متابعات : سودانية نيوز
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور أحمد مضوي موسى، أن الكوادر الطبية السودانية لعبت دوراً محورياً ومشهوداً في معركة الكرامة، ووقفت في الصفوف الأمامية خلال فترة الحرب، مضمدة الجراح ومداوية المرضى تحت القصف وفي أقسى الظروف، مشيراً إلى أن صمودها لم يكن مجرد واجب مهني، بل ملحمة إنسانية خالدة في سجل الشرف الوطني.
جاء ذلك لدى مخاطبته إسفيرياً كرنفال تكريم العاملين بالقطاع الطبي الذين واصلوا عملهم بالمستشفيات طيلة فترة الحرب بولاية الخرطوم، والذي نظمته جامعة بحري بمبانيها الرئيسية بالعاصمة الخرطوم، بحضور مدير جامعة بحري، وعدد من مديري المستشفيات، وعمداء الكليات، والأطباء، والكوادر الطبية، والإعلاميين، وأشاد مضوي بالمبادرة التي أطلقتها جامعة بحري، مثمّناً دور إدارتها وأساتذتها وعامليها في تنظيم هذا التكريم، مؤكداً أن الانتصارات التي تحققت على الأرض جاءت بتوفيق من الله، ثم بصمود القوات المسلحة وكل من ساندها من أبناء الشعب السوداني، وعلى رأسهم الكوادر الطبية التي واصلت أداء واجبها الوطني رغم المخاطر، وخص مضوي بتحية خاصة للكوادر الطبية العاملة بمستشفى النو بأم درمان، ممثلة في مديرها الدكتور جمال الطيب، بمناسبة فوزه بجائزة أورورا الإنسانية لعام 2025، التي تبلغ قيمتها مليون دولار، والتي تمنح للأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين، مبيناً أنه اختير من بين أكثر من 800 مرشح تقديراً لشجاعته وتفانيه في تقديم الرعاية الطبية وسط أهوال الحرب، حيث ظلت المستشفى تعمل كشريان حياة لآلاف الجرحى والمرضى رغم تعرضها للقصف المتكرر، كما هنأ مضوي الدكتورة صفاء علي محمد يوسف المدير العام للمستشفى السعودي وحوادث محمد علي فضل للولادة بمناسبة اختيارها ضمن أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة في العالم من قبل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، واعتبر أن هذا التكريم العالمي يمثل تكريماً لكل الكوادر الطبية السودانية، وشهادة تفوق لها على المستويين الإقليمي والدولي، وتناول مضوي الانتهاكات التي تعرض لها القطاع الصحي خلال الحرب، موضحاً أن المليشيا المتمردة استهدفت المستشفيات، واحتلت بعضها، واحتجزت الأطباء، كما قصفت مرافق صحية أخرى في محاولة لإخلائها، إلا أن الكوادر الطبية واصلت عملها دون انقطاع، رغم توقف المرتبات، وانقطاع الكهرباء والمياه، وشح الأدوية، ومخاطر القصف المستمر، وأشار إلى أن الأطباء والكوادر الطبية ظلوا يعملون لأكثر من عامين ونصف العام في ظروف بالغة التعقيد، واستجابوا لآلاف الحالات الطارئة، وساهموا في محاصرة تفشي الأوبئة، مثل الإسهالات المائية، وحمى الضنك، والكوليرا، في عدد من ولايات السودان، رغم اختطاف واغتيال العشرات من زملائهم، وأدان مضوي صمت العديد من المنظمات الدولية تجاه الجرائم التي ارتكبتها المليشيا المتمردة، واصفاً تلك الجرائم بأنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، مشدداً على ضرورة إنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة.
وفي ختام كلمته أكد البروفيسور أحمد مضوي موسى أن الكوادر الطبية تستحق هذا التكريم وكل أشكال التقدير، مقدماً الشكر لجامعة بحري على مبادرتها، معرباً عن مواساته لأسر الشهداء والمفقودين، داعياً الله أن يكتمل النصر، وأن ينعم على السودان بالأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.