حتى لا تغرق السفينة.. ندوة حاشدة نظمتها جماعة أنصار السنة

رصد : سودانية نيوز

نظمت جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان ندوة كبرى أمس الجمعة ، شارك فيها عدد من قيادات وعلماء الجماعة بالسودان وحظيت بحضور حاشد.
وابتدر الحديث الشيخ بشير محمد بشير مستشار الرئيس العام للجماعة، موضحا أن الجماعة تأسست على مبادئ ثابتة قائمة على أصول مبنية على كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، فكان أصلها الأول توحيد الله، والأصل الثاني اتباع النبي عليه الصلاة والسلام اتباعا مطلقا في الإصلاح، وأصلها الثالث التزكية والتربية، داعياً إلى الالتزام بهذه الأصول لتصحيح المسار والأخطاء والانحرافات، وإلى تجديد أواصر الأخوة في الله ونبذ الفرقة والشتات لتكون الأمة كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم كالجسد الواحد، مشيراً إلى أن الجماعة ليست متفرجة ولا صامتة ولا شامتة إزاء الواقع السوداني بل ساهمت في الإصلاح بقوة، فقدمت مبادرات وقدمت النصح للحكام والمحكومين، وقال: (الدين عندنا لا يوضع على الطاولة، ولا يخضع للمشاورات بل يعمل به ويحكّم ويطبق وهو مبدأ حياة أو موت، وأن هذا من الثوابت التي لا تقبل التنازل، معددا مساهمات الجماعة على الأصعدة كافة، حيث قدمت النصح للشعب السوداني في الساحات والقاعات وساهمت بملتقيات ومبادرات، وقدمت رؤيتها لحل مشاكل السودان لرئيس الوزراء السابق بجانب مساهماتها الخدمية في مجال الصحة والسقيا والتعليم ونحوها من مجالات خدمة الشعب السوداني.

في حين أكد الأستاذ محمد زكريا إسحاق المحامي نائب أمين الجماعة بولاية جنوب دارفور أن دين الله كامل مشتمل على جميع الحقوق سواء للمسلمين أو لغيرهم، بل حتى حقوق الحيوانات، وأن دينا مثل هذا لا يمكن أن يتهم بأنه قاصر، وهو الدين الذي ارتضاه الله لجميع الناس، فمن خصائصه العالمية، وأنه لا يقبل التجزئة وأنه قابل للتطبيق في كل زمان ومكان، وأنه رباني المصدر.

واستعرض الأستاذ محمد زكريا عددا من الاتفاقيات، خاصة سيداو التي وصفها بالخطيرة، وأن محصلتها انحلال المجتمع المسلم أسوة بالغرب.
كما تعرض زكريا لاتفاقية حقوق الطفل التي تختلف في بعض بنودها مع ما جاء به الإسلام، مشيرا إلى عدم إجازة القوانين الدولية لإغلاق الشوارع وتتريسها.

وتحدث الشيخ مطر إبراهيم أمين الجماعة بولاية شمال كردفان عن دور الشباب، مبينا أنهم قوة المجتمع ومن عوامل نهضته وأنهم أهل البناء والتنمية والتعمير، داعيا لهم ليكونوا أهل دين ورسالة، وأن يسلكوا طريق التغيير الصحيح بالتمسك بكتاب الله، محذرا من الحملة الممنهجة لتدمير الشباب عن طريق المخدرات وغيرها، داعيا الشباب إلى الحكمة والتروي وتفويت الفرصة على أعداء الوطن.

من جانبه، أكد الدكتور حسن أحمد الهواري رئيس المجلس العلمي للجماعة أن هوية السودان هوية إسلامية، ولا يمكن لأحد أن يساوم في ذلك، وأورد الشواهد على تلك الهوية من التاريخ ونسبة المسلمين وظهور شعائر الإسلام، وأن قضية الحكم من المسلمات في شريعة الإسلام موضحا أن الحكم ومفرداته ومعانيه وردت في كتاب الله في نحو خمسمائة موضع، وأن من يريدون فصل الدين عن الدولة لا يريدون للدين أن يتجاوز باب المسجد، وأن لا يتدخل في شؤون الناس، وهو عزل للدين الحق ليسود الدين الباطل، متسائلا: ما ميزة العلمانية وما عيب هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله للعباد؟ وماذا يفعل العلمانيون بالتشريعات التي يتعامل بها المسلم في حياته، وكيف تنتظم علاقات المسلمين فيما بينهم وهناك من يريد إقصاء الدين، منوها إلى أنه لا خيار للمسلم أن يختار غير الإسلام حكما، لقوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)، مبينا أن دين الإسلام يستوعب قضايا الحكم والشعوب من أمور المعاش والمعاد وحفظ كل الحقوق، جازما بأن معظم السودانيين إذا استُفتُوا فلن يختاروا غير الإسلام، وختم حديثه بقوله: (السودان فيه من العلماء والقادة والحكماء من لديهم الكفاءة أن يحكموا السودان، ولا حاجة له لأن يستجلب حكماء وخبراء من الخارج، منكراً التدخل الأجنبي في السودان وأن من أعان أو قدم نصحا فيه خير البلاد فإنه يُشكَر على ذلك، ومن أراد غير هذا فليذهب غير مأسوف عليه؛ كما دعا لتغليب مصلحة السودان والاتصاف بسعة الصدر والحكمة والحوار؛ بقصد الوصول إلى ما فيه مصلحة البلاد.

ونادى الدكتور محمد الأمين إسماعيل نائب الرئيس العام للجماعة إلى الاعتصام بحبل الله المتين وإلا أصبحت البلاد على شفا حفرة تؤدي إلى الهاوية، مؤكدا أن كل بعد عن القرآن إنما هو بسبب ذنوبنا، وأن قضية الحكم بما أنزل الله سبب في الوحدة، وتركه سبب في الفرقة والشتات، وقال: (لن يؤتى الدين من قبلنا بإذن الله حتى نلقى الله، والإسلام هو المدخل لقلوب أهل السودان، ولن نتخلى عن الدعوة إلى التوحيد والحكم بما أنزل الله).

وختم الندوة الدكتور عبد الكريم محمد عبد الكريم الرئيس العام للجماعة، مؤكدا أن الجماعة باقية على ميثاقها، وأن الوطن لا مساومة عليه، وأن الجماعة تعمل على أن نكون جميعا في وطن واحد متماسك، مشددا على أن تقسيم البلاد خط أحمر ، وأن الدين خط أحمر، وأن الجماعة بالمرصاد لمن يريد تغيير موروثات هذا الشعب.

وقال الرئيس العام للجماعة: (لا للعلمانية ولا الإلحاد ولا لسيداو في بلادنا)، منوها أن أي اتجاه لتفكيك القوات المسلحة والنظامية يودي إلى تشظي البلاد لا تدعمه الجماعة، التي أصبحت رقما لا يمكن تجاوزه، مؤكدا أنها جماعة إصلاحية دعوية وليست حزبا سياسيا، داعيا الأحزاب إلى كلمة سواء.

وحذر الدكتور عبد الكريم من خطورة التدخل في شؤون البلاد قائلا: (السودان للسودانيين)، وأكد أن الشعب يحتاج إلى المعاش كما يحتاج إلى الدين، لكن ينبغي أن لا تكون قضية المعاش مجرد عتبة للوصول إلى الحكم، مذكرا بأن الاستخلاف حق لله الذي يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، مناديا بعدم التنازع في الحكم، لأنه تكليف لا تشريف، كما دعا إلى التمسك بالوحدة والإلفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.