كتب : أحمد عيسى العبيد
لم يعد الطفل بحاجة إلى ألعاب حقيقية أو قصص ما قبل النوم، فالهاتف المحمول أصبح عالمه الخاص. ومع كل دقيقة يقضيها أمام الشاشة، يخسر شيئًا من طفولته، ويتشكل وعيه في بيئة رقمية قد تكون أكبر من قدرته على الفهم.
تؤكد الدراسات أن الاستخدام المفرط للموبايل لدى الأطفال يؤدي إلى ضعف التركيز، اضطرابات النوم، تأخر في النطق والتواصل الاجتماعي، بل وقد يرتبط بالاكتئاب والقلق. والأسوأ من ذلك أن بعض الأطفال يصبحون عدوانيين أو منعزلين نتيجة التعرض لمحتوى غير مناسب أو ألعاب تحفز العنف.
ورغم أن الهواتف قد تبدو وسيلة سهلة لإلهاء الطفل، إلا أن الثمن باهظ. إنها تسرق الوقت الذي يحتاجه الطفل للنمو الحركي والعقلي والاجتماعي. اللعب، الحوار، والاستكشاف هي أركان الطفولة، لا يمكن تعويضها بالتحديق في شاشة.
الحل ليس في المنع الكلي، بل في التوازن. تخصيص أوقات محددة للهاتف، مراقبة المحتوى، وتشجيع البدائل مثل الرسم، القراءة، واللعب في الهواء الطلق.
إن حماية الطفولة مسؤولية جماعية، تبدأ من وعي الأسرة وتنتهي بصياغة سياسات تحمي أجيال المستقبل من الإدمان الرقمي.
مقال رائع مختصر مفيد