سيرته طبقت الآفاق .. حكاية أشهر متطوع بالشمالية

الخرطوم : أيمن كونتا
تختزل أواصر الانسانية في أن يهب الشخص نفسه ووقته لخدمة الآخرين دون مقابل، والآسمى من ذلك عندما ينقذهم مما هم فيه من صعوبات ومشقات.
وعندما كان الوقت والمال من أغلى ما يملك الفرد، فمن يهب جزء من وقته وماله للإخرين فهو من خير البشر ، إستهداءا” بمقولة إن لم تزد على المجتمع شئيا” صرت زائدا” عليه
فالعامل النفسي للإنسان المتطوع يجعله يتخلى عن الصفة الأنانية في أفضل مراحل عمره، إذ يعلمه على عدم السعي خلف نفسه حبا في نفسه ولا يدركها. فالأعمال التطوعية هي نواة المجتمعات المتقدمة،
وهذا الديدن اقترفه المتطوع المأمون محمد إسماعيل، عندما إستهدى به في مسايرة مهامه التطوعية
فقد سعى مع كثير من رصفائه في تأسيس الهلال الأحمر السوداني فرع الولاية الشمالية، ولطالما إستضاف الكثير من الوفود وقاد الأعمال التطوعية في محلية الدبة
وقصته المشهورة والتي عرف بها في اوساط مجتمعه أنه يغلق محله التجاري ويعلق لافتة مكتوبا عليها ” عذرا الوقت للتطوع” “الوقت للهلال الأحمر السوداني، مخصصا” أزمان بعينها يوميا” لتلبية إحتياجات من يطلبون الغوث والنجدة والمساعدة، وغالبا” ما تكون في وقت الظهيرة
المأمون شخصية نادرة في زمن أضحى فيه الكل يجري في اتجاه والبعض الآخر يبحث عن مبتغاه في رحلة البحث عن الرزق ولقمة العيش، متناسين من يعيشوا في محيطهم فصاروا لا يتفقدوهم او ينجدوهم الا ما رحم ربي
المأمون جسد معاني التفاني والإخلاص، فقد ظل يجاهد ويناهد في شأن العمل الطوعي على حساب زمنه وصحته وماله، فقد ظل يصرف صرف من لا يخشى الفقر من ماله الخاص في سبيل إنجاح مهامه التطوعية، فقد ظل يعمل بسيارته الخاصة لأكثر من سبعة عشرة عاما خدمة للهلال الأحمر السوداني بمحلية الدبة بالولاية الشمالية
الأمر الذي أجبر الكل ان يشيروا له ببنان الفخر والاعتزاز لأعماله الجليلة
جمعية الهلال الأحمر السوداني آثرت ان تكرم تلك الشخصية العظيمة، من باب الوفاء لأهل العطاء، ويجي التكريم الذي صادف اهله عرفانا” لترسيخ معاني العمل الطوعي والنفير وسط المجتمع، وتصدير ايقونات حقيقية للمجتمع، والقدوة الحسنة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.