نزوح مواطني الخرطوم.. إطلالة على دفاتر المعاناة

كتبت : رابحة عبد الله صالح

ما إن إندلغت حرب الخرطوم في صبيحة السبت من شهر أبريل في العام 2023م، حتى فرت الأسر فرار الصحيح من المجزوم، إلى بلاد بعاد ضفافا داخل وخارج السودان، فيما بقى جزء منهم داخل العاصمة الخرطوم، وفى ظل تجربة النزوح عانت بعض الأسر وقاست الأمرين بشأن مسايرة مهامهم الحياتية، فى بعضا” من الولايات سواء كان من ناحية الإيجارات وعدم استقرار، فضلا” عن توافر العمل أو عدم راحه البال البعض منهم جلسوا مع اقربائهم والأغلبية العامة طاب لهم المقام في المكوث بالمقرات والمؤساسات الحكومية والتعليمية كالجامعات والمدارس نسبة لعدم وجود أي كافل من الأهل في تلك الديار، آخرون آثروا البقاء بعيدا” تفاديا” للمشاكل مع الأهل

تعد فترة الحرب من أصعب الفترات وأمرها، غير أن الناس صبرت ودعت الله أن يفرج وأن يصلح حال العباد والبلاد مستهدين بالمثل ابرامي (الطلع من دارو قلً من مقدارو)، (تطلع من بيتك حزين تلقى الفرح عند مين)

سردت مشاعر عبد الباقي من بدأت أولى انطباعاتي عن النزوح الجماعي في مدينة بورتسودان الساحلية، حيث تكتظ المخيمات المترامية الأطراف في ضواحي المدينة والمباني الجامعية بالنساء والأطفال الذين فرّوا من الخرطوم. ومن هناك، انتقلت جنوبًا إلى منطقتي كسلا والقضارف،حيث تقيم عائلتي الكبيرة، فتهللت اساريري سعادة بسلامة الوصول غير انه وبتقادم الأيام اكتشفت أنه بيتا” لا يشبه بيتنا من حيث الراحة ومساحة الحريات، ولكن بقيت فيه مجبرة لا بطل  

تقول سميرة، وهي طالبة جامعية من الخرطوم، وتعيش أيضًا في مبنى المدرسة: “قبل الحرب كانت لدي أحلام – أردت أن أتخرج وأبني حياة مهنية وأجعل عائلتي فخورة بي. لكن الحرب لا تكترث بالأحلام. لم تسرق الحرب منزلي فحسب، بل سرقت مستقبلي أيضًا.” فرّت سميرة من الخرطوم مع عائلتها في اليوم الثامن من اندلاع الحرب.

تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها بذل كل ما في وسعهم لتلبية الاحتياجات المتزايدة في السودان، على الرغم من خفض التمويل والقيود المفروضة على إتاحة الوصول. ففي العام الماضي، تمّكن العاملون في المجال الإنساني من إيصال المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من 15 مليون شخص، ويأملون في مساعدة 21 مليون شخص هذا العام من خلال توفيرالغذاء والماء والمأوى وغير ذلك من أشكال الدعم الأساسي التي يحتاجون إليها بشكل عاجل، لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.