لماذا لا تغرق المناقل؟! ويغرق كل مشروع الجزيرة لماذا لا تجتاح السيول والأودية كل قرى السودان ومدنه.. بل لماذا لا تتجدد نكبات البلاد في جميع مناحي التنمية والبنية التحتية.
لقد أعملت أيادي العابثين على تفكيك وزارة الري وزراعها الخدوم وحدة تنفيذ السدود على عجل فصل وتشريد للخبرات دون وعي أو فكرة غير حظوظ النفس والإرتهان للأجندة الحزبية .. فقد تم تشريد الخبرات التي تم تأهيلها وتدريبها بأموال الشعب السوداني الذي كان ينتظرهم لمثل هذا اليوم ولأيام قادمات.. أن يهبوا إلى نجدته وأن يجدوا له مخرجا من كارثة السيول التي أحاطت بكل بلادنا إحاطة السوار بالمعصم .
كانت إستراتيجية وزارة الري عبر وحدة تنفيذ السدود تقوم على إنشاء السدود الواقية للمدن والقرى لأجل أن تقوم مقام المصدات الطبيعية للسيول الجارفة التي تأتي نتاج الأمطار الموسمية عبر الأودية والخيران .. ولأجل الاستفادة القصوى من مياه الخريف في وقت الصيف حيث الحوجة الحقيقية للمياه والمرعى وقد نجحت في ذلك في عدد من الولايات.. فقد ظل العاملين في هذه الوحدة الفتية يسخرون ما يملكون من آليات للبناء والعمل والتنمية و أزالة الاضرار وإقامة المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية.. كذلك يسخرون الإرادة الصادقة التي ميزتهم عن غيرهم .. فقد أدركوا مبكراً محبة هذا البلد ومحبة إنسانه .
بالرغم من ذلك أعملت إرادة العابثين عبر ( لجنة خاصة) قيل أن تفويضها من مجلس الوزراء.. على تفكيك هذه المؤسسة رغم أنها كانت راسخة كالجبال تمثل إرادة أهل السودان المتطلع للنهوض والمستقبل الكريم.. منذ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا.. فقد.. أعمل الهدم والتفكيك والتشريد لجميع الخبرات دون خشية.. ودون أن يطرف لهم جفن أو يصحي لهم ضمير .. بين ليلة وضحاها وجد ما يقارب ال (520) من المهندسين والفنيين والاداريين انفسهم في الشارع الفسيح.. في سابقة تاريخية لم تعرف مثلها الخدمة العامة في بلادنا بدعوي انتهاء الأعمال وهيكلة الوزارة التي أصبحت هيكل دون هيكلة من بعد ذلك.. قوبل القرار بصمت مريب ورد فعل عجيب من جميع الجهات التي تقوم على أمر البلاد.
سيذكر التاريخ لكم ذلك وسيظل مفصلو وحدة السدود الذين لم تكتب لهم العودة حتى الآن يدفعون عن حقوقهم بالقانون وسيظل الفرق شاسع بين المواطن المتطلع لخير شعبه والناس أجمعين وبين غيره الذي يرهن كل شيء للنفس و الشيطان.
الان تتباكون وتبحثون عن إجابة عن أسباب كارثة المناقل والكوارث كثر .. الإجابة هي هذه الفوضى التي سكت عنها الجميع حيا أو مؤامرة فلم يجد مظلمو السدود الا أبواب القضاء مشرعة فمضوا نحوها في يقين ان الله ناصرهم وقد كتب على نفسه نصرة المظلومين ولو بعد حين.
بالرغم من ذلك يظل هؤلا المهندسين والفنيين والاداريين كتابهم معلوم لكل شعب السودان الذي عرفهم .. بسد مروي ، وتعلية الروصيرص، وستيت وأعالي عطبره، ومياه القضارف، بجانب منظومة الطرق والجسور، والمطارات ، المدن السكنية، والمستشفيات ،
حيث رفعت وحدة تنفيذ السدود نسبة تخزين المياه في السدود من (3) مليار الي (20) مليار متر مكعب ونسبة التوليد المائي في الكهرباء من (1.500) إلى (8.500) قيقاواط ساعة.. في جانب مشروعات حصاد المياه نفذت (38) سد و(500) حفير و (700) بئر تعمل بالطاقة الشمسية في كافة ولايات السودان وقد ساهمت بصورة مباشرة في عمل مصدات طبيعية للمدن والقري من السيول والامطاو بجانب عودة النازحين واحتواء النزاعات القبلية وتوطين المرعى وتوفير مياه الشرب للإنسان والحيوان والزراعة لا سيما في دارفور وكردفان والنيل الأبيض و القضارف والخرطوم
تظل الحوجة متجدد لعمل عملاق لاغاثة المنكوبين ومنع الضرر عنهم أو لفتح آفاق جديدة للتنمية في المستقبل القريب وما زالت الأيام واعدة وهي تخبي الكثير .. لذلك إنتبهوا لأمر هذه الوحدة والبلاد تفتقر لمن يحسن تحويل المحنة إلى منحة والنغمة إلى نعمة لأجل أن يحسن توظيف كل نقطة مياه تجري عبر النيل أو عبر الخيران أو الوديان فيوجد لها مكان يهتز ويربوا لفائدة الانسان والحيوان .. بل حتى يكون حديث الخبراء عن ثلاث مواسم للزراعة حديث مجيد ..و عن سد النهضة كذلك .. أدركوا هذه المؤسسة الفتية التي مازالت تملك الكثير من سمعة طيبة مع الممولين والمقاولين وأصحاب العمل.. فهي مخرجكم من الكارثة وزراعكم للتنمية والنهوض.. لانها تملك الخطة و خارطة طريق.
دمتم بخير.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.