الخرطوم : بكري خليفة
نظم مركز أرتكل للتدريب والإنتاج الاعلامي امس الاول فعالية ثقافية بعنوان (الفن والثورة) إستضاف فيها الفنانة نانسي عجاج التي فتحت قلبها لأسئلة الحضور ومداخلاتهم وأشارت الفنانة نانسي عجاج في مستهل حديثها على أن الفنان ثوري بطبيعته والفن يطرح ويناقش القضايا الاجتماعية والسياسية لذلك هو ثائر وأشارت نانسي الي مفردات غناء الثورة يتميز بنصوص واضحة تعبر عن قضايا معينة ولا يوجد قالب واحد موضحة أن المفردة التي لها مضمون جيد تصل إلى المستمعين اما عن مدرستها الفنية فقالت : انا مدرسة قديمة اقدم موسيقي مختلفة في ساحات جديدة لمستمعين يستمعون لاغاني الحقيبة والأغتيات الحديثة لذلك استطيع ان اقول ان الاغاني التي تحمل مضامين تسطيع ان توصل رسالتها ففي المجال تجمعني شراكة مميزة مع عدد من الشعراء منهم قاسم ابو زيد ويحى فضل الله.
وأشارت نانسي الى ضرورة التحلي بالوعي وقالت بمزيد من الوعي السياسي نسطيع ان نمضي للأمام ونحن في مرحلة صعبة ويمكن ان تعصف بالبلاد وتحتاج الي حكمة في التعامل مع وضع اقل ما يوصف بأنه بأنه (ما واضح) صحيح ان المواكب توقفت ويفترض ان تحقق الحكومة كل مطالب الثورة لكن يمكن أن نعبر في هذه الحاله بوسائل أخرى مختلفة.
وعن أعمالها الجديدة اوضحت انها متوقفة منذ (8) أشهر لم تقدم عملا جديدا وهي في انتظار نص جيد واضافت نانسي الموسيقى والغناء أدواتي الأساسية في التعبير وهي بمثابة خطاب مختلف عبر الغناء وبسؤالها عن ارتداء بعض الفنانين للأزياء العسكرية خلال الأيام الماضية عبر ما اطلق عليه (أوبريت الجيش) قالت أن أرتداء هذه الازياء لفنانين (نشاذ بصري) موضحة انها ضد عسكرت الفن لان الفنان بطبعة لا يدعوا للحرب ويمكن ان يدعم جيشة ووطنة بطريقة أخرى وأوضحت أن الفنان بطبعة متمرد عكس الانضباط والإلتزام بالأوامر في المؤسسة العسكرية وقد شاهد الناس كيف دعم الفنانين للحراك الثوري الذي أطاح بالنظام البائد وحول زيارتها الأخيرة لولاية كسلا بعد الأحداث القبلية التي شهدتها الولاية اوضحت انها تحب زيارت الولايات وأطراف السودان المختلفة والزيارة لكسلا كانت متفاعلة مع الاحداث التي شهدتها وكان الهدف منها الدعوة للتسامح ونبذ العنف وفعلا التقينا بجميع الأطراف وسمعنا منهم عن قرب وحول انتقاد البعض للمؤسسة العسكرية وحتى الشعارات الثورية على شاكلة (كنداكة جات بوليس جري) أن ذلك نتيجة المآخذ الكثيرة التي يحملها الكثيرين على المؤسسة العسكرية فالناس لم تنسي التجاوزات التي حدثت خلال الفترة الماضية لذلك يجيب إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية لتكون مؤسسة قومية حينها يمكن أن نغني لها علي حد وصفها
وتحدثت نانسي عن اغانيها الجديدة وأنها في بحث وتجويد للاغنيات كما انها في بحث متواصل في الولايات و الأقاليم لعكس التنوع الثقافي وانتقدت نانسي الإعلام قائلة ان الاعلام منذ اليوم الأول لم يدير الثورة بالصورة الصحيحة اما اغنية (ميلاد) التي أطلقها منذ الاسابيع الأولى للثورة قالت شعرت ان التغيير سيحدث وحتى عندما كنت في كندا وهولندا تأكد لي أن الناس ستخرج ضد هذا النظام بل كنت اتابع حراك طلاب جامعة الخرطوم في كل المظاهرات التي تخرج ضد السلطات وكانت
دموعي تسيل وانا أشاهد حماس وشجاعة الشباب والشابات في مواجة الأمن والشرطة وكما قلت ان الأغنية صدرت قبل سقوط النظام وكنت متخوفة كما هو حال الأسرة والاصدقاء من الاعتقال كما كنت متخوفة على أبني الصغير لذلك كنت اتوصل مع الأصدقاء والأقارب اذا حدث اعتقال لي وكانت كل الاحتمالات بهذا الخصوص واردة فحينها تابعنا بمرارة حاذثة الشهيد أحمد الخير واغتيال الشهداء في بري والعباسية وشمبات والكلاكلة والحاج يوسف وعطبرة ومدني والفاشر وبورتسودان وغيرها من المناطق لذلك لم تكن (فارقة معاي) اي شي بعدها جائت اغنية (حلم) وتوالت الاغنيات والتي تعبر عن حب الوطن والمحافظة عليه بل وحتى استرجاع الأجزاء المحتلة َمنه وتصف نانسي الحالة وقتها قائلة كنا في حالة اقامة ورش دائمة وكنت لا انام ولا اكل حتى خرجت الأغنية الي الوجود وحول دخول القوات المسلحة واسترداد الفشقة قالت إنها ضد ذلك في هذا التوقيت فالبلاد تعاني من وضع اقتصادي صعب والأولي عدم الدخول في حروب والاهتمام بتحسين الوضع الاقتصادي بعدها يمكن استرداد كل المناطق المحتلة من حلايب الي الفشقة وأشارت الي ضرورة ان تهتم القوات المسلحة بحفظ و حماية السلام والديمقراطية
وعيرت نانسي عن اهتمامها بقضايا المرأة فهي كانت رئيسة للتحالف الوطني الديمقراطي وظلت داعمة لقضايا المرأة
وحول ما تقدم الثورة للفنان قالت إنها تقدم رصيد كبير للفنان من محبة ومتابعة ورصيد كبير ولا يفرق معي ان يقال غني اني فنانة الثورة فالكثير من الفنانين تغنوا للثورة لكن تظل (حنجرتي) تصدح بالغناء لهذا الوطن كما أن هنالك فنانين اختاروا ان لا يكون لهم دور هنالك من اختار أن يكون له دور في هذه الثورة العظيمة واختتمت نانسي حديثها بأن أسر الشهداء موعودين بأغنية تمجد شهداء ثورة ديسمبر المجيدة في الأيام المقبلة.
التعليقات مغلقة.