دعوة لمجلس السيادة بحل قضية لقاوة

بقلم: كنده غبوش الإمام _ عضو هيئة علماء السودان
الحمدلله رب العالمين خالق السموات والأرض والجبال الأوتاد وجعل الظلمات والنور وخلق الانسان وعلمه البيان والعاقبة للمتقين فلا عدوان الا على الظالمين، والصلاة والسلام علي رسول الله الأمين الذى شرفه الله وبعثه رحمة للعالمين، أما بعد، هذه مشاهد بعيداً حول السياسية وقريباً من العمل الانساني للفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قال تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة/60} قال رسول الله (ص) (لا تزال هذه الأمة بخير ما قالت صدقت واذا حكمت عدلت) صدق الرسول الكريم، ولهذا وذاك نظر الاسلام الى المسلمين بإعتبارهم أمة يتكون منها ما عرف بإصلاح الناس الآن (الدولة) فأعتبر فيهم مزايا ومقومات هى سر العظمة والمجد والقوة التى كانت طابع الدولة الاسلامية فى عهد الصحابة الأجلاء وأهم هذه المقومات اربعة هي: 1/ الإخوة الدينية لذلك لم يعتبر الاسلام فى تكوين الدولة بالجنسية ولا بالعنصرية ولا بالقبلية ولا بالمواطنة ولا بالحزبية فى وطن معين كما آلفته الاوضاع البشرية للدول الآن، فقد راى أن هذا ينافي عالمية الاسلام وأن يكون الاسلام هو الوحدة المشتركة بين الامة الاسلامية فى مشارق الارض ومغاربها لذلك فكانت الاخوة الدينية بين المسلمين هى تعبير عن هذه الوحدة المشتركة قررها القران الكريم، قال تعالي (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الحجرات/10} وقررها رسول الله (ص) (المسلم أخو المسلم) وربطت هذه الاخوة بين قلوب المسلمين حتى اصبحوا اسرة واحدة كبري اخوة متصافحون بينهم شعارهم (المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحتقره، ومن كان فى حاجة اخيه كان الله فى حاجته) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضاً، لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه دعاؤهم، قال تعالي (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {الحشر/10}، 2/ التكافل الاجتماعي، من لزوم الاخوة بل ابرز لوازمها هو شعور الجميع بمسئولية بعضهم علي بعض وأن كل واحد منهم حامل تبعيات اخيه يسأل عن نفسه ويسأل عن غيره وقد حث القران الكريم على هذا التكافل وأطلق عليه جملة من العناوين منها على سبيل المثال الاحسان (الزكاة، الصدقة، حق، إنفاق) كل ذلك فى سبيل الله ولعل اوضح شاهد لذلك ما شرعه الاسلام فى اخر شهر رمضان من كل عام بإسم (زكاة الفطر) 3/ الشوري، أما الشوري فهى اساس الحكم الصالح الى تبين الحق ومعرفة الاراء الناضجة امر بها القران وجعلها عنصراً من العناصر التى تقوم عليه الدولة الاسلامية، ففى القران الكريم سورة عرفت بإسم (سورة الشوري) وقد سميت بذلك لأنها السورة الوحيدة التى قررت الشورى وبها الحكم بالعدل والإنفاق في سبيل الله ثم عنصر العزة بالانتصار على الباطل والعدوان، قال تعالى: (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) {الشورى/36} وقد نزلت هذه الآية بعد أن اصيب المسلمون فى غزوة أُحد بما اصيبوا أمر الله رسوله (ص) بمشاورة اصحابه فيما يطرأ لهم من الشئون ربطاً وتقريراً لما يجب أن يكون بين المومنين حسن التضامن فى سياسة الأمور وتدبير الشئون وذلك بالشوري. 4/ العدل، لقد كان فى اول ما قرره الاسلام حفظاً لكيان المجتمع البشري مبدأ العدل بين الناس جميعاً أهتم به القران الكريم وحذر مقابله وهو الظلم حتى مع الأعداء قال تعالى: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {المائدة/8} هكذا امر القران الكريم بالعدل امراً عاماً دون تخصيص بين طائفة واخرى والعدل هنا نظام الله وشرعه فالناس عباده وخلقه يستون فيه ابيضهم واسودهم أمام عدله وجعل بين الناس هو الهدف من بعث الرسل وإنزال الشرائع والأحكام وللعدل منافع كثيرة فى القران الكريم على سبيل المثال العدل فى الشئون الخاصة والعدل فى الوراثة وفى الوثائق أمر به الحكم بين المتخاصمين لدى القضاة واعتبره نوعاً من اداء الامانات قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا {النساء/58} كتبنا كل هذه الخواطر على هامش ما كتبناه عبر الانتباهة حول مشاهد فى مهرجان الصندوق القومي لرعاية الطلاب تكريماً لذوي الاعاقة الذى كان برعاية نائب رئيس مجلس السيادة القائد العام لقوات الدعم السريع الفريق حميدتي، وعلى أثر ذلك تلقينا عشرات من رسائل الاشادة بالفريق حميدتي من بعض منظمات المجتمع المدني وغيرهم من الذين استفادوا من المساعدات المختلفة دعماً من الفريق حميدتي وخاصة من منظمات اصحاب الاحتياجات الخاصة ومن الحاجة عوضية عبده المشهورة بـ (عوضية سمك) صاحبة محلات الاسماك بامدرمان وهى من ذوي الاعاقة وتدير منظمة لرعاية ذوي الاعاقة من النساء وتطلب من نائب رئيس مجلس السيادة رعاية منظمتها وطلب آخر من الاتحاد العام لمعاشي صف الضباط والجنود بقوات الشرطة وذلك برعاية المعاقيين من منسوبي المعاشيين من الرتب الأخرى، ومناشدة اخرى للفريق حميدتي من مظاليم قضاة الدلنج من الفقراء الذين تم مصادرة محلاتهم التجارية بالسوق الكبير لصالح خدمات اسر القضاة منذ عام 2017م وحتى الآن ويطلبون منه التدخل لدى رئيس السلطة القضائية لإعادة هذه المحلات لأصحابها قبل فوات الآوان، كما نناشده بتوجيه الأمين العام لديوان الزكاة الاتحادي بتوفير الميزانيات ووسيلة الحركة والسماح لنا بالاقامة فى استراحة الزكاة بالدلنج لمتابعة مبادرة أمراء واعيان ولاية شمال كردفان للإصلاح بين النوبة والمسيرية حول أحداثهم الدامية بلقاوة، ونذكر الأمين العام لديوان الزكاة الاتحادي نحن أبناء النوبة أصل الحضارة السودانية أحفاد السلطان عجبنا ولا نعرف ثقافة التسول والشحدة والغدر والخيانة، كما نناشده بتوجيه وزير التعليم العالي والبحث العلمي بإعادة نظام (إضافة 10 دجات) لطلاب الشهادة السودانية من ولاية جنوب كردفان والاعفاءات بالجامعات الحكومية كما كانت تحددها الوزارة فى السابق، وخاصة لأبناء النوبة النازحين بالولايات الاخرى وتمتد مناشدتنا للفريق بتوجيه وزير الداخلية المكلف المدير العام لقوات الشرطة بأن ينصفني من ظلم ادارة المعاشات.
ختاماً هذه دعوة نجددها لقادة مجلس السيادة بضرورة التدخل السريع لحل قضية لقاوة حتى ينعم الكل بالاستقرار والامن والرفاهية.. اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد وكفي بالله شهيداً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.