رسالة للبرهان وحميدتي أعدلوا بجبال النوبة

بقلم : كندة غبوش الامام
الى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان والى نائب رئيس مجلس السيادة القائد العام لقوات الدعم السريع السودانية لكم تحية من عند الله مباركة طيبة ومن جبال النوبة المنكوبة وبعد قال تعالى : اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة (8) ، وقال رسول (ص) اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة صدق (ص) ، لاشك انتم قادة هذه الامة السودانية شئنا ام ابينا وقد ولاكم المولى عز وجل امرها ، قال تعالى : وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) المومنون (52) ، وانتم الذين تقودون الخطوط الامامية تجاه الاحداث والتداعيات التى تمر عليها بلادنا الآن فانتم بهذا القدر من المسئولية الوطنية الملقاه على عاتقكم لذلك كان شعب النوبة ينتظر منكم عندما تفجرت ثورة ديسمبر المجيدة بشعاراتها (حرية – سلام – عدالة) من اجل ان تعيدوا اجواء السلام والاستقرار الى جبال النوبة واهلها النازحين والمحتجزين بالجبال لدى قوات الحركة الشعبية بقيادة الحلو الى مناطقهم بموجب تلك الشعارات كما اسلفنا ولكن للاسف حدث العكس تماماً فقد ظُلموا من احزاب قوى الحرية والتغيير فى كل مجالات الحياة ولا نريد هنا بأن نتناول التفاصيل لانها مؤلمة وكارثية وحزينة لم تحدث بجبال النوبة مثلها منذ عهد الاستعمار الى يومنا هذا وهذه التفاصيل غير قابلة للنشر وامرنا لله الذى لا اله الا هو ونسأل الله ان تدور دائرة الظلم على الظالمين واعوانهم وان تدور دائرة العدل على انصاره والله نصير المظلومين ، عفوا كتبنا هذه الرسالة ونذكركم إن نفعت الذكرى ان الثورة المهدية كانت قد استندت الى تراث الايواء والنصرة والتى ظللت بها الجبال لتلك الثورة الوطنية ولولا ثورات النوبة المسلحة لما انتصرت الثورة المهدية ولما حُررت البلاد من الحكم الاجنبي ويذكر التاريخ ان جيوش الامام المهدي كانت قد تحصنت بجبال النوبة ثم انطلقت لحصار الابيض وتحريرها من القوات الاجنبية بموقعة شيكان وهزمت قوات هكس باشا ، ثم زحفت الى بارا وحررتها من القوات الاجنبية بموقعة ازحف وقام المهدي بتسمية المنطقة التى شهدت تحرير بارا باسم (ازحف) وهى قرية موجودة حتى الان بجنوب بارا وعقب ذلك تحرك الى الخرطوم حيث دخلها الامام المهدي بقيادة جيش قوامه (120الف مقاتل) واغبلهم كانوا من النوبة والحوازمة ليحرر السودان ويعلن الخرطوم عاصمة الشريعة بعد ان قتلوا حاكم السودان آنذاك غردون باشا ومعلوم ان ود نوباوي هو الذى قتل غردون وليس الامير بنى جرار وشتان بين هذا وذاك وعند سقوط راية استقلال السودان الاول فى معركة كررى بامدرمان خاضت جبال النوبة مرة اخرى من قلاعها الطبيعية الحصينة معارك المقاومة الوطنية المسلحة ضد الاحتلال الاجنبي وليس بالمظاهرات وضد الحكم الوطني كما يحدث الان فى السودان وبذلك ظلت جبال النوبة ثائرة ولم تستسلم قرابة الثلاثين عاماً حيث سرت فيها (كهرباء المقاومة) للسلطة الغاذية آنذاك وليس ضد السلطة الوطنية الان التى تقودها الاحزاب المختلفة ضد الحكم الوطني لصالح القوى الاستعمارية العالمية وقد استندت تلك المقاومة الى تراث عريق ابرز رموزه مملكة تقلى الاسلامية بجبال النوبة الشرقية والعطاء غير المحدود الذى قدمه المك ادم ام دبالوا والاستشهاد المجيد للسلطان عجبنا الذى قاد ثورة النيمق (الاما) بجبال النوبة الشمالية والتى اندلعت عام 1808م حتى عام 1918 ، بالاضافة للاستشهاد المجيد ايضا للفكي علي الميراوى الذى قاد ثورة قبيلة الميرى بجبال النوبة الجنوبية عام 1915م بالاضافة الى ثورات متعددة فى كل مناطق 99 جبال النوبة ومن واقع حقيقة تلك الثورات التى اشتعلت وتفجرت فيها براكين المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الثنائي البريطاني المصرى لم تتمكن تلك القوات الاجنبية الاستعمارية من السيطرة النهائية على جبال النوبة الا فى عام 1926م ، بعد ثورة اللواء الابيض عام 1924م التى كانت بقيادة البطل على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ورفاقهم من ابناء جبال النوبة ، الاول من منطقة ليما غرب مدينة كادوقلي والثاني من منطقة تلودي التى كانت عاصمة مديرية جبال النوبة فى عهد الاستعمار ، حيث قمعت وسحقت القوات البريطانية سحقاً دامياً لثوار النوبة واستشهد منهم الآلآف وعاقبت الحكومة البريطانية جبال النوبة التى ثارت ضدها آنذاك لواحد وثلاثين عاماً متصلة بوضعها فى تهميشاً تاماً ومحكماً وفقاً لقانون المناطق المقفولة عقابا للثائرين من ثوار النوبة ، تلك هى القصة الحقيقية لما يسمى فى ادبيات اليوم بالمناطق المهمشة ويجب ان لا يغيب عن ذاكرة التاريخ من الذى همشمهم ولماذا؟ ، هذه التقارير نقلتها ومن وثائق الحكومة البريطانية آثناء حكمها للسودان .

نحن شعب النوبة اصل الحضارة السودانية فقد انعم الله علينا بنعم كثيرة لا تحصى ولا تعد ومن النعم التى شملت ابناء النوبة نعمة الاسلام وقد عُرف عن شعب النوبة الطيب حبه لهذا الوطن لذلك قدموا عبر التاريخ ارتالا من الشهداء منذ عهد الاستعمار ومروراً فى عهد الحكومات الوطنية كل ذلك كان من اجل ان يبقى السودان علماً بين الامم ، وجبال النوبة موحدة بحضن وطننا السودان الذى كتبنا باسمه ورطنا وليس من اجل تقسيم االسلطة والثروة كما يحدث الان الصراع بين الاحزاب المختلفة حول هذه السلطة والثروات فى غياب كيان ششعب النوبة الآصالة والتاريخ ، والآن بدأت مظاهر عودة جبال النوبة الى عهد قوانين المناطق المقفولة والدليل على ذلك احتجاز الحلو نحو ما يقارب مليون شخص من ابناء النوبة بالجبال والنوبة الذين فضلوا البقاء فى الداخل تم اخراجهم من المنطقة قسراً نازحين الى الولايات الاخرى والباقين بالولاية يعيشون على اطراف المدن واصبحوا من اقليات المجتمع باسم ولاية جنوب كردفان مقابل الوافدين الذين اتوا الى جنوب النوبة باسم جنوب كردفان وسيطروا على مفاصل الحياة فيها وكذلك على مفاصل السلطة والثروة . ختاما هذه الرسالة للاخوين البرهان وحميدتي ونقول لهما اعدلوا بجبال النوبة وردوا الحقوق والمظالم الى اهلها وخاصة الى اهل النوبة الذين تمت منهم مصادرة 44 دكان بسوق الدلنج لصالح خدمات القضاة وتشريد اسر اصحاب هذه الدكاكين كما ندعو بأن يردوا لهم المؤسسات الاسلامية التى تمت مصادرتها بجبال واموالها المختلفة بواسطة لجنة ازالة التمكين وخاصة اموال لجنة مسلمى افريقيا الكويتية (العون المباشر) من العقارات ومراكز الايواء والمجمعات الاجتماعية والخدمية والمراكز الصحية والمدارس والمساجد…الخ ، حيث تم الاستغناء عن خدمات ابناء النوبة وعلى راسئهم شخصي الفقير لله حيث كنت مستشارا للعون المباشر الكويتية بالسودان بالاضافة للدكتور احمد صباح الخير والدكتورة فتحية جمعة عجيل واخرين من ابناء النوبة الذين كانوا يعملون بالعون المباشر الكويتي وتم استبدالهم بطاق من من المملكة المغربية . قال تعالى 🙁 الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (آل عمران ( 173 ) ) . اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد وكفى بالله شهيداً. والله من وراء القصد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.