رمضان محجوب يكتب: “العفاض”… دموع وشموع في ملتقى العامين

وشمس مغيب اليوم الاخير من سنة 2025م تأذن بالغياب نعود في جولة مسائية أخرى الى معسكر العفاض، حيث يجد نازحو الفاشر ملاذًا مؤقتًا بعد أن أجبرتهم انتهاكات المليشيا الإرهابية على ترك ديارهم، يأتي رأس العام الجديد محملًا بذكريات قاسية وآلام لا تنسى. هنا، حيث تتلاشى الفرحة التي يعمها الاحتفال ببداية عام جديد، تظل المعاناة هي الطعم الوحيد الذي يعرفه هؤلاء النازحون.

في معسكر العفاض، تروي النساء قصصًا عن انتهاكات المليشيا الإرهابية ، عن فقد الأحبة، والتهجير القسري، والحرمان من أبسط مقومات الحياة.

دموع غزيرة تدافعت من عيونهن، وهن يتحدثن عن الأيام المرة التي عاشنها في ظل الحرب، عن الأطفال الذين فقدوا حياتهم، وعن الرجال الذين اختفوا دون أن يعرف مصيرهم.

في ظل هذه المعاناة التي تطاول امدها ، تظل براءة الأطفال هي النقطة المضيئة الوحيدة في معسكر العفاض… . الأطفال هنا… يلعبون ويلهون ويرسمون أحلامهم على “قماش” خيم المعسكر، لكن حتى هذه البراءة لا تستطيع أن تخفي الآثار النفسية التي خلفتها إنتهاكات المليشيا الإرهابية بحقهم وبحق براءتهم وبحق ذوييهم .

و في معسكر ازهري المبارك بالعفاض النساء هنا هن رمز الصبر والتحمل.. .لازلن يتحملن مسؤولية الأسرة، ويعملن على توفير الطعام والأمان لأطفالهن. ومع رباطة جأشهن وتظاهرنهن بذلك الا ان هذه القوة لم تفلح أن تخفي الدموع التي تنهمر من عيونهن كلما تذكروا ما فقدوه.

اما رجال الفاشر في معسكر العفاض، فهؤلاء الرجال لا زال الصمت سمتهم التي تميزهم هنا… ، يتحملون مسؤولية حماية أسرهم، ويعملون على توفير ما يمكن توفيره من احتياجات. صبرهم هو رمز للشجاعة والتحدي.

اما انسان الشمال عامة والعفاض خاصة فقد برزت همته في استضافة أهالي الفاشر. يقدمون لهم الدعم والمساعدة، ويفتحون لهم بيوتاتهم. فهذه الهمة هي رمز للتكافل والتضامن وهي القيمة الإضافية التي يتميز بها انسان السودان دون غيره من العالمين.

وعند ملتقى العامين في العفاض تحيط بنا في معسكر العفاض انباء انتصارات كاسحة لقواتنا المسلحة في محاور كردفان… ففي معسكر العفاض، يظل الأمل هو النقطة المضيئة الوحيدة. فغدا نكون كما نود، وسيعود السودان أفضل مما كان عليه. سنعود إلى ديارنا في الفاشر ونيالا والجنينة والضعين وزالنجي ، وسنبني مستقبلًا أفضل لأطفالنا.. وكل عام وسوداننا تفديه النفوس من المهالك والمحن … أبدا تدثره القلوب ما لم يذل ولم بهن!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.