تقرير : محمد أحمد الدويخ
مدارس تتجه للتعليم عن بُعد (اون لاين) وتخوف وسط أولياء الامور ..
بعد تازم الموقف بين وزارة المالية ولجنة المعلمين المركزية اصدرت وزارة التربية الاتحادية تصريحات (مريبة) تبادلتها وسائل الاعلام تؤكد ان امتحان الشهادة السودانية للعام 2023.م في توقيتها بالاسبوع الاخير من مايو ولم تكتف وزارة التربية بذلك بل اكدت في تحدٍ واضح :
أن اضراب المعلمين لن يؤثر . الامر الذي اشعل جذوة الحماس في اغلب بيانات لجنة المعلمين المركزية وطلاها بأشعار اقرب للهتافية من شاكلة :
الدرب دة طويل..
داير النفس بلحيل..
من خطوة يبدأ الميل ..
قصبة مدالق السيل ..
قطعا خدارها تقيل ..
يا جبت حد للآه ..
يا رُح فداك قتيل.
بالامس السبت 4 / 2 / 2023.م في توقيت عطلة رسمية اطلقت اللجنة التسيرية لللتعليم الخاص بولاية شمال كردفان برئاسة حيدر أحمد علي مدير مدرسة الشروق الخاصة (المدرسة السودانية الفرنسية) بشمال كردفان وعضوية آخرين اطلقوا مبادرة (انقاذ العام الدراسي بالمدارس الحكومية بشمال كردفان) وذلك بتقديم ثلاث اوراق عملية بقاعة محلية شيكان .
إصلاح المركب في غياب البحارة..!
أكد الدكتور حيدر احمد علي رئيس اللجنة أن نواياهم صادق تجاه الوطن الكبير وشمال كردفان خصوصا التي عانت من توقف العام الدراسي هذا العام لاكثر من مرة خلال فترة حمى الضنك التي اجتاحت الولاية وغيرها وتساءل حيدر في اسى :
ما ذنب الاجيال القادمة حين تتوقف المدارس والحكومة لم تعلن تجميد العام الدراسي اصلا .
فيما أشار عضو اللجنة الاستاذ محمد ابراهيم (مدير مدارس النجاح الخاصة ) الى أن الاوراق الثلاث المقدمة تجتمع فكرتها حول انقاذ مركب العام الدراسي بالولاية من الغرق بجانب تنفيذ بعض المطالب الثمانية التي نادت بها لجنة المعلمين خاصة تحسين البيئة الدراسية ومحور المعلم فيما اطلق عليه المجتمعون مبادرة (من أجل أبنائي).
ولكن الملاحظة ان لجنة التعليم الخاص حاولت اصلاح المركب وانقاذ من فيه ولكن في غياب اصحاب الشأن (لجنة المعملين بالتعليم الحكومي) ، بل في ظل غياب مدير ادارة التعليم الخاص بالولاية ووزير التربية بالولاية وعدم علمه تماما بالمبادرة ، الأمر اثار ثورة الغضب في نفوس من تسعى المبادرة لانقاذ مركبهم واستنكر بعض المعلمٌين بالمدارس الحكومية اطلاق المبادرة بدون علم اصحاب الشأن .
تلك التصريحات وهذه النوايا ربما تعجل بنهاية الفكرة وزوالها ، بل ووضع ادارة التعليم الخاص بالولاية ذات نفسها في موضع حرج للغاية.
تساؤلات على طاولة وزير التربية بالولاية :
مدير ادارة التعليم الخاص بالولاية الاستاذ حامد الرضي لم يشهد المبادرة ولا احد يجزم بموافقته عليها ام رفضه للفكرة غير ان الاستاذ عبد الواحد حمد النيل وزير التربية والتعليم بولاية شمال كردفان حسب مصادر موثوقة اكد للاجهزة الامنية المختصة عدم علمه بالمبادرة او حتى اخطاره من اي جهة مما يؤكد براءته من (دس المحافير) واسكات بعض الاصوات التي اشارت الى تضامنه مع المعلمين بالمدارس الحكومية ، فيما نفت لجنة التعليم الحكومي عدم علمها بالمبادرة او اصدارها اي تصريح بالخصوص ما لم يصلها مكتوب رسمي يخاطب منسوبيها خاصة أن اعضاء المبادرة قدموا تصريحات اعلامية وتلفزيونية من خلال مؤتمرهم لم يتم بثها وهي تعتبر وثيقة معترف بها حال الاعلان عنها قد تتخذها لجنة المعلمين مأخذ الجد والرد عليها رسميا متى تطلب ذلك.
حلول مؤقتة ولكن :
الدكتور حيدر احمد علي كشف عن اضرار بالغة تترتب على اغلاق المدارس الحكومية بشمال كردفان مبينا ان الولاية سبق ان التزمت وحدها بالاضراب العام الماضي وتضرر التلاميذ منوها الى ان مبادرة التعليم الخاص لم تكن وليدة الصدفة فقد سبق ان قدم التعليم الخاص العام الماضي مبادرة ناجحة بتوفير مبلغ (530) مليون جنيه والمساهمة في حل مشكلة المعلمين لاستمرار العام الدراسي ولكنهم نكصوا بعد شهر واحد من المبادرة .
واضاف حيدر ان توفير مبلغ (1000) جنيه من كل تلميذ خلال الشهر بامكانه المعالجة وتوفير مطالب المعلمين بالمدارس الحكومية بالولاية في مراحلها الثلاث.
غير ان السؤال الذي يفرض نفسه هل يقبل المعلمون اصحاب الشان بذلك وهم غائبين محضر المبادرة .
وهل تحتمل المبادرة ان توفر كافة المطالب الثمانية من رفع الحد الادنى للاجور والانفاق على التعليم وتحسين البيئة المدرسية وتوفير البديل النقدي واذا توافقت الاطراف حول كل ذلك هل بامكان تلاميذ الولاية الجلوس لامتحان الشهادة السودانية لوحدهم في ظل تعثر العملية التعليمية في كل السودان.
كل تلك التساؤلات مشروعة ولا تقبل اي اجابة غير (نعم ) لانجاح المبادرة.
رئيس اللجنة التسيرية بالتعليم الخاص الدكتور حيدر احمد على يقول نعم مبررا ذلك بان الحكومة ووزارة التربية الاتحادية لم تعلن تجميد العام الدراسي وما تبقى من نهاية العام فقط اربعة أشهر وان الطلاب والتلاميذ وحدهم من يخسرون حين الاعلان عن الشهادة
السودانية في توقيتها المقرر في الاسبوع الاخير من مايو 2023.م ، فمن المسئول حينها عن خيبة تلك الاجيال ؟
توصيات اللجنة هل تقود الى الحل
ام يرفضها المعلمون ؟ :
مخرجات المبادرة اثمرت عن تكوين لجنة عليا تعنى بوضع التوصيات الخاصة بالمبادرة وطرحها على اصحاب الشأن للقبول او الرفض ، تلك اللجنة ضمت منسوبي المجالس التربوية بالمدارس الخاصة والمدارس الحكومية ..اعيان ولاية شمال كردفان..قطاع المرأة ..ومنسوبي منظمات المجتمع المدني والجهات ذات الصلة فهل تستطيع تلك الجنة الوصول الى توافق مع لجنة المعلمين الحكومي وتتسهم في انقاذ ما تبقى من العام الدراسي بالولاية ام تزيد الطين (بِلة).؟
التعليم عن بعد ..خيارات ممكنة :
بمدينة ام روابة حاضرة المحلية اطلقت مدرسة بشير احمد عبدالله (الانجليزية) الخاصة مبادرة تُعد الاولى من نوعها قبل وبعد التوقف عن الدراسة وذلك بابتكار طريقة التعليم عن بُعد (اون لاين) وبث تلك الحصص لعامة التلاميذ بالمراحل الدراسية بالمرحلتين الابتدائية والمتوسط مباشرة عبر موقع المدرسة بالفيسبوك وقروبات الواتساب .
وقال الاستاذ يوسف محمد طاهر الشيخ البرعي مدير المدرسة ان المبادرة تهدف لتوزيع فرص الاستفادة من قبل كافة التلاميذ المتابعين بالمحلية وغيرها خاصة ان المدرسة تضم عدد من المعلمين ذوي الخبرات التربوية الكبيرة في كافة التخصصات بعضهم معاشيين .
علما بان عدد كبير من التلاميذ من منسوبي المدارس الحكومية تأثروا كثيرا بالاغلاق المستمر للمدارس في ظل اضراب المعلمين بالمدارس الحكومية.