدينة الداخلة – وداى الذهب بالمملكة المغربية ، أعمال ندوة دولية تستمر ليومين عن ( التكامل ما بين صحافة الجودة والتربية الاعلامية) ، ينظمها المجلس الوطنى للصحافة بالمغرب ، ويشارك فيها خبراء و أكاديميون وصحافيون من ( فرنسا ، اسبانيا ، تشيلي ، الولايات المتحدة، المكسيك ، بيرو ، السودان ، الكاميرون ، السنغال ، ساحل العاج ، غينيا كوناكري ، نيجيريا ، مصر ، سلطنة عمان ، الأردن ، تونس ، البحرين ، موريتانيا ، بنين المملكة العربية السعودية ، مالى ) بالإضافة لعدد من أساتذة الجامعات والصحفيين المغاربة.
تهدف الندوة إلى مناقشة موضوعات بالغة الأهمية تشغل المجتمعات والدول في كل أرجاء العالم ، تتمحور حول الصحافة الجيدة في العصر الرقمي وفرص تعزيز مصداقيتها وتأثيرها ، وأهمية التربية الإعلامية ومفاهيمها معايرها وتعزيز قيمها الإنسانية و التفاهم الثقافي ، وما ينبغي عمله من أجل ترسيخ مفهوم الصحافة الجيدة وتقويته وحماية المجتمعات والدول من الممارسات الخاطئة ، و خطر الاخبار الزائفة والمضللة ، وتحصين المجتمع من الانحراف والتأثيرات السيئة للصحافة الرقمية وغياب التربية الإعلامية .
مع زيادة الإختلال في الذي تبثه شبكات التواصل الاجتماعى ، وخطر الذكاء الصناعى على الأداء المهنى الجيد للصحافة والاعلام ، وتطرح اسئلة حول الكوابح والزواجر وأساليب التربية الإعلامية التي تحقق ذلك .
في الندوة تجارب متعددة وخبرات متميزة من الصحافيين وأساتذة الاعلام والصحافة عبر العالم الذين اجتمعوا في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية ، تلمسوا القضايا الحقيقية والمخاوف من تنامى التحريف والتضليل الإعلامي وغياب القواعد المهنية وتزايد استقاء المعلومات والاخبار من وسائل التواصل الاجتماعي غير الخاضعة للمعايير المهنية وقواعد الصحافة الجيدة الأمر الذي ينشر الاضطراب والتوترات الاجتماعية ويفاقم من نتائج خطاب الكراهية و يمرر ويخدم الاجندات السياسية . استعرضنا خلال اليوم الأول التجارب المختلفة عبر العالم ، وما اذا كان بالإمكان اعتماد مناهج للتربية الإعلامية ( نموذج موجهات اليونسكو- Global Standards for Media and information literacy Curricula development Guidelines ) ) او ( مطالبة بعض الدول ومنها اعتماد مجلس وزراء الاعلام العرب سنة 2008م منهج للتدريس بالتعليم العام والعالي ، كما. تناولنا التجارب الإعلامية ومواثيق الشرف الصحفي في العالم وقواعد المهنة في البلدان الافريقية وامريكا الجنوبية واسيا الباسفيك والولايات المتحدة وكند وأوروبا و العالم العربي وما هي تحديات تطبيق هذه المواثيق .
تعاني الكثير من المجتمعات والحكومات من معضلة الاعلام الجديد والتطور المذهل في رقمنة الاعلام ، وتسعي الحكومات وهنطمات الصحفيين وأجهزتهم النقابيّة والجامعات لجعل فنون التحرير الصحفي وخاصة الاخبار والتقارير والتعليقات اكثر موثوقية وصدقية ، وهذا هم عام لا يمكن تجاوزه في أي مكان في العالم اليوم
ومثلما نظمت وزارة الاعلام عندنا قبل أسابيع ورشة لإدخال تعديلات على قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009م ، فإن الهم الكبير للصحفيين المحترفين في العالم هو كيفية إيجاد مخرجٍ ما ، دون ان يقود ذلك الى تقييد حرية الصحافة وحرية التعبير ،فالحلول دائما هي مسؤولية الصحفيين انفسهم قبل ان تكون تشريعات قد تستغل من السلطات الرسمية والحكومات .