بكري المدني يكتب .. أين – (الأمن)؟!

* السؤال عن جهاز المخابرات العامة فرض نفسه بقوة الأيام الماضية لانفراط الأمن في بعض الولايات التى شهدت احتجاجات بسبب الغلاء وتعدى البعض فيها على الممتلكات العامة والخاصة بشكل همجي

* افتقد الناس فرق جهاز الأمن والتى تعودوا ان يرووها في أحداث مشابهة تحمى الممتلكات وتدافع عن الناس وتنسب لها بعض التجاوزات ولقد اختفت تلك الفرق تلقائيا بحل هيئة العمليات بالجهاز وحصر نشاطه في جمع المعلومات وتحليلها وتمليكها للجهاز التنفيذي

* اعتقد ان الجهاز كان موجودا بالصيغة التى حددتها له الوثيقة الدستورية وان اضطر مسؤوليه للدفاع عن أنفسهم وتأكيد وجودهم اليوم في ساح الأحداث فسوف يخرجون بما يؤكد للناس قيامهم بدورهم الكامل المطلوب في جمع وتحليل المعلومات وتسليمها للجهات المعنية!

* ان الأحداث والتجربة القصيرة التى مرت كشفت ان تحديد مهام جهاز المخابرات (بجمع المعلومات وتحليلها وتمليكها للجهاز التنفيذي) غير كافية وان كثير من مهام الجهاز القديمة يجب ان تعود إليه ليعود الأمن الذي يسأل عن غيابه الكثير

* لقد قرأنا لمن يحتج على ما عده زيادة في ميزانية جهاز المخابرات العامة وينادي في ذات الوقت بإنشاء جهاز للأمن الداخلي والأفضل من هذا وذاك العمل على تأهيل الأجهزة الأمنية والشرطية الموجودة من خلال الصلاحيات والإمكانيات لحفظ الأمن
بدلا عن التسيس والمزايدات التى أدت لما هو واقع الأمس واليوم

* لا احد ينادي بحق لجهاز المخابرات العامة في الاعتقال والاستدعاء والمحاكمات الخاصة كما كان في العهد السابق ولكن المناداة المطلوبة في حق الناس عليه بمتابعة ما يمكن تحقيق الأمن استباقا بمتابعة ما يتعلق بمعاش الناس وخدماتهم كما كان يفعل الامن الاقتصادي في السابق من حيث مراقبة الدقيق والوقود مثلا من مواقع الإنتاج وحتى منافذ الاستهلاك

* قبل توجيه اللوم لجهاز المخابرات واتهامه بالتقصير يجب التأكيد على انه اليوم يقوم بمهامه كاملة حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية ولكن الواقع كشف ان ذلك وحده لا يكفي لتحقيق الأمن ولابد من توسيع صلاحياته بالتصدي المباشر لأي محاولات تعدي على المال العام او الخاص مع الحق في القبض على المتجاوزين وتسليمهم لمخافر الشرطة التى يتعين عليها من بعد مع النيابة متابعة تكملة إجراءات محاسبة المتهمين

* ان بلادنا ليست اليوم في حاجة إلى مزايدات او إنشاء أجهزة ضرار وفى الإمكان تأهيل ما هو موجود ليواكب التغيير الكبير من حيث البناء على ما كان من بعد إزالة التشوهات ان وجدت والمضي قدما في اعادة تأسيس أجهزة الدولة وليس الأنظمة

* يقف على رأس جهاز المخابرات العامة اليوم فريق اول ركن جمال عبدالمجيد وهو رجل الاستخبارات العسكرية القوي والذي فقد بسبب مواقفه الواضحة وظيفته في النظام السابق وعاد من بعد الثورة وكل ما يحتاجه اليوم كامل الثقة ليكمل ما يعمل عليه في اعادة تأهيل جهاز المخابرات لمواكبة التغيير الكبير

التعليقات مغلقة.