قلقُ العالم لا يكفي لوقف إرهاب الحوثيين

متابعات : سودانية نيوز

لم تكن لغة التعبير عن القلق والإعراب عن التضامن يومًا من الأيام سلاحًا فاعلًا ومضمونًا لردع الأخطار وتحييدها، وإن كانت مهمةً في السياق الدبلوماسي وصعيد العلاقات والمصالح المشتركة؛ بل المهم واللازم في التعامل مع الأخطار المحدقة هو اتخاذ الإجراءات العملية للرد عليها، والتي يمكن البناء عليها لسد منابع الخطر وغلق الطرق التي يتمدد عبرها.

حصل أن أعربت أكثر من 120 دولة عن تضامنها مع دولة الإمارات العربية المتحدة في أعقاب هجمات الحوثيين في الـ17 من يناير، والتي تكررت بعد هذا التاريخ لمرتين وتم إحباطها؛ لكن المجتمع الدولي لم يتخذ إلى الآن الإجراءات المطلوبة للحد من تطور هذه الهجمات العابرة للحدود، والتي اعتبرها الكثير من المتضامنين دون تحفظ “هجمات إرهابية”.

لدى جماعة الحوثي سجل كبير من الانتهاكات والجرائم المروعة التي ارتكبتها داخل وخارج اليمن، وتطور الأمر إلى مستوى استهداف خطوط الملاحة الدولية عند مضيق باب المندب الحيوي، وبغض النظر عن الطريقة التي يتبعها المجتمع الدولي في تقييم هذا الخطر، إلا أن المؤشرات تظهر تناميًا مستمرًا للعمليات العدائية لجماعة الحوثي، انتقلت من المستوى المحلي إلى الإقليمي، وستهدد المجتمع الدولي برمته إذا ظل متماهيًا مع الجماعة المدعومة إيرانيًا.

في التصوّر المنطقي لا يمكن أن تكون جماعة بهذه الوحشية أقل من منظمة إرهابية، والقصد بالوحشية هنا ليس فقط الهجمات ضد أبو ظبي، بل الهجمات في الداخل اليمني التي خلقت عشرات آلاف الضحايا، وعمليات تجنيد الأطفال والقاصرين بواقع 30 ألف طفل مجندين قسرا في صفوف الحوثيين، وحصار مدن يقطنها الملايين وتحويل اليمن إلى أكبر دولة ملوثة بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية.

حتى الآن، تظهر الإحصاءات المسجلة أرقاما مفزعة للضحايا في اليمن، المشردين والجوعى، والأطفال المجندين وضحايا الألغام الذين تجاوز عددهم 7 آلاف ضحية، والبنية التحتية المدمرة، وعند السؤال عمن يقف وراء كل هذه الفظائع، تكشف الأدلة مسؤولية الحوثيين عن ارتكاب هذه الانتهاكات طيلة فترة النزاع الذي يدخل عامه الثامن.

في الفترة الأخيرة توحش الحوثيون بشكل كبير، ربما ارتأوا في مهادنة المجتمع الدولي لهم فرصة لاستباحة دماء جديدة، ونفذوا في العاشر من الشهر الجاري هجوم عابر للحدود استهدف مطار أبها في السعودية وخلف الهجوم 12 جريحا من جنسيات مختلفة، واقتصر رد المجتمع الدولي على الإدانة والتضامن، وهذا غير كافٍ لوقف آلة الموت عن مواصلة وحشيتها.

بحسب إحصاءات رسمية وتقارير حقوقية، جند الحوثيون 30 الف طفل، وتسببوا في تشريد أكثر من 4 ملايين يمني، كما نفذوا 32 عملية إرهابية ضد السفن في الملاحة الدولية، وغيرها من الأرقام المفزعة عن جرائمهم، ومع ذلك يغفل المجتمع الدولي وبالذات الولايات المتحدة عن هذا الخطر، وهذه الجماعة التي ترفع علنا شعارات معادية للعالم تنادي بالموت وتحث على القتل.

طوال الفترة الماضية خبأ الحوثيون علاقتهم الوطيدة مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وكانوا شركاء في عدة صفقات أهمها صفقات تبادل الأسرى التي تكشفت لاحقا للعلن، وهذا بحد ذاته دليل اضافي على حالة التقارب في الأفكار والتوجهات بين جماعتين يقر العالم بإحداها جماعة إرهابية، ويتباطأ في تصنيف الثانية رغم خطرها المتنامي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.