الحرب في خاركوف .. سوداني يحكي قصة فراره من أرض الخوف

إستنطقه عبر سوشيال ميديا : أيمن محمود

محمد عوض محمد محمود سوداني الجنسية من ضاحية الفتيحاب جنوبي أم درمان
سافر إلى اوكرانيا في مطلع العام 2010م لغرض دراسة الصيدلة والتي قبع في مقاعدها نحو الخمسة سنوات قبل أن يتخرج في العام 2015م من جامعة خاركوف، ويعتلي الآن سدة إدارة نائب رئيس الجالية السودانية في كييف، والأمين العام للجالية
يحكي محمد عوض الشهير وسط أقرانه ب(مودي) عندما اتخرجت من الجامعة وبحسب الدرجات التي تحصلت عليها تم تعيني بأحدى المستشفيات في قسم الصيدليات بمدينة خاركوف
وتمرحل بي الإنتقال للعمل في كييف العاصمة الأوكرانية في شركة طبية لمدة عامين، قبل أن ينتهي بي المطاف عندما أنتقلت الى مستوصف يتبع لمستشفى (درانتستا) كصيدلي

وتحدث (مودي) عن قصة هروبه واصفا” أياها بالصعبة والمريرة، وأضاف بقوله، في يومي 23 و 24 عندما دخل الجيش الروسي أطلقت صافرات الإنذار في جميع مدن أوكرانيا
غير إنني لم أقرر الهروب من الوهلة الأولى
غير انه وفي لحظة مرور طائرة سخوي 35 فوق البناية التي أقطنها ، لا أذيعكم سرا” عندما أقول لكم قد دبّ الخوف وإستشرى في أوصالي وأكتسى جانبي، خاصة عندما تناهى إلى مسامعي صوت الطائرة التي تتسم بصوت يصم الآذان، لدرجة ان زجاج نوافذ أحد جيراننا تحطم جراء قوة الصوت وسرعته

عندها فقط قررت الهرب، في وقت صار فيه الآلاف من مواطني المنطقة يتهافتون على محلات السوبرماركت لتخزين المعينات الغذائية في صورة أقرب للهجوم أملا” في التذود بما يسد رمقهم مستقبلا” حال تواريهم في الملاذات الآمنة من مخابي وأنفاق

بعدها قررت الهرب في ظروف بالغة التعقيد، إذ كان يوم من أصعب الأيام التي مرت على حياتي

وذاد (مودي) بقوله كل الشوارع مغقلة وكميات مهولة من جثث العسكر ملقاة على الأرصفة والطرقات، وكان أمل الوصول إلى محطة القطار ضربا” من الخيال بل من المستحيل ، ولكن بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أستطعت الوصول في مجازفة كبيرة استهديت فيها واستدعيت بما حظيت به من تدريب وتكتيك عسكري إبان فترة الخدمة الوطنية في السودان، فتصرفت إلى ان وصلت محطة القطار

فترآى إلى ناظري ما يقارب 1200 شخص الكل يجري في إتجاه والبعض الآخر يبحث عن مبتغاه أكثر من 14 ساعة قضيناها في السعي ما بين صفاء محطة السكة حديد ومروة وسائل النقل الأخرى
وآخيرا” لاح في الأفق قطارا” تكدس فيه أرتال من البشر، كيف لا وهو طوق نجاة قل ما يتوفر مجددا” ، فكل من بالمحطة ييمم وجهه صوب الحدود، خاصة الحدود الغربية وبالتحديد مدينة لفوف
وأسترسل (مودي) في سرده لتلك التجربة بقول : ما ان توقف القطار حتى كان التباري في من يصعد أولا” سيد الموقف، في سابقة تعد الأولى من نوعها، عندما كان الصعود الى القطار بشئ من التروي والتنظيم قبل الحرب ، فعبارة القوي يأكل الضعيف كشرت عن أنيابها، خاصة وإن الحقبة الزمنية لمدة تحرك القطار ربع ساعة لا غير، فلك أن تتخيل كيف يكون الوضع والحال والمآل
وأضاف (مودي) أستبشرت خيرا” عندما وجدت موطئ قدم داخل القطار، وأشار مودي ظللنا وقوفا” على أرجلنا نحو 17 ساعة لإكتظاظ المقاعد، فما ان وصلنا مدينة لفوف غرب اوكرانيا، حتى واجهتنا عقبة أخرى فقد مشينا على الأقدام حوالي 12 كيلو من منطقة الى أخرى قبل وصولنا حدود بولندا
وتحدث (مودي) بحرقة وأسى عندما أكد ان هناك مجموعة من الشباب السودانيين عالقين في كييف العاصمة، فالزمن لم يسعفهم للهروب ، فقد تم حصر التجوال لي مدة يومين في المدينة، إذ منع المواطنيين من الخروج للشوارع
ولفت (مودي) إلى ان السفارة السودانية بكييف لم تقصر في مسايرة مهام العالقين هناك، وازجى الشكر للقائم بالأعمال السفير عكاشة الضو
وطاقم السفارة من الملحق الإدراي معمر و باقي الطاقم محمد الأمين و دكتور وليد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.