مناشدة لترك للإصلاح بين النوبة والمسيرية

بقلم كنده غبوش الإمام
الحمدلله رب العالمين الذى انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً والصلاة والسلام على رسوله الله الامين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين أما بعد قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الحجرات/10}) قال الرسول (ص) (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر ما نهى الله عنه من المعاصي والآثام) صدق الرسول الكريم. من فوائد هذه الآية الكريمة بيّن المولى عز وجل عن حقوق الاخوة الايمانية بالصلح بين المتنازعين والبعد عما يجرح المشاعر من السخرية والعيب والتنابذ بالالقاب: (إنما المؤمنون اخوة) اخوة فى الاسلام والاخوة فى الاسلام تقتضي ان تصلحوا ايها المؤمنون بين اخويكم المتنازعين والمتقالين واتقوا الله بإمتثال اوامره واجتناب نواهيه رجاءً ان ترحموا ومن الحديث النبوي الشريف يفهم ان المسلم الحق هو الذى سلم المسلمون من شرور لسانه فلم يؤذِ احداً منهم بالشتيمة او الغيبة ولم يتفوه بكلمة تؤلمهم كما سلموا من شرور يده فلم يرفعها لضرب احداً منهم ولم يشر بها إشارة تشعر بتحقيرهم والحط من كرامتهم، فليس من شأن المسلم ان يؤذى اخاه المسلم بحال من الأحوال وليس المهاجر هنا من هجر وطنه الى غيره بل المهاجر هو من هجر ما نهى عنه الله من المعاصي والآثام. كتبنا هذه المقدمة حول الآية الكريمة من سورة الحجرات وكذلك عن الحديث النبوي الشريف من صحيحي البخاري ومسلم وقد وصفني أحد الإخوة من أهل عشيرتي (النيمق) (الأما) بأن قلمي من الأقلام المأجورة لصالح المسيرية وضد النوبة ويشهد الله ان هذا لم يحدث وحسبنا الله ونعم الوكيل فأنا لم أكن يوماً موالياً لاحد بل دوماً ودائما انا مواليا للحق ونصرته ولم يكن قلمي موالياً لحزب او طائفة فقلمي ينطق بما قاله الله فى كتابه وما قاله رسوله فى سنته المطهرة لا ارجو ثناء من أحد ولا عرفان ولا مقابل فدائماً ما كنت ولا ازال فى نصرة الحق فقط من دون موالاة لأحد. لذلك لم تمر أحداث ولايتى جنوب وغرب كردفان منذ قيام ثورة ديسمبر 2019م وحتى الآن اسوء وأفظع وأبشع من أحداث لقاوة الماسأوية الأخيرة التى ادمعت أعيننا وقطعت قلوبنا وخلعتها فأوجعتها وجعاً شديداً من قسوة الآلم وللأسف فإن ما حدث فى لقاوة ببشاعته الا حلقة من سلسلة متواصلة ومنظمة بداية من أحداث ممثالة بين المسيرية والحمر كل ذلك المقصد منه إحداث الفوضي ومحاولة لنقل تجارب دارفور الآليمة ومظاهرات الخرطوم لإشعال وإحراق أهل ولايتي جنوب وغرب كردفان حتى يصل الأمر ان يتقاتل اهلها مع بعضهم البعض وهذه هى الطامة الكبري التى كنا لا نريد ان نصل اليها لان حرمة الدم السوداني بصفة عامة أصبحت مستباحة وخاصة حرمة دم أهل ولايتي جنوب وغرب كردفان والدليل على ذلك أحداث لقاوة الحزينة مؤخراً. ليست بأيدي أعداء أهل ولايتي جنوب وغرب كردفان ولا بأيدي المتأمرين عليهم وعلى وحدتهم الوطنية فى التعايش السلمي بدون حروبات قبلية ولا جهوية ولا حزبية ولا سياسية …الخ و لكن للاسف تم ذلك بأيدي أهلها ونتمني من المولى عز وجل ان لا تصل وتكون فى ايدي الاجيال القادمة من اهل الولايتين. لقد حاول المتأمرون وتجار الحرب بين الطرفين الذين لا يرديون خيراً وسلاماً وإستقراراً لأهل كردفان الغرة (أم خيراً جوة وبره) أهل (مكتول هواك يا كردفان أنا من زمان) الا ان يقسموا نسيجها الاجتماعي فى السراء والضراء ويمزقوه حاولوا عندما تركنا حماية رب العالمين وتحولنا الى حماية الطرفين بقيادة الحركة الشعبية والاخرى بقيادة الدعم السريع حاولوا عندما تحولنا الى التيار الاسلامي والاخري الى التيار العلماني واخيراً يلعبون على المنطقة الهادئة الأمنة التى تسعد قلوب كل اهل كردفان الخير وهى حكمة أجدادنا الأفذاذ قادة الإدارات الأهلية رحمهم الله والذى حدث فى لقاوة لا يحيد باى حال من الأحوال عن هذه الاحداث المؤسفة وهذه المؤامرات ضد أهل لقاوة جميعاً بدون فرز وليس فقط بين النوبة والمسيرية وهو بالطبع أمر مدبر لم يأتِ من فراغ ولا عفوياً ولا جاء نتيجة لتعصب قبلي او اعمي تجاه الطرفين الذان لهما تاريخ طويل فى التعايش السلمي فى المنطقة منذ الأزل عندما كانت تسمي بجبال النوبة ودار المسيرية ودار حمر، ولكن الاسوء والأمر إننا شاهدنا قوات شعبنا المسلحة التى عليها ان تحمي وتؤمن حياة المواطنين جمعياً ظلت تشاهد وتتفرج حول تلك الاحداث وكأن الامر لا يعنيها وايضا ظلت حكومتي جنوب وغرب كردفان متفرجة وكذلك ظلت الحكومة هى الاخرى ظلت صامتة ولم تتدخل حتى الآن كما كانت تفعل فى مثل هذه الأحداث وهذا ما يؤكد ان الأمر مدبر ومتعمد. ختاماً هذه رسالتنا الى أهل لقاوة ولأهل جنوب وغرب كردفان بصفة عامةً للإصلاح ذات بينهم وأن يعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا وان يستعينوا بالله فى حياتهم وليس بالحركة الشعبية ولا بالدعم السريع فأنتبهوا يا أهل جنوب وغرب كردفان بصفة عامة حتى لا تكونوا لأجئين فى وطنكم السودان فى المستقبل. وهذه مناشدة ودعوة كريمة للناظر ترك للتدخل السريع للإصلاح بين مكونات أهل الولايتين وخاصة بين أهل لقاوة من النوبة والمسيرية وغيرهم ونشهد له بمواقفه الشجاعة الداعمة لوحدة اهل البحر الأحمر وخاصةً حماية أهل النوبة هناك الذين كانوا قد تعرضوا للإبادة الجماعية من بعض المتفلتين فهل تكرمتم أخي الناظر بإصلاح بين هؤلاء الأهل بارك الله فيكم وسدد خطاكم فى خدمة الوطن والعباد. قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران/104} اللهم انى قد بلغت اللهم فأشهد والله من وراء القصد).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.