حول الفكرة.. الجقر وشكسبير.. صراع في “سكة ضياع”

الخرطوم : علي الطاهر – علي الطاهر
الفكرة في الأعمال الدرامية هي تلك النطفة التي توضع في رحم الواقع، تحتاج إلى حاضنة وحبل سري يغذيها حتى تنضج وتكبر وتصبح عمل درامي عملاق مثلما حدث للمسلسل السوداني الضجة (سكة ضياع) الذي يعرض حالياً على عدد من القنوات الفضائية المحلية، وحقق نسبة مشاهدة عالية نسبة إلى ارتباط القضايا التي تناولها بجرأة بالواقع الاجتماعي ولها تأثير مباشر على الحياة مثل المخدرات، 9 طويلة، فاقدي السند والنفاق الاجتماعي..


ولكن المسلسل الذي غامر فيه المنتج الدكتور/جلال حامد وأنفق عليه أموالاً طائلة ورفد الساحة الفنية بممثلين ونجوم جدد، بالإضافة إلى تقديم مخرج شاب طموح وعدد من الكوادر العاملة الناجحة تعرض إلى مستوى نقد منخفض قبل يتم التشكيك في شرف الفكرة والتي وضعت بطل المسلسل الفنان “أحمد الجقر” داخل قفص الاتهام، وهي أمور قد تحدث عادة في أي عمل بلغ النجاح وربما عكس ذلك..


ولم يشكك الممثل – عوض شكسبير- في ذمة مسلسل “سكة ضياع” فحسب، وإنما نسب الفكرة إلى أسرة أعماله الدرامية، وأن هناك صلة رحم قوية تربطها بعائلة منتجاته الفنية، وأطلق تلك الاتهامات على الهواء مباشرة و لصقها على حائط حسابه الشخصي بمنصة التواصل الاجتماعي فيسبوك بأن مخرج سمة ضياع هيثم الأمين والبطل أحمد الجقر تغولا على فكرته (حبل سري)، وكتب شكسبير وهو ممثل ومؤلف : (لقد صبرت كثيراً.. فقط نريد إثبات الحق، وإعادة الحقوق إلى أهلها، وما هكذا تساق البعير يا صديقي أحمد الجقر)..

ولم ينتظر بطل المسلسل والفنان “أحمد الجقر” كثيراً للرد على شكسبير حيث نفى بسرعة تلك المزاعم وأكد أن الفكرة لا علاقة لها بحبل سري وقال الجقر لليوم التالي : كيف سرقت فكرة شكسبير وزوجته الممثلة “ميرفت الزين” كانت ضمن الكاست الذي سيشارك في العمل ولم تصل معهم إلى إتفاق بخصوص الأجر المادي، وأضاف” الجقر” إن مزاعم فكرة سكة ضياع هي حبل سري غير صحيحة..

ومن ناحيته أمن منتج المسلسل الدكتور “جلال حامد” في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي بقاعة مركز “اماروس” أن فكرة المسلسل جاءت عندما التقي بالفنان أحمد الجقر على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وهو كان في رواندا، وعندما عاد إلى السودان التقى الجقر وأنزل فكرة المسلسل على أرض الواقع وصرف على ذلك العمل الناجح مبالغ مالية طائلة، وعلى المنصة نفسها تجاهل بطل سكة ضياع “أحمد الجقر” الحديث حول الصراع عن الفكرة وتحدث أمام الإعلام والصحفيين عن الدور الذي قام به وكشف عن تعاطفه مع فاقدي السند وطالب بمساعدتهم ومد يد العون لهذه الفئة،فيما قال المخرج هيثم الأمين أن المسلسل خلاصة قصص واقعية موجودة في الشارع السوداني..

الصراع بين الجقر وشكسبير حول فكرة “سكة ضياع” ملأت الاسافير، و ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك مواقع الأخبار والسوشيال ميديا ونالت زخماً غير عادي، وهذا ما دفع بالممثل شكسبير يظهر مجدداً ويطالب بمناظرة جادة بينه وبين الشاعر هيثم الأمين حول تأليف مسلسل “حبل سري” سكة ضياع، مما يؤكد أن الاتهام يشمل المخرج والبطل وليس الجقر وحده..

الصراع المحتدم بين الجقر وشكسبير في منصات التواصل
الاجتماعي سيما الفيسبوك، لم يقلل من نسبة المشاهدة أو يصرف نظر الجمهور عن متابعة الحلقة 26 من مسلسل سكة ضياع، الذي يكسب في كل مرة مجموعة جديدة من العيون المعجبة بهذا العمل السوداني الخالص..

ويرى بعض النقاد الفنيين ورجال القانون منهم “القاسم جبال” المحامي إن هذا النوع من النزاعات الفكرية مكانه ليس منصات التواصل الاجتماعي والفيسبوك، وإنما داخلك أروقة الملكية الفكرية والأسبقية لمن قام بتسجيل العمل الفني المدعى به أولاً وفق الضوابط، وهذا لا يعني ان هناك توارد خواطر، وأن الأفكار قد تتشابه، ودرءاً لمثل هكذا صراعات كان قانون الملكية الفكرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.