الزعل ممنوع / (شعيرية) خارج (الحلة)


عبدالرحمن جبر

.. للأمانه مع شروق شمس كل صباح جديد نبكي ونتحسر علي الفراغ الكبير الذي تركه نجم نجوم الدراما السودانيه جمال حسن سعيد بغيابه عن الساحه الفنية و (اظنه) لا يعلم عذاباتنا جراء غيابه ذاك ، وأخرج(حلة شعيرية) من نار الإبداع الهادئه وترك لنا (حلل القطر قام) فأصبح كل من هب ودب يقدم دراما لا طعم لها ولا رائحه ، فجمال فقد كبير للعمل الدرامي فهو فنان مشبع بالابداع (كامل الدسم) وشخصية فنية مختلفه لا شبيه لها ومدرسه قائمه بذاتها ومنحه الله القبول الكبير مما سهل عليه وضع بصمة لا يمكن تجاوزها نهائيا ، فهو مبدع (بالباب) لا خلاف عليه أمتلك كل نواصي الإبداع بتكنيكه العالي بتجسيد الشخصيات والمواقف الدرامية باجاده عاليه مما فتح له أبواب بل (ضلوع) قلوب الجمهور بتأشيرة محبه صادقة شكلها بل نحتها بالعمل المميز المتواصل لسنوات طويله وبات من المع نجوم الدراما السودانيه أن لم يكن المعهم علي الاطلاق كما قلنا .
.. وبالطبع العمل الدرامي هو أداة للتثقيف والتنوير وعكس الواقع المجتمعي بمعالجات عميقة الطرح وخفيفة التنفيذ وجاذبه وبسيطة يسهل فهمها لكل شرائح وفئات المجتمع ، فهذه رسالة العمل الدرامي في مجملها بأختصار شديد بعيدا عن المصطلحات العلمية وجمال بالتأكيد يجيد بل يتقن هذه الحرفه بل وصفة النجاح تماما .
.. ولكن للأسف الشديد لسنوات مريره ظل جمال يعيش في عزله ويراقب عن بعد ما يدور في المشهد الفني ويكتفي بالفرجه ولا يحرك ساكنا ، وتركنا علي الدوام في حالة بل حيره من السؤال عن سر وأسباب هذا الغياب الغير مبرر ونحن لا ندري ان كان جمال غائبا بإرادته ام مغيبا عن عمد في ظل صمته المتواصل وتهربه المتعمد والمستمر من الحوارات الصحفية ، فوضع البلاد الحالي يؤكد بأننا في أشد الحاجه الي دراما (حقيقية) تفتح عبرها (شبابيك) جمال الشهيرة لتجسد واقعنا المرير من تغيرات سياسيه واقتصادية واجتماعية فضلا علي استشراء الكثير من العادات الدخيله علي مجتمعنا وتحتاج لمعالجتها دراميا لإنقاذ المجتمع من الهاويه ، واظن أن جمال هو أكثر علما بالمعاناة والألم والاوجاع التي تعيشها الأسر السودانية وباتت تنتظر وتبحث عن السعادة وقبلها بالطبع جرعة الوعي في (شبابيك) جمال ، فقد ترك جمال فراغا كبيرا في المشهد الدرامي كما قلنا ونعيد ونكرر ولا نجد له العذر الكافي الذي يشفع له هذا الغياب فلا اعتقد مثلا بأن جمال حسن سعيد يمكن أن يعاني من مشقة تكلفة إنتاج الدراما العاليه وصعوبتها لأنه وبكل بساطه يمثل إسم عمل بل ماركة للتسويق فوجوده في أي عمل كفيل بأن تمطر عليه امطار الإعلانات سيلا .. فهل يصحو الحبيب والصديق العزيز جمال حسن سعيد من غفوته تلك التي استمرت طويلا وحرمتنا من إبداعه ليعيد لنا ليل الفرح الدرامي وقبل ذاك يعيد للدراما السودانيه القها وتوهجها و (هيبتها).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.