عقيد شرطة : مرتضي العالم يكتب : جمال المعاني والمباني

هاتفني أحد الزملاء وتجاذبنا أطراف الحديث الذي كان قمة في روعتة وغاية في جماله فما أجمله من حديث انداح عذوبة ونقاءا وما أصدقه من حديث تضمخ وتعبق بعرق البذل والعطاء ممزوجا بدموع الفرح والبكاء تطوفنا بحديثنا الذي سارت به القوافل والركبان تجوب مختلف الأرجاء والأنحاء بولاية الجزيرة أرض الخير والعطاء مبشرة بميلاد عهد فريد وبزوغ فجر جديد يشع نوره بريقا ويلمع ضياءا موشحا ومتدثرا بأجمل معاني التضحية والفداء إسترسلنا بالحديث وكان محوره إكتمال العمل بمجمع خدمة الجمهور (الجوازات) بمدينة ود مدني الجمال التي لا تستحق إلا كل (جمال) المطل علي شارع النيل فزاد المكان ألقا وسحرا وجمالا بمساحة بلغت (3000) م مربع ويضم عدد( 13) مكتب إداري بجانب صالة ضخمة لمعاملات الجمهور مجهزة بأحدث التقنيات ووسائل الراحة بمساحة (400) م مربع كما يضم ايضا قاعة إجتماعات وقاعات طعام وميز سكن للضباط وصالة مشاهدة ومطابخ للطعام ذلكم الصرح العملاق الذي أنجز في وقت وجيز وفي ظروف إستثنائية حرجة تمر بها البلاد معلومة للجميع حتي أصبح مثل هذا الإنجاز في زماننا هذا من رابع المستحيلات علي شاكلة العنقاء والغول والخل الوفي وفوق هذا وذاك الظروف الإجتماعية والأسرية الحرجة التي ألمت بصاحب هذا الإنجاز ويعلمها القاصي و الداني تمثلت في فقدانه لوالده وشقيقه في يوم واحد وما أعظمه من إمتحان وإبتلاء نسال الله لهما الرحمة والمغفرة فقد كانا رموزا من رموز الشرطة ورغم هذا الفقد الجلل والمصاب العظيم الذي أصابه وهو في غمرة إنشغاله بهذا العمل إلا أن ذلك لم يعيق طريقه ولم يفت في ساعده فقد سار في هذا الأمر ماضي العزيمة نافذ الإرادة حاسم ورابط الجأش لا يعرف المستحيل له سبيلا حتي تحقق حلمه الذي راوده فجاء تأويله مطابقا لواقعه الذي أصبح حقيقة وما أجملها من حقيقة أدخلت البهجة والسرور في نفوس مواطني الجزيرة فما كان هذا الإنجاز والإعجاز إلا نتاج جهده وثمرة عزمه ومثابرته تخطيطا وتواجدا وإشرافا مهندسا مع المهندسين ومقاولا مع المقاولين وعاملا مع العاملين فمن تواضع لله رفعه لله درك من رجل سعادة العميد شرطة جمال عبدالوهاب العوض (الصقري) مدير جوازات ولاية الجزيرة لك التحية ولأركان سلمك من الضباط وضباط الصف والجنود وأنت تنجز وعدك وتوفي بعهدك بتكريم مواطن هذه الولاية رائد العلم والمعرفة وعنوان الحضارة والتمدن والرقي والمعرفة والتطور الذي يستحق كل جميل فقد ناله من الظلم ما ناله من إنعدام الخدمات وتردي أوضاعه المعيشية فهجر أرضه وأهله جراء ذلك ميمما وقاصدا شطر العاصمة الخرطوم التي أصبحت قبلة يحج اليها طالبي إستخراج الأوراق الثبوتية خصوصا الجواز الذي أصبح بفضل هذا الإنجاز متاحا بصورة ميسرة لمواطن الجزيرة والولايات المتاخمة لها مما يخفف كثيرا الضغط علي المركز بالخرطوم ولا شك أن عملية التوسع هذه بالإنفتاح علي الولايات مصحوبة بتطوير وترقية الأداء تأتي متسقة مع توجه وسياسة رئاسة قوات الشرطة في تقديم الخدمات للمواطنين ونثق في دعمها ودعم الإدارة العامة للجوازات والهجرة لهذا المشروع حتي تكتمل جميع مراحل إنتاج الجواز بهذا المجمع ولا ينقص ذلك إلا موضع لبنة تتمثل في ماكينة إنتاج الجواز (مصنع الجواز) كما لا يفوتنا أن نسوق التهنئة للسيد اللواء شرطة محمد الأمين الطاهر مدير شرطة ولاية الجزيرة قائد المسيرة وراعي هذا المشروع وداعمه فقد خلڤتم بذلك ذكري عطرة سطرتم فصولها بأحرف من نور وسيظل هذا الصرح شاهدا وقائما عليها فما أعظم الإنسان عندما تنبئ عنه أفعاله وتتحدث عنه إنجازاته وما أعظم ذلك عندما يتعلق بقضاء حوائج الناس والتيسير عليهم فقد`حبب الله اليكم الخير وحببكم إليه فطوبي لكم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.