عقيد شرطة مرتضي العالم يكتب .. تفويج وتتويج

لعهود قريبة مضت بألامها ومآسيها ولياليها الحوالك كانت طرق المرور السريع مسرحا للحوادث المرورية المميتة والمقيتة والتي غالبا ما تتزامن مع حلول الأعياد والمناسبات الدينية حيث تكتظ هذه الطرق بالسيارات الخاصة والعامة في هجرات جماعية للولايات ثم عودة عكسية للعاصمة بعد إنقضاء فترة الأعياد فكثيرا ما أحتفظت الذاكرة بمشاهد دموية بلغت من الفظاعة والبشاعة مبلغا لا يمكن تصوره أو نسيانه تسببت فيها عمليات التخطئ الخاطئ والسرعة الزائدة في طرقات إفتقرت للحد الأدنى من المواصفات الهندسية والخصائص الفنية لأن تكون طرقا آمنة وجاهزة لعبور السيارات فيها وبتفاقم عدد الضحايا والمصابين جراء ذلك إستشعرت الإدارة العامة للمرور مسؤوليتها لتحقيق معايير السلامة المرورية فدقت ناقوس الخطر وكثفت من حملاتها التوعوية والإرشادية مع فرض إنفاذ القوانين الرادعة والنظم التي تضمن تقليل نسبة الحوادث والأثار البشرية والمادية المترتبة عليها تفتقت هذه العبقرية المرورية وتوافقت مع تحقيق الأشتراطات المرورية معلنة بميلاد فكرة تفويج المركبات بعد مخاض عسير وإعتمادها سياسة نجحت لحد كبير في كبح جماح الحوادث المرورية وضبط حركة السير الأمر الذي أفضي لتقليل نسبة الحوادث وإنخفاص معدل الوفيات والإصابات الناتجة عنها فنجاح هذه التجربة المميزة والفريدة إنما يعزز ثقة المواطنين في قوات الشرطة بأنها القيم والضامن للحفاظ علي أرواحهم وممتلكاتهم كما أنها تعد بمثابة تتويج لجهود مضنية ومساعي حثيثة ظلت تضطلع بها الإدارة العامة للمرور لتثبيت دعائم وقواعد السلامة المرورية بمباركة ودعم رئاسة الشرطة الراعي الأول والرسمي لمثل هذه البرامج ويأتي تدشين السيد وزير الداخلية المكلف مدير عام قوات الشرطة لتفويج المركبات لهذا العام بحضور السيد مدير الإدارة العلامة للمرور وأركان سلمه مؤكدا لهذه المعاني والدلالات ومجسدا لتلاحم الشرطة مع المواطنين فالشرطة لا تنفصل عن المجتمع فهي منه وإليه تعمل علي رعاية مصالحه وتحقيق امنه وإستقراره كما ان عملية التفويج هذه هي بمثابة تتويج لهذه الهامات والجباه لأؤلئك الرجال المتدثرين ببياض الثياب والمتصفين ببياض القلوب من منسوبي شرطة المرور الذين ما يزالون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء متعرضين لحرارة وسخونة الصيف الحارقة وزمهرير وبرد الشتاء القارص علي مدار الساعة في تجرد ونكران للذات دون كلل أو ملل هذ العصبة والزمرة التي مافتئت تحمل هم الوصول الأمن لكل مستخدمي وشركاء الطريق إلي أهليهم وذوويهم سالمين غانمين (أوصل سالم) كما جاء بشعار التفويج لهذا العام فهي دعوة ومناشدة صريحة للسائق الكريم لإتباع إرشادات المرور مهما طال عليه وعثاء السفر وكآبة المنظر ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.