السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سلام يحمل في طياته نداء التاريخ وصرخة الوعي ومخاض التغيير.
يا أهلنا الفلاتة في السودان،
يا من امتدت جذوركم من البحر الأحمر شرقًا إلى الطينة غربًا، ومن سواكن إلى تخوم الخرسانة،
يا من أنتم لستم مجرد قبيلة، بل أمة كاملة، عابرة للجغرافيا، ممتدة في عمق التاريخ، شاهدة على حضارة الإسلام في أفريقيا.
وحضارات ما قبل التاريخ…
نخاطبكم اليوم من منبر الفولان الحق، ولسان الزاوية المعاكسة، وهي زاوية لا ترى الأمور كما يراها العوام، بل تحاكم الواقع بالعقل، وتواجه الخطأ بالحقيقة، دون تزويق أو تجميل.
أيها الفلاتة في السودان،
لقد أضعتم فرصةً ذهبية لا تتكرر،
فرصةً كنتم فيها مؤهلين أن تكونوا “البوصلة” التي تُصلح ذات البين بين الجنرالين المتحاربين، فتجنّبون البلاد الدمار، وتُسجلون في صفحات التاريخ قادةً للسلم، وسادةً للحكمة.
لكن بدلاً من أن تكونوا صوت العقل، صرتم أداةً في أيدي الغير، تقاتلون في المعركة، وتنزفون دمًا لا يعود عليكم بشرفٍ ولا نصر.
أنتم الأقرب جغرافيًا واجتماعيًا لكافة الأطراف:
في النيل الأبيض، أنتم أبناء نفس الأرض التي وُلد فيها الجنرال البرهان.
وفي الشرق، والشمال، أنتم جزء من نسيج الأحزاب والنُخب.
وفي الغرب، أنتم اليد التي لا يُقدم “حميدتي” على خطوة دون مشورتها.
*انتم الهامش والمركز معا أن ارتم*
فأين أنتم من استثمار هذا النفوذ العظيم؟
لماذا انزلقت أقدامكم إلى مستنقع الصراع، لا كوسطاء، بل كمقاتلين؟
هل هذا من الحكمة؟ هل هذا هو إرث الفلاتة؟
لقد كنتم، بالأمس القريب، من أدخل الإسلام إلى عقول وقلوب معظم شعوب أفريقيا، فكيف بكم اليوم تقفون عاجزين عن إدخال الحكمة إلى مشهد الحرب في بلدٍ أنتم جزءٌ أصيل من نسيجه؟
وسبتكم السكانية تجاوزت ال٢٥٪ من سكان السودان.
أيها الإخوة،
دعونا نكون واضحين:
الحرب تحولت من صراع عسكري الي سياسي ثم إلى نزاع قبلي جغرافي، ومع الأسف أنتم كنتم ضحيتها ووقودها،
لا لأنكم ضعفاء، بل لأنكم دخلتمها بجهلٍ سياسيٍ فاضح، وتبعيةٍ لا تليق بتاريخكم.
صرتم تقاتلون بعضكم في الشرق والغرب، وكأن الحرب بينكم أنتم، لا بين الجيش والدعم السريع!
تبادلتم البغضاء، وتناسيتهم أنكم دمٌ واحد، قبيلة واحدة، مصير واحد.
هذا لك انت اللي بتقرأ ، واللي بتعلق افهم ما نرمي إليه ي هذا .
فاسمعوا هذا الحق، ولو كان مرًّا:
لقد أدرتم هذه الحرب بغباءٍ لا يُغتفر.
نسيتم السياسة، وتجاهلتم عاقبة ما بعد الحرب.
كيف ستواجهون بعضكم حين تضع الحرب أوزارها؟
كيف تنظرون في أعين بعضكم وأنتم من أطلق النار على إخوتكم لا على عدوكم؟
السياسة ليست عواطف،
بل هي عقل، ومكر، ودهاء.
كان يمكنكم أن تتواصلوا سرًا، تتفقوا تكتيكيًا، تديروا المعركة بذكاء:
“إذا كنتَ في الميدان، وأنا في الطرف المقابل، فلتنسحب قواتك من منطقة كذا، كي لا نواجه بعضنا عبثًا.”
هكذا تُدار الأمم، وهكذا يُبنى المجد السياسي.
ركزوا لي جملة “المجد السياسي”
طيب سؤال ؟…..
يا فلاتة الشرق،
هل لو كنتم اليوم في كردفان أو دارفور، كنتم ستصمدون؟
وتعادوا حكومة الهامش
بالله عليكم، هل كنتم ستكونون جيشًا؟
الجواب واضح: لا.
ويا فلاتة الغرب،
لو كنتم في بورتسودان أو الجزيرة، هل يمكنكم السباحة ضد التيار؟
لا، بل ستُجرفون كما جُرف غيركم.
ضعوا وضع الفاشر نصب أعينكم.
الرسالة واضحة:
السياسة مرونة،
النجاة في الذكاء،
والمستقبل في الوحدة.
وختامًا،
نرسل هذه الرسالة من منبر الفولان الحق إلى قلوب كل فلاتة الدنيا:
اتحدوا…
كرّروا سيناريو الدولة العثمانية، وكيف استطاعت قبيلة الكايلار تحكم العالم .ولكن بالوسائل الحديثة.
سيطروا على الأرض لا بالسلاح، بل بالتكاتف، وبالعمل، وبالصدق، وبالوعي.
هذه رسالتنا إلى زعماء الفلاتة في العالم،
إلى رؤساء الدول والحكومات من أصول فولانية،
إلى تبتل بلاكوا،
إلى كل حر أبي من الفولان،
وإلى كل شريف لا تزال النخوة في دمه.
دامت عزتنا،
دامت نخوتنا،
موحدين، متماسكين،
نكسر كل جدار من الغبن والحقد،
ونبني غدًا يستحقه أبناؤنا.
والله من وراء القصد.
~منبر الفولان الحق~ – ~الزاوية المعاكسة~
*الجدي آدم الجدي*
31_07_2025م
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.