نقائد الثروة الحيوانية السبع

بقلم: علي ابوسالمة
بمجرد سماعنا لكلمة نقائد او نقد سترد لأذهاننا مطارحة شعرية في الأدب العربي، ولكن معنى هذا العنوان أخر ينفي المخيلة الأدبية والثقافة الشعرية ، ليتجه صوب العلات جمع (علة) ، سبع قطاعات في الثروة الحيوانية ظلت تقف في مكانها ما برحته السبيل ، وكلمة السبيل هنا المقصود منه في مجتمعنا الإعلامي النهوض والتقدم بالارتقاء ، ولكن دعونا نبدأ في تفصيل هذه النقائد لنعرف سبب المعوقات التي تواجهها وأساس المشكلة من الجذور كما ينبغي.
ومن المعروف كما قال المثل (أكان ما كف دارك حرمان علي الجيران)
النقيد الاول: ننتج الماشية ونحتل المرتبة الأولى عربيا والثالثة افريقيا ونستورد (مرقة).
النقيد الثاني: لدينا ما يفوق ال 45 مليون راس من الابقار وبذلك الاول افريقيا ونستورد منتجات البان (مجففة ، أجبان وحليب أطفال).
النقيد الثالث: لدينا انهار وبحيرات سدود إضافة الي البحر الأحمر بمختلف أنواعها العزبة والمالحة ومخزون سنوي يقدر بنحو 110 مليون طن من الأسماك والاحياء المائية ، ولكن نستورد (تونة ، ساردين).
النقيد الرابع: نزرع اجود أنواع العلف البرسيم ولدينا سوق صادر ضخم في دول الخليج ، ولكن للاسف لدينا فجوة كبيرة في المخزون العلفي ، يعتبر من إحدى المعوقات التي تواجه قطاع الألبان واللحوم.
النقيد الخامس: لدينا انتاج مهول من الجلود الخام بجميع انواعه الكبير والمتوسط والصغير وله سوق إقليمي اضافة الي عدد 20 مدبغة يشهد لبعضها تاريخ الصناعة في السودان ومسالخ صادر ولكن للاسف نستورد منتجات بلاستيك وجلود رديئة لتغطية متطلبات السوق المحلي.
النقيد الخامس: صناعة الدواجن وبيض المائدة والتي تعد من أكبر الصناعات تطورا على المستوى العربي ولكن لازال هنالك معوقات في الإنتاج و التربية والبيع ، وهذا لا يعطي حجم الطلب المحلي لارتفاع التكلفة الإنتاجية وبالتالي السعرية.
النقيد السادس: الخدمات البيطرية والتي شهد تاريخ السودان الحديث تطور مراحلها منذ ان بدأت في عهد الحكم التاج البريطاني علي السودان وبالتالي إنشاء العديد من الجامعات والمعاهد المتخصصة في الطب البيطري والإنتاج الحيواني ، مما اوجد سوق عمل ممتاز سنويا لحسن الكفاءة المهنية بفضل ما تقابله من ثروة طائلة تحت رعايتهم واشرافهم، ولكن لم تجد هذه الميزات التفضيلية اي اهتمام او تشجيع من الحكومات المتعاقبة للسودان ، مما أدى إلى هجرة عدد كبير منهم.
النقيد السابع: انتاج الأدوية البيطرية والتي من المفترض أن تكون هنالك الكثير من الشركات المصنع من أجل تغطية الخدمات الصحية البيطرية لعدد 120 مليون رأس، ولكن مازلنا نعتمد علي الصناعات الدوائية المستوردة ، مما كلف الدولة الكثير من العملات الأجنبية.
هذه النقائد لعمري كمن قال (عطاء من لا يملك) والأسباب عديدة اولها التهميش السياسي والإداري وثانيا السياسات والقوانين المنظمة للعمل في السودان.
وذلك لوجود تقاطعات ادارية معيقة ومعيبة حقيقة علي المستوى الاتحادي والولائي اضافة الي السياسات المتعلقة بالصادر وبالأخص صادر الأعلاف الخضراء والحبوب والتي ترجع أسباب تدهور انتاج الألبان والتسمين منها.
المطلوب مراجعة كافة السياسات الإنتاجية والتنفيذية المنظمة للعمل بالثروة الحيوانية والسمكية والمراعي بالمركز والولايات واعادة صياغة سياسات و قوانين جديدة تجمع كل الشركاء بالقطاع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.