مقاربات _ د.مريم رضوان يكتب : الأذرع الإعلامية لبلاط السلطان


أجمل ماقال دوستويفسكي في وصف الطلاق الكاثوليكي، بين النص والمثقق، عندما تحدث عن” تورغينيف”ذلك الذي يكتب، كي يجعلنا نعرف إنه يستطيع أن يكتب. يظهر هذا الطلاق حديثا في الكتابة الصحفية التي أصبحت لها أيادي مطلوقة، أدت إلي تراجع المسؤولية تجاه الكلمه وغابت المساهمات التي تحظى منها بمصداقية، لاتتماهي مع المحتوي والتمييز بين الموثوق منها والمفتعل الكاذب. والإنسياق في لعبة السياسة. لهذا لا غرابة إذا صار إعلام اليوم مجرد أداة طيّعة، لتصفية الحسابات رهينا لإمزجة القادرين على الشراء، بعد أن كان الإعلام وسيلة إنسانية لنقل الحقائق . كانت الكتابة الصحفية لها قيم أخلاقية مقدسة، ولكن البعض تخلي عن أداب وسلوكيات المهنه، ليكونوا أذرع إعلامية تبيع قلمها وضميرها المهني بنظام الدفع المسبق، لجهات ما خلف الكواليس تحظي بتمويلها. لذلك يكتبون بما تهواه وماترغب فيه دون قناعاتهم، وتجتهد هذه الأذرع في إثبات الفاعلية والولاء عبر نقض المعايير المهنية، وتقويض الاعتبارات الأخلاقية . بتغيير سياساتهم التحريرية وتخرج من عالم الإعلام المهني، وتستقر ضمن آليات الدعاية الصفراء لأنفسهم بحكايات لايستفيد منها القراء. وتتغير الكتابات من الرصانه الي قصص دمي متحركة تحكي عن امور ذاتية، باقلام معوجه بعيدا عن المضامين الموضوعية، و تناول قضايا يؤثر سلبا في المعالجات الصحفية .
تعدد إعلام الظل ذا الفواتيرالمدفوعه بتبعيته لجهات موبوءة، تعمل علي إشعال نيران الشتات والفرقه لها أجندته التي لاتخلو من أفكار محمومه ومؤامرات، تملي علي هؤلاء مد حبال الود معهم من خلال المقابلات .ويتم إستغلالهم كاداة لينة، تابعة، ورخيصة برسم المسار بموجهات لاتخفي عن الكل . لذلك أصبحت الكتابه الصحفية بلا تأثير لاتليق بمكانة الكتابات الرصينة، وترديها يتضح في إلاستهلاك الكلامي، تحاول ان تلفت الإنتباه إلى محتوي معين، لمجرد خلق ضجه أو إبراز قضية ما تفتقر لمكونات المواضيع الناجحة. ومحاولة البعض صعود نجمهم إعتمادا علي تشويه الحقائق، وإشاعة الكراهية. تم شراء ضمائرهم وترك قلمهم لغيرهم ويكتفون فقط بالتوقيع. وجعلهم من انفسهم مثالا عندما لا تكون لديهم حبال تربطهم بالموضوع، وربطه بين القارئ لمنتجات تحريرية بعيدا عن أخلاقيات المهنة، هؤلاء ساهموا في تقويض الصحافة وتفكيكها بشكل منهجي . من الأسلم أن توجد لوائح متضمنة، لمعايير توجيهية تضع النقاط على الحروف، وتحمي الصحفيين من الأخطار التي تمثلها هؤلاء الاذرع الاعلامية .وأن يرشدوا خطاباتهم بالالتزام بأخلاق المهنة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، على المصالح الشخصية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.