قرأتُ مرَّةً أن الغراب هو الطائر الوحيد من بين كل الطيور الذي يتجرأ على النَّسر بأنه يجلسُ على ظهره ويعضه من رقبته ولكن النسر لا يكترث له ولا يلقى له بالا ولا ينزل إلى مستوى جرأة هذا الغراب أبداً ولا يقاتله كل ما يفعله تجاه هذا المعتوه المغرور أنه يُحلِّقُ به ويصعد به الى السماء عالياً عالياً جداً إلى مسافة تضيقُ فيها رئتا الغراب عن التنفس حتى يختنق عندها يتركه لمواجهة مصيره فى عوالم المجهول فلا أدل من ذلك على غباء وبلادة هذا الطائر الذى أصبح مثالا للتندر والسخرية حاله حال غربان مليشيا الهدم المريع فى مواجهة نسور الجو من قواتنا المسلحة الباسلة التى فعلت بهم الأفاعيل ونكلت بهم أيما تنكيل فلم تتعظ هذه الغربان ولم تأخذ العبرة من الهزائم التى لحقت ومنيت بها وهلاك قادتها وعلى رأسهم كبيرهم الهالك الذى علمهم السحر فما تزال المشاهد الصادمة والدامية والأحداث المأسوية المؤسفة سيدة الموقف وما زالت المفاجأت المحزنة والمآسى الأليمة تتوالى بتوالى إنتهاكات وممارسات هذه المليشيا المتمردة والمارقة والسارقة فها هى بوحشيتها البربرية البهيمية بعد أن ضاقت عليها الأرض بمارحبت بإختلال موازين المعارك بفقدان السيطرة الميدانية على جبهات القتال تنثر كنانتها النتنة الكريهة الملطخة بالدماء وتخرج منها أخبث أنواع الحقد وأقذر صنوف الكراهية فالأمر من معدنه وأصله ليس بمستغرب ومهما تكن عند إمرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم فكيف لهم بمكارم الأخلاق وأنى لهم بفضائل الأعمال وفاقد الشئ لا يعطيه فقد غلبت عليهم نوازع الحقد والكراهية وجبلت نفوسهم وطبعت قلوبهم منذ نعومة أظافرهم على جرائم القتل والنهب والسلب وممارسة أبشع انواع الفساد وإرتكاب أفظع الإنتهاكات التى عرفتها البشرية فى تاريخها القديم والحديث حتى صار ذلك فى نواميس وقواميس هذه الفئة الباغية مبعث للفخر ومدعاة للإعتزاز والمباهاة فالشينة عندهم محمودة والفضيلة منكورة فبعد فشل محاولاتهم البائسة واليائسة لإستلام السلطة كما كانوا يتبجحون ويتشدقون بالسيطرة على العاصمة تلاحظ إنخفاض أسهم تطلعاتهم بالخروج الأمن لإعادة الكرة ومحاولة زعزعة الامن والإستقرار بولايات دارفور التى فر إليها ذلكم الأبله المعتوه لمبى المليشيا فرار الحمر المستنفرة التى فرت من قسورة تاركا خلفه مرتزقته يواجهون سبيل الأولين والأخرين فبئس القائد وبئس المقيود وبئس العشير فلا عيشة هنية عاشها ولا ميتة سوية نالها هرب مذعورا ترتجف فرائصه وترتعد أوصاله من حمى الوطيس بعد ادرك ان للخرطوم أرباب يحمونها ورجال يدافعون عنها لا تأخذهم فى ذلك لومة لائم هرب هذا الأهبل الأخطل لائذا ومحتميا بحواضن إثنية وقبلية لن تغنى عنه من سطوة الجيش وإرادة الشعب شيئا بعدما أصبحت المعركة ضد الشعب السودانى الذى إلتف حول قواته المسلحة بعد إستعدائه وإستفزازه من قبل هذه المليشيا بإيعاز وتخطيط من حواضنها السياسية الملعونة والمغضوب عليها من أحزاب القحط والجدب واليسار والدمار التى سعت لتفتيت وحدة هذا الوطن وطمس هويته بعدما زين لهم شيطانهم الأكبر شيطان العرب سوء عملهم وعاقبة متقلبهم وأرشدهم الى سبل الموت وأوردهم موارد الردى والهلاك فلم يتححسوا موطئ أقدامهم وهم ينازلون ويواجهون جيشا صعب المراس شامخ الذرى والرأس وقد حسبوه هينا وهو لو يعلمون عظيم فلم يكتشفوا أمره بالكشف عن ساقيهم للنجاة من لجج هائجة ومائجة ما استبانوا هولها وقد ساروا بحماقة وجهل على شفا جرف هار سينهار بهم فى جهنم وبئس المصير*