بقلم: كنده غبوش الامام _ عضو هيئة علماء السودان
قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {القصص/5}) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا) أما بعد سُعدنا ورحبنا ترحيباً حاراً بعودة مرشد الطريقة الختمية رئيس حزب للاتحادي الديموقراطي الاصل زعيم الأمة السودانية مولانا محمد عثمان الميرغني الذى عاد مؤخرا الى ارض الوطن وتعتبر عودته بمثابة عودة الروح السياسية الى المجتمع السوداني ودفعة قوية للوفاق الوطني وإخراج البلاد م حالة عدم الاستقرار الى اجواء السلام والتعايش السلمي وجمع قوى الاحزاب الساسية المتناحرة على صعيد الحوار السوداني السوداني ونحن أهل جبال النوبة بالرغم من غيابنا حول المشهد السياسي بالسودان ومع ذلك نشهد لمولانا الميرغني مساهماته الوطنية المقدرة فى مساندة قضايا جبال النوبة بصفة خاصة وقضايا السودان عامةً ونؤكد هنا ولكل الشعب السوداني والمجتمع الدولى ان مولانا السيد على الميرغني الاب كان هو الذى شيد اول معهد للتربية بالدلنج بجبال النوبة على نفقته الخاصة ولكن أكثر الناس لا يعلمون وكان ذلك فى الاربعينات من القرن الماضي والذي تحول الآن الى جامعة الدلنج وهذا المعهد كان قد ارتفع بشعب النوبة بالمستوى العلمي والحضاري والاجتماعي والثقافي والاقتصادي وكان بمثابة منارة علمية على قمم جبال النوبة آنذاك وأبناء النوبة خرجوا من هذا المعهد من ظلمات الجهل والوثنية الي نور الاسلام والعلم ، وكان لمولانا السيد على الميرغني ايضاً الدور الكبير في مشاركة النوبة فى الخدمة المدنية وبالقوات المسلحة والشرطة وبالسلطة القضائية واساتذة فى الجامعات المختلفة وبالنيابة العامة وبديوان المراجع العام ورجال الدين الاسلامي والمسيحي وبالإدارة الاهلية وكل مناحي الحياة العامة ، وكان ايضا مسانداً لأبناء النوبة فى البرلمان السوداني الاول والذى من داخله نال السودان الاستقلال الوطني بمشاركة عضو البرلمان المك نصر الله صارمين وانضمام قبادات النوبة للحزب الوطني الاتحادي حزب المثقفين آنذاك ومن بعده الاب فيليب غبوش عضواً بالجمعية التأسيسة والذى قدم إقتراحاً وتم بموجبه إسقاط ضريبة الدقنية عن رجال النوبة وفى هذا الاطار ايضاً أصبح الشيخ الخليفة نايل النور أول نوباوي من كبار خلفاء الطريقة الختمية وبواسطته شيد مولانا السيد على الميرغني أول مسجد بالدلنج وإختيار مولانا القاضي محمد الامين القرشي قاضياً وداعياً للدعوة الإسلامية التي شملت (99) مناطق جبال النوبة وأمتدت الي جنوب السودان والي جبال الانقسنا بالنيل الازرق وحتى الي دول الجوار الافريقي وكان للزعيم الراحل اسماعيل الازهري اول رئيس للحكومة السودانية بعد الاستقلال هو الاخر افسح المجال لابناء النوبة للمشاركة فى السلطة وانتشروا في كل انحاء السودان وساهموا في تنمية وإعادة اعمار وطننا السودان ومناطق جبال النوبة بصفة خاصة قبل تقسميها الى ثلاث ولايات شمالاً وجنوباً وغرباً، وكانت جبال النوبة حينها من المناطق الأمنة والضاجة بالموارد الزراعية وغيرها واستضافت كل اهل السودان وخاصة من دول الجوار الافريقي من الفلاتة والهوسا والبرقو والبرنو …. الخ. وساهموا مع إخوانهم النوبة فى مشاريع الزراعة الآلية والتقليدية وفى مؤسسة جبال النوبة الزراعية العملاقة، كما نشير هنا الى مساهمة مولانا محمد عثمان الميرغني الابن في إرساء قواعد السلام والاستقرار في جبال النوبة وخاصة عندما وقع إتفاقية السلام مع العقيد جون قرنق والتى بموجبها عاد الزعيم المناضل الاب فيليب عباس غبوش الى ارض الوطن من المنفي آنذاك ولمولانا محمد عثمان الميرغني مساهمات فى حياتنا بجبال النوبة عديدة لا تعد ولا تحصي ولذلك هذه البشريات لشعب النوبة بأن شطري جبال النوبة ستعود الى حضن الوطن واسمها الي خارطة وطننا السودان الذي باسمه كتبنا ورطنا ، وبمساندة مولانا محمد عثمان الميرغني الذي نأمل بأن يتفق مع الحلو لإعادة جبال النوبة موحدة كما فعل مع العقيد جون قرنق في السابق ولمناصحة رئيس مجلس السيادة ونائبه بوقف قتل النوبة بولايتي جنوب وغرب كردفان والولايات الاخرى وسحب قوات الدعم السريع من جبال النوبة ونزع السلاح من ايدي القبائل وايضاً من جبال النوبة وكذلك مناصحة رئيس السلطة القضائية بالسودان لإعادة دكاكين الدلنج المصادرة لصالح خدمات القضاة الى اصحابها تحسباً من نتائج وخيمة وخطيرة ربما تحدث كارثة انسانية بالمدينة ومناصحة ثالثة لرئيس النيابة العامة بالسودان بتقديم قادة الادارة الاهلية بولايتي جنوب وغرب كردفان للمحاكمة حول الاغتيالات التي تعرض لها اهل جبال النوبة بالولايتين دون محاسبة للذين ارتكبوا هذه الجرائم البشعة ضد الانسانية بجبال النوبة.
ختاماً قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران/104}) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة : قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ، ولرسوله ، ولإئمة المسلمين ولعامتهم) صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
اللهم انى قد بلغت اللهم فأشهد وكفى بالله شهيداً والله من وراء القصد.