دعوة الى رئيس القضاء لإزالة ظُلم القضاة بالدلنج

بقلم: كندة غبوش الإمام

موسى جبر محمود والى جنوب كردفان

الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين فلا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على رسول الهدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لطفاً سعادة رئيس القضاء الموقر السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته من الدلنج عروس الجبال فى الزمن الجميل المحلية الارملة الآن بولاية جنوب كردفان فى زمن القحاتة زمن الظلم والظالمين الخ…، وبعد، انتم ايها السادة والسيدات اهل الشمال المسلم قادة وحكام هذا السودان الذى باسمه كتبنا ورطنا شئنا ام ابينا وخاصة نحن اهل جبال النوبة اصل الحضارة السودانية الاكثر ظلماً وتهميشاً بالنزوح قسراً الى ولايات اخرى ومصادرة ممتلكاتنا المختلفة وذلك بالحروبات وبغيرها، خاصة بولاية جنوب كردفان وفى وطننا الصغير جبال النوبة الاوتاد الراسيات الشامخات منذ الازل وحتى قيام الساعة وبذلك نذكركم ان نفعت الذكرى ان المولى عز وجل اختاركم وولاكم امر هذه الامة وخاصة ايها السادة القضاة اهل العدل والعدالة ولا اعتراض لنا فى امر الله ولا نخرج فى المظاهرات ونطالب بالديموقراطية والعلمانية بديلاً لشرع الله ونحن امة محمد صلى الله عليه وسلم الذى جعلنا الله امة وسطاً، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) البقرة (143)، ولاشك انكم تعلمون ان الاسلام بكل مقوماته حرم الظلم

كندة غبوش الامام _ المرشح الرئاسي السابق

وفى الحديث القدسي قال تعالى انى حرمت الظلم على نفسي، فكيف ان الله حرم الظلم على نفسه وانتم ترضونه لانفسكم، والاسلام يدعو الى اسمى معاني الوحدة وجمع شمل الامة، قال تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المومنون (52) وقوله (ص) (المسلمون تتكأفا دمائهم ويسعى بذمتهم ادناهم ويجبر عاليهم اقصاهم وهم يداً على من سواهم) وقوله ايضا صلى الله عليه وسلم (ما من امرئ مسلم ينصر مسلماً بموضع ينتهك فيه وتستحلُ فيه حرمته الا نصره الله فى موطن يحب نصره) لذلك نحن النوبة المسلمين كنا ولا زلنا وسنظل نؤمن اننا إخوة لكم فى الاسلام ولكن للاسف على ارض الواقع لا نجد منكم هذه الاخوة وقد صدق محامي لجنة إزالة التمكين المحامي وجدى صالح بأننا لا نشبهكم ومع ذلك نؤمن إيمانا قاطعاً اننا إخوانكم فى هذا الدين مهما ظلمتونا وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعليه نذكركم فإن الذكرى تنفع المومنين (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء (58)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) فى هذه الايه وصف الامام القرطبي رحمه الله بأنها امهات الاحكام تضمنت جميع الدين والشرع وقد ورد فى الايه امرين اولهما آداء الامانة وثانيهما الحكم بالعدل، اولاً المفهوم بالامانة فى هذه الايه يشمل الدين والدنيا فهى تشمل ايضاً الامانة فى العبادات وفى المعاملات الخاصة والعامة وفى ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم اذا ضُيعت الآمانة فانتظر الساعة، وقوله صلى الله عليه وسلم آد الآمانة الى من آئتمنك ولا تخن من خانك، وقوله (ص) (لا ايمان لمن لا امانة له) ثانياً قال تعالى (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ) النساء (58) وهو يدل وجوب العدل بين الناس جميعاً وعلى القضاة ان يحكموا بالعدل بين المتخاصمين اليهم وقد ورد فى حديث الذين يظلهم الله فى ظله منهم امام عادل رواه البخاري وفى حديث عُبادة ابن صامت رضى الله عنه (وفيه بايعنا الرسول صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة وعلى ان نقول بالعدل اين كنا لا نخاف فى الله لومة لائم وقوله (ص) ان احب الناس لله يوم القيامة ادناهم منه مجلساً امام عادل) وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال هذه الامة بخير ما اذا قالت صدقت واذا حكمت عدلت، وهذه الايه عندما امرت بآداء الامانة والحكم بالعدل ختمت بقوله (ان الله كان سميعاً بصيرا) اى اذا حكمت بين الناس هو سميع لكل حكم تحكم به عدلا او جوراً وان آديت الامانة فهو بصيراً لكل فعل تقوم به احساناً او خيانة، وهذا الختام لهذه الايه الكريمة يتضمن وعد المطيع بالثواب ووعيد العاصي بالعقاب وهنا نذكركم بقوله تعالى (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ) ق (45)، وانتم بهذا القدر من المسئولية الملقاة على عاتقكم امام الله والشعب السوداني واهل جبال النوبة بصفة خاصة كان ينتظر منكم ان تعدلوا وخاصة من ظلم قضاة محكمة الدلنج التى صادرت (44) دكاناً من المواطنين لصالح خدمات اسر القضاة، وبالرغم من مناشداتنا العديدة منذ عهد بروفيسر حيدر دفع الله ومروراً بمولانا نعمات محمد عبدالله، وقضاة المحكمة العليا ثم الى رئيس مجلس السيادة وهذه الدعوة الرابعة لكم ان تعدلوا وتنصفوا اصحاب هذه الدكاكين وتردوا الحقوق والمظالم الى اهلها وتعويضهم عن الضرر الذى لحق بهم جراء هذا القرار الجائر والظالم فى حق هؤلاء الناس المظلومين الذين كانوا يعيشون على هذه الكاكين واسرهم ومعظمهم من الفقراء والمساكين واسر الشهداء الذين استشهدوا فى حروبات جبال النوبة المختلفة وكانت سلطات الولاية قد منحت لهم هذه الدكاكين ليعيشوا عليها، ولكن للاسف حدث الاعتداء على حقوق هؤلاء الناس ولم يستجيب قضاة السودان لمناشداتنا المختلفة كما ذكرنا ويبدو ان شعب جبال النوبة اصبح خارج الجاذبية السياسية والمواطنة والامن الاجتماعي،الخ….، لذلك فقدوا كل متلكاتهم الاساسية واصبحوا نازحين بالولايات المختلفة لاحوله لهم ولا قوة فى انتظار عدالة السماء لتعيدهم الى ديارهم ونآمل ان تجد دعوتنا هذه منكم الاستجابة وقد تم تكليفي من هؤلاء الاخوة المظلومين بأن نكتب لكم ونلتمس منكم رد حقوقهم اليهم كما كانت فى السابق وان تحاسبوا كل من كانت له يدُ فى ذلك الظلم الجائر، وان تنصرهم ينصرك الله. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد (7). اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد وكفى بالله شهيداً والله من وراء القصد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.