متابعة : محمد احمد الدويخ
*عمل الراحل معلماً ويُعد من المطربين الذين طرزوا خارطة الفن السوداني بأروع الألحان الخالدة.*
غيب الموت صباح اليوم الاثنين 12 / 12 / 2023.م المطرب السوداني الكبير الفنان محمد ميرغني (77) عاماً بعد صراع طويل مع المرض وذلك بمستشفى ود مدني ولاية الجزيرة .
ولد الفنان ميرغني محمد ابنعوف مجذوب حسب شهادة ميلاده الرسمية بحي المكي ببحري الختمية عام 1945.م .
الراحل محمد ميرغني تربطه علاقة رحم من امه بمدينة بارا التاريخية بولاية شمال كردفان فهو الاخ غير الشقيق للشاعر والدبلوماسي محمد المكي ابراهيم شاعر الاكتوبريات الأبرز (ود امه) .
كما يُعد الراحل محمد ميرغني من المطربين السودانيين القلائل الذين عملوا بالتدريس معلمين بوزارة التربية والتعليم أبرزهم وردي ومصطفى سيد احمد وكانت له بصمة فنية واضحة على خارطة الغناء السوداني خاصة المطربين الذين أجادوا الغناء بالفصحي والدارجي شكل ثنائية متفردة مع عدد من الشعراء المجيدين منهم الشاعر التجاني حاج موسى في اغنيات (تباريح) و (حلو العيون)
كما تغنى بأغنية (لي كم زمن ما شفت هم) للشاعر الشفيف صلاح حاج سعيد شاعر الحزن النبيل للفنان مصطفى سيد احمد ..كما شكل ثنائية مع الشاعر مصطفى سند في أغنية (عشان خاطرنا) وآخرين(مهر الدم) الذي قدمه الفنان محمد ميرغني بالمسرح القومي بأم درمان في ذكرى ثورة أكتوبر 1964.م و اغنيات اخرى خالدة في مسيرة الفنان الراحل محمد ميرغني نستعرضها في تفاصيل أوفى لاحقا عن مسيرة الراحل الفنية الباذخة بالإبداع والتفرد مع الشعراء السر ودليب وحسن الزبير وإسماعيل حسن في رائعته (اشتقت ليك)..
رحل محمد ميرغني متوشحاً بعبق الختمية التي ترعرع في كنفها على عبق الموشحات الصوفية والمولد النبوي دون أن تسقط عن الذاكرة اغنياته الخالدة عاطفة وحنان يا ناس..واخريات من اغنياته الباذخة :
(الجاني منك ..
يا سنا الروح يا انا..
وصفو بصعب يا جميل)..
وتتداعي القوافي والالحان:
وتبقى سيرتك هي الكلام..
وتبقى صورتك هي الرؤى
الحلوة البعيشها..
في صحوتي أو حتى في عز المنام..
ويبقى صوتك هو الغنا..
ياهو البخفف لي عذابات الضنا..
و (تنجغم) الحسرة مع رائعة صلاح حاج سعيد :
شوف كم زمن ما شلنا هم..
ولا عشت يا قلبي العذاب..
وسرحت في ليل الشجون..
ما عرفت لي قلبك مآب..
وتتسامى الألحان في حديقة اشعار الشاعر والاكأديمي البروفيسور السر دوليب من خلال رائعته المتفردة (أنا والأشواق) التي ابدع فيها محمد ميرغني واسكرته الالحان فاختلجت مشاعره تغازل مسامع جمهوره الذواق فناً ودهشة :
أنا والاشواق في بُعدك ..
بقينا أكثر من قرايب..
ما بنغيب عن بعض أبداً ..
زي أعز اثنين حبايب..